قلتُ:
منذ يومين وأنا وحدي أصارع الفراغ وأراقص حروفي، حاولت التحدث إليك أو المرور عندك فتجاهلني هاتفك، وعدت أدندن تلك الدندنة المذبوحة، اليوم ذهبت إلى ذلك الوادي الذي أغرقني مرتين، لأنني سئمت الأسوار، ومللت الكثير من الوجوه وبعض الأمكنة، مللت حتى ذاكرتي التي فقدت ذاكرتها، واشتقت لثورة ما:
لرواية تغمرني في شيطنتها حد الجنون
لطفولة تتفلت مني أو تمارس معي لعبة الغميضة
اشتقت لرسائل قديمة تبعث على الوجع
اشتقت لميلاد بين يديك..
كيف تطلبين مني أن أبقى وحيدا ها هنا كصُبَّرة في صحراء نيفادا؟
غدا عيد ميلادي
تصوري: أريد أن أقصد مقهى لا أعرف فيه أحدا ولا يعرفني فيه أحد، وأوزع الحلوى وأخبرهم أنها بمناسبة عيد ميلادي.. تبا لأعياد تصبح فرصة للموت من جديد..
قالت:
أنا أيضا لا أحد يشاركني فرحا مسروقا من دنيا القسوة والغياب واللهات المتواصل..
ولا أحد يلتفت لدموعي التعيسة التي تندبني وتفضح هشاشتي الكريهة..
لقد تعبت ولم أعد قادرة على التحمل
هل نكمل حبا تخلينا عنه كصبي في شوارع البيضاء؟
أم نشعل شمعة رميناها بعد عودة الكهرباء
لدي فكرة: لم لا نغادر معا – دفعة واحدة- هذا العالم الموبوء؟سوق أربعاء الغرب
عبد القادر الدحمني
في: 01- 11- 2012