]size=18]
السفر الى الموت / قصيصة .ابراهيم ابويه
قطار منتصف النهار يلفظ ما تبقى في أحشائه من مسافرين جاؤوا لهذه القرية ...
عرق مالح بلل حافة قميصه ، قلق شاسع تملكه وهو ينزوي تحت ظل شجرة ...
كانت الشمس قد توسطت قبة السماء عندما توقفت حافلة عتيقة نزل منها رجل بملامح غير مفهومة...
استعرض لائحة أرقام تضمنتها ورقة صفراء تتراقص بين أصابعه ...الحافلة
تخترق طريقا صحراويا ينتهي هناك عند حافة الجبل الصخري، بينما الأحداث
تتصارع داخله بلا نهاية أو نفق ينشر ظلمته على تفاصيلها المؤلمة...
كيف انتهى به المصير الى هذا المكان الموحش ؟
تقيأت الحافلة بؤس الركاب عند صخرة لم تستسلم لأشعة الشمس الحارقة . توجه
الجميع الى حيث أشار الرجل ذو الملامح الباردة ، وانتظروا مصيرهم داخل
فوهة جبل أصم ...
قبيل المساء بدقائق ، وقفت سيارة سوداء نزل منها رجلان يحملان ملفات
وصناديق صغيرة....لم ينظرا إليهم كما كانت تفعل هي قبل أن يلتهمها الموت
ذات ليل مطير ، كانا قطعتين من ملابس سوداء شابها غبار الصحراء فبدت بلون
مختلف .
قبل أن يستقيم القلم بين أنامله ، مسح الورقة بقراءة سريعة ، هناك جملة
جعلته يتوقف تماما عندها : " هذا المنجم سر من أسرار الدولة ، وكل من ثبت
في حقه إشاعة خبره مصيره الموت..."[/size]