رحيل فارس الأطلس

رحل فارس الأطلس..ذلك الخجول الشامخ..أسس للون خاص و ظل و فيا له طوال حياته.. فن مزج بين الحداثة و الثران الأطلسي النابع من معاناة انسان الجبل الذي اعتمد على صدى صوته الذي تردده اعالي الجبال. و ذلك ما يرمز اليه ذلك الكورال الصداح الذي يرافق أغانيه ..تلكم الأصوات أللتي لا تعترف بالمؤترات الصوتية الإلكترونية .لأنها و بكل بساطة تنقل صدى تلك الجبال الأطلسية حيثما ارتحلت و حلت..
مزج في أغانيه بين الكلمة الجميلة الراقية شكلا و مضمونا و اللحن المتناسق الحالم...هناك عدة فنانين على شاكلته لكن يمتاز بشكل متميز بالمواضيع و الكلمة..
اكتشفت لونه في السبعينيات من القرن الماضي ..راقني و أحببته..كان دائما ينقلني الى اعالي الجبال..حتى أغانيه بالأمازيغية تعجبني، و ان تعذر علي فهم كلماتها. الا أن الألحان كانت دائما تأخدني بعيدا فأتصور و أنا أحلق فوق الأطلس المتوسط الصغير و الكبير مواضيع و ألبسها لتلك الأغاني..
حين تسمع الراحل محمد رويشة و هو يغني بالعربية لا تشك أنه امازيغي الأصل و حين يغني بالأمازيغية لا تشك أنه يثقن الغناء بالعربية..لأنه و الحالة هاته لا أمازيغي و لا عربي بل انساني الأصل و مغربي الهوية ..أغانيه هادفة لها منهجية في الكتابة و تحليل للموضوع الذي تريد أن تتطرق اليه..
أسس محمد رويشة رحمه الله لمدرسة لها خصائصها و ثوابتها. و قد مكنت من بروز جيل من الفنانين اختاروا نفس الشاكلة....اذا كان غيره قد حاول نقل الثرات الأطلسي الى خارج محيطه المباشر " خنيفرة "، فان الراحل تكمن من ادماج الغناء بالعربية في اللون الأمازيغي...فأصبحت آلة البندير تدير الإيقاع الأطلسي لتنساب الكلمات العربية في تناسق بديع و انسجام..
لم تسمح الظروف بل لم نسمح لأنفسنا بتكريم هذا الفنان و ذلك من أجل:
- الإنكباب على تحليل هذا اللون ...وجوده كان سيعين على ذلك..
- العمل على تصدير هذا اللون و التعريف به عبر القارات
- الاعتراف له بالمجهودات التي بدلها..
- شكره على الساعات التي متعنا بها و نحن نستمع إلى تلك الروائع: ياك كلتي ما زال كتحب – الليل يا الليل – أ لحبيبة بيني و بينك دارو لحدود ......
لم يكن الراحل محمد رويشة يحتاج للإعلام لأنه يكتب و ينشر بالريشة التي يعزف بها..لكن أبنائنا وأبناء أبنائنا سيحملوننا وزر جهلهم لهذا الموروث الثقافي الأصيل..
سيذكر الراحل محمد ارويشة، بعض الوقت، سيقام حفل موسيقي بعد ذلك في الذكرى الأربعينية، ستباع أغانيه بشكل لافت...وبعد ذلك ....
لكن أبنائنا وأبنائنا سيحملونا وزر جهلهم لموروتنا الثقافي الغنائي..و سيضاف فن محمد ارويشة الى فن المرحوم ابراهيم العلمي، و غيره...
و أختم بالقول :
القلب يخشع و العين تدمع و ما الصبر الا بالله..
له ما أعطى و له ما أخد و انا لله و انا اليه راجعون..
أطلب من الله عز وجل ان كان المرحوم مسيئا أن يتجاوز عنه و يتقبل منه صالح الأعمال..
و ان كان محسنا أن يحسن اليه و يكرم مثواه...
آمين
Very Happy

هذا واقع أخي عبد اللطيف
لا ننفي أن المبدع يصبح مجرد قشرة انتهت صلاحيتها
والموروث يصبح في خبر كان
أكل عليه الدهر وشرب

عدد الرسائل : 62 تاريخ التسجيل : 11/07/2010

رحم الله فنان الأطلس سي محمد رويشة
ورحم الله كذلك محمد السوسدي رجل مجموعة لمشاهب

» أسود الأطلس "في خاطر القاص الكبير برطال "
» شعر فارس خالد
» شعر من ديوان فارس المدينة لشاعر حميد بركي:
» رحيل
» رحيل.............