ما يدهشك دائما
هو فقر أفكار الموت
تكتشفه
وتخبره
كأنك لم تعرفه أبدا في العصور الأزلية
وتفهم أخيرا مرارة العشب الذي لم تستطع يوما قضمه
وألم القصيدة لمّا تلعق التّاريخ
فكلّما اتّضح طريقها إلى السّماء
نزلت إلى القبو لأنها دون أشرعة السؤال
وأنت تسير إلى الله
حينها تدرك طعم الخلود
لأنك تتدفّق دما ...لاترزق عند رّبك
فابشر يا صديقي بالجحيم
لأنك آمنت بتكاتف البشر
وقتلت كلّ معاني القبائل و الطوائف والأديان والأذهان والأوطان
والتاريخ المقزّز ، المقرف ، المعفن ، المتعفن ، الواصل والموصول بعبث الأشياء
لأنك تركت قصائد المعلقات والنقائض
وكفرت بالنبوة في زمن اللانبوة
وتمسكت بجيد الشيطان المنزّل من جنّة الله
لأنك ابن آدم قاضم تفاحة الخطيئة من يد أمّك حواء
فابشر يا صديقي بالجحيم
وأنت يا من خلقت من العدم
ومزّقت التاريخ بكل أفعاله
وضربت جدار السكوت
وحطّمت أوثان الذّهول
ورقصت مع حاملة البندقية رقصة التانغو الأخيرة
يا من تلعب بالزنود
مع النساء بأصوات المدافع
ويغني مع فتيات ملأى بالمساحيق البيض والحمر
ويقرأ الخمريات
في كأس من الرّاح
وترمي معهنّ النّرد
يا من آمن بالنّهايات والأحلام
والحدائق و الورود والجمال والجنان
وحصان طروادة
وعنتريات أبي زيد الهلالي
في زمن يحترق فيه الكون