جنون الحوريات ...سوسة
إلى الصديق الشاعر فرج عمر الأزرق
لسوسة ألوان
كلما أشعلتُ الفجر
تتعرى من تغريدها.
عبر ضيق النافذة
يبدو الأزرق وديعا
تتلحفه الحورية
على غفلة من الزمن
وتمضي...
تداعب الأمواج
ضفائرها
تمسح نقطة
وتشعله فرحا
هكذا راق لأميرة الماء
ذات جنون
أن تلقبه
فرح أزرق عمّرَ شاطئي.
لعبة النقط على الحروف
تستهوي صاحبي
تشهّيه فيّ
سيدتي تسترق الدمع
تسأل الضوء
والموج منشغل
بهمس عجوزين
يتكئ أحدهما عشق الآخر
قد يكونا مرا من هنا
كما مرت سيدتي
ذات اشتهاء طفولي
قد يكون دفء ما
سكن قلبيهما
وعادا يقتفيان أثر خطو
يداعبان شهوة
تركاها هنا
كما العصافير
على تفاصيل الرمل
عادا يحملان " حقيبة وسفرين" .(1)
القمر مختلف
هذا البزوغ
والحورية تسأل الأغنيات:
من يشرح لها حالتي ؟
هل نسيم الأرض يسعفني؟
ظِلُّ القمر
ظَلَّ هنا
نقطة على صفحة الماء
تلاعبه يداي
تكوره كما راق لها
وصاحبي في صوفيته
يسرق ابتسامة إشراق
في قيامه
في وصاله
وفي البكاء خشوعا
في محراب وهجها
والوجه أساريره فاضحة
شدّتُها تفجِّر شجرا
يكبر فيّ احتمالا
انتظريه
يطعمك ثماره.
الحورية على ضفاف من سراب
وضيق النافذة
يتسع لكل احتمال
سوسة
قمر خارج المحال
والشاعر في نسمته يحضننا
على أنغام من شوق
يعري حرفا من اسمه
ويكتبنا ألوان فرح ابدي
..............
(1) عنوان قصيدة للشاعر حسن عبيدو
احميدة بلبالي / تيفلت/ المغرب
فبراير 2013