- سعيدة الرغيوي كتب:
- سَــغَــب
سغب يسكننــا
سغب يمشي في الطرقـات
في حر الهَجيــرْ
يحملُ قُفــة
ونَعْلاً حقيرْ
سَغَبٌ يَعْتَلِي سحنات البيوت
يروي قصـة محمود
في الزقــاق المريرْ
صباحٌ أسود يطل من وجهِه
هو وحده ُ والضَّجــر
يحلم بالخُبْــزِ
في مُدُنٍ تتعثِّـرْ
في الإسْمَنْتِ والحجَرْ
سَغَبٌ يمشي في الطرقات
يَرْنُو للشمسِ التي أبحرتْ
ولم تَعُـدْ تظهــرْ
في مقْعَدٍ يبكي صدأً
حَامَتْ حولهُ ذُبابة
أصْغى لها ولم ينبس بِبِنْتِ شفة
خَبَّأ الحُزْنُ في أضلعــه
وتاهَ في الطُّرقــات
خاطبه أحدهم:محمود الحزين
صبــراً صبْراًّ
فالقفة سَتُيْنِعْ
وربيعُكَ لا شك آتٍ
فبعد اليوم لا سدَمْ
لا دُمُــوع َ
لا نَــدَمْ
محمود الحزين في الدرب وحيد
يُغازِل الرِّياح
ويرنو للشمس الهاربة في الأفق
محمود الحزين في الدرب قد تلكَّأْ
عَفْــواً سقطْ
القفة صارتْ حِمْلاً ثقيلاً
ومحمود لازال في الدرب يتَعَثَّرْ
الشمس الهاربة لم تبتسم بعْدُ
ومحمود الحزين لازال يتعثر
هو محمود الإنسان
احتــار
تعثــر
فهل له من مفر؟
هل له من مقر؟
قلت:الحزن يطرق الأبواب
يغازِلُ البطون الصغيرة
يسرق أحلامنا البسيطة
قلت حذار حذار
جَسَدٌ هزيل تركله مسافات الإقصاء
في زاوية تعرفوها أنت وأنا والمار من هُناَ
ينتظِرُ يدا تًُصَافِحُهُ
تُعانِقُ حلْمه البسيطْ
جسدٌ تُرَمِّمُهُ صفحات الأمل
فـهل سيحقق الحلـم؟
ليُعاوِد المشي منتصِباً
جــال السغب بمدينتنا
كسَّر النوافذ والأبواب
وكشف النقاب عن محمود الحزين
محمود الحـــزين
متى تُمْطِــرُ السحابـــة
قطرا طيـبا
متى يغادره السقم ؟
مـتـــ…ى؟.
صح ، قلمك : الأخت : سعيدة الرغيوي ، الله يفرجها على محمود .
وغيره من الشباب،لينظروا إلى حاله ، وحال المقصيين من المجتمع ..
ليجدوا ما يسدون به رمق الجوع ، ودفئ الجسم العليل ، من البرد ..
ويعيشوا الفرح ، بدل الحزن ، تحية طيبة لك مني وسلام .