النص لــ: عبد العالي الوالي
تم نقله من ركن جامعة الزجالين المغاربة إلى ركن الكتابات المفتوحة
السلام أمان(مناجاة)
عجبا كيف أغدو وحيدا والخطوات متقولة بالحنين يحملني هذا الركح بين ثناياه .يحملني والصورة بلون الشوق ، فما أحلى اللقاء .أحس بالغربة بعيدا عنك أيها الركح ...
والان وقد جاء الأمل والطمأنينة ، لاح الحب في الأفق وتدفق الشوق دموعا تدغدغ كل إحساس جميل .تسللت الكلمات من دواليب الزمن المنسي منتفضة معلنة رفضها للصمت ...
نعم أيها الركح ...
يا وطن الغرباء يا سبيل كل عاشق ضاقت به الدنيا ،يأتيك ليزيل الذبول عن مبسم غطت ملامحه غلظة السواد وفجاعة المصاب
نعم أيها الركح ...
يا صدرا رحبا تعبره الآلام والأحلام والذكريات ،يكسوه الصدق والأمان ،وترفرف أرجائه أحلى الكلمات . قلي أيها الركح
أهذا من باب الصدفة أم عن قصد تسللت إليك أخدش في أرشيف الذكريات ،أعيد شريط الحياة بعض الشئ إلى حيث البراءة شكلت صرحا عظيما يؤمن للذات معبرا نحو التشكل ،نحو التشخصن .كنت أغازل الحياة بدفء كان اللعب فيها لونا يغطي كل الألوان كنت أحاكي الزمان والمكان بلغة صريحة كانت الأحلام كالورد تتفتق بين العشق والحب ،كنت كعصفور صغير يحلق من البحيرة لأعانق الغدير،كنت أتغنى بحلم كبير كان شمعة كان قنديل...
ترى أيها الركح ...
أزال الستار ليكشف عن داك القابع هناك يحمل إلينا زمن المحال ،عن وهم ظاهره جميل وباطنه ظلمة أضاعت ملامح السبيل
أنعيد الستار وتكون النهزلة اختيار
الحقيقة أنني كالتائه في صحراء يحلم بقطرة ماء تزيل ضمأه .
بالله عليك أرشدني أيها الركح ،أتعرف كم أحلم بداك اليوم
نعم،لقد كبرت وكبرت معي الأحزان .أعيش في زمان قال فيه الصمت كلمته على وتر والجمود سواء
ثارت النغمات وانتفضت
تحركت الريح من على أوراق الشجر
فطن العمى وتبصر
وجاءت أمطار الخير تبشر وتبشر
تغسل الذل والهوان
وتشفي القلوب من سقم الخوف والأهوال
أتيتك أيها الركح شامخا لامحال أسائل لأدرك ما فات في زمن المحال
فكت الأغلال فكت خطوة بعد خطوة وكل خطوة بداية
وكل خطوة نافذة تطل على الزمن الآتي زمن الحرية نعم زمن السلام
احنا ولاد العالم وراحنا ولاد العالم
وطالبين السلام من أرض السلام (ناس الغيوان )
أنظر أيها الركح الكل يغني للسلام الكل ينادي بالسلام
والسلام أمان ... والأمان بوابتنا نحو المستقبل ،نعم لتصير الأحلام حقيقة ويعانق الواقع الذات عناق العشاق .
سلام أيها الركح سلام
والسلام أمان..والسلام أمان ..والسلام أمان ...
عبد العالي الوالي ميسور