الرّجل الوحش ..!
عجز الأطباء عن تحديد مرضها ، بعد عدة كشوفات طبيّة ،
ولم يهدأ ألم صداع أذنها ، الذي أصبح يقلق راحتها ، وفي أحد
الأيام زارتها إحدى قريباتها ، واقترحت عليها زيارة فقيه مشهود
له بالبركة ، وقالت : لها ، ربما تكوني مصابة بفزعة ، ويكون
شفائك على يد هذا الفقيه ، وعليك أن تذهبي إليه مبكرة ،
كي تجدي مكاناً ، من بين الطوابير ، فوافقت على زيارته ،
وأخذت برأي زوجها فلم يمانع ، وفي الصباح توجهت إلى
مقر الفقيه فوجدت إكتضاض شديد والصالة مملوؤة بالنساء
وبعد ساعات من الإنتظار، دخلت المرأة المريضة بأذنها ،
عند الوحش الملقب بالفقيه ، وشرحت له حالتها فكتب
لها الحرز ،وشرح لها كيفية الإستعمال ، وعليها أن
تستعمله مدة أسبوع ، ثم تعود إليه ، وغالباً ما يكون الثمن
باهضاً وليس في متناول الجميع ، وبعد إنتهائها من تلك
المرحلة الأولى ، رجعت إليه ، وأنتظرت دورها كالعادة ، والصالة
مكتضة بالنساء ،وفي لحظة دخلت إمرأة مسنة ، تصحبها فتاة
راشدة فنظرت المرأة من حولها ، وسألت إحداهن .. هل : هذا
الفقيه يطلب إسم الأم ، والبنت أو الإبن ؟ أجابتها : بنعم
فقالت : لها، تلك المرأة ، اللهم أعوذ بك ، فإن هذا لمشعوذ،
وانصرفت ، وبعد وقت قصير ، جاء دورها ، إستقبلها من جديد
وأخذ يهمهم ويحرك رأسه ،في فضاء يملأه دخان بخور متنوعة
فلم يعد هناك ، في عصرنا ،من لم يعرف بتمثيلياتهم ، وكيف
هم بارعون ، في بيع الوهم ،بمبالغ خيالية ، فهيأ لها الحرز ..
أو الحجاب وقال : لها ، هذا الحرز ، سيفتح لك كل الأبواب
المقفلة ، وسيكون لك فيه العز والنصر ، على كل من عاداك ،
وناوله إياها قائلا : هذا الحرز يساوي الذهب ، فإن أضعتيه
أضعت شيئاً ثميناً وعادت إلى بيتها ، فأي أحد مريض بمرض
لم يجد شفائه عند الأطباء ، يصبح قابلا ، لتصديق الخزعبلات
وفريسة سهلة ، في يد العابثين ،فرغم إنذار تلك المرأة المسنة
لهن ، بقولها ، إن كان هذا الذي يدعي الفقه ،يطلب إسم الأم
والبنت ، فإنه مشعود لم تستوعب إحداهن كلامها ، إلا بعد فوات
الأوان ، ومن يسمع النصيحة ويتعظ ..!؟ فأحياناً يستوي الجاهل ،
مع أصحاب الشهادات ،أو يفوقهم ، ففي هذا اليوم ، سيضرب زلزال
تحت أقدام تلك المرأة المريضة بأذنها ، وتهتز أركان جدران بيتها
الذي كان ينعم بإستقرار عائلي ، لمدة طويلة ، لنرى ، هل ؟
يسقط البيت كليا أم جزئيا ً ،أو ستخرج من عنق الزجاجة سالمة
لأن ذاك الرّجل الوحش ،كان يبرمج لها في خطة جهنمية ، لنتابع ..
ما تبقى من القصة جميعاً وبعد يومين مع وقت العصر ، تلقت السيدة
المريضة بأذنها ، مكالمة من الفقيه المزعوم ، يطلب منها ، الحضور
إلى مكان إقامته ، أجابته عبرالهاتف ، ليس لي موعد معك اليوم ،
ألح عليها بحضور ضروري ، في مصلحتها ، وكالعادة ، زوجها لا يمانع ،
ولا يرافقها ،أله ثقة عمياء بزوجته الى هذه الدرجة ..! أم هو : يتق
بالفقيه ..!؟ فالإجابة نتركها بين ( قوسين ) وبالفعل نفذت أوامر
المشعوذ ، فوجدته ينتظرها أمام النّزل ، ورغم وجهه المخيف ،
صعدت معه الأدراج ، إلى الغرفة ، بطيب خاطر ، ولاتدري إلى أين
سيصل بها تهورها هذا ، وبثقة عمياء ،كإنسانة فاقدة الوعي تماماً
تنفذ أوامره ، أزالت ملابسها ، أمام الوحش الذي ليست في قلبه
رحمة ، ولا خوف من الخالق ، وهو يعلم أنها امرأة متزوجة ، ولها
أطفال وأسرة محترمة ، ظلت محافظة على كيانها الداخلي ، منذ
زمن طويل ، فبكل سذاجة تتحطم بيوت ، على يد مثل هؤلاء
المتوحشين ، أو من يقوم بالدعاية لهم ، ومنهم من يستخدم
نساءً ليسطدن له فريسات ، في ماء عكر ، ففي تلك اللحظة ،
إغتصبها الوحش، وبدون أي أدنى مقاومة منها ، وهي لم تكن على
أتم الرضى ،بأن تمارس الجنس مع رجل ، خارج البيت الزوجية
فماذا حصل لها إذن ؟ أهو: عمل لها سحراً ..!؟ عبث بها الوحش
وفعل بها كما يفعل الذئب بشاة شاردة ، إلى أن أصبحت أمامه
كسمكة غادرت مياه البحر المالحة ، ووضعها على مقلات ، وطهاها
فوق نار هادئة وأكلها بشهيته مع توابل متنوعة ، بفلفل حار ، سيحرق
قلبها ، لما تستفيق من سباتها وتسترجع وعيها ، فظلت تلك الأيام
حاضرة غائبة إلى أن زارت أمها ، وطلبت منها أمها حبة دواء ، قالت :
لها خذيها منالصاك ،فوجدت أمها ذالك الحرز وقالت : لها : تضعين هذا
مع مصحفك الصغير، عيب عليك يابنتي هذان لا يلتقيان مع بعضهما ،
فأحرقته الأم بالنار، فكان الخلاص بعد الحرق ، وأخذت تعود إلى رشدها
وأعادت شريط الأحداث ، في مخيلتها فاكتشفت أنها اغتصبت من طرف
المدعو الفقيه ، الرّجل الوحش، ولما استفسرت في الموضوع ، اكتشفت
أنها ليست هي الضحية الأولى ، لذالك الوحش ، فهناك أخريات سقطن
في فخه من قبل ، فما عساها أن تفعل !؟صرخت وبكت وأخذت ، تلوم
نفسها ، لما لم تتعض بتلك المرأة المسنة ،وغادرة المكان ، مثلها لما
وقعت في فخه وهي إمرأة متعلمةولزمت الصمت وظل الخوف يطاردها خوفاَ
من بوح يفضح شرفها ، بتوجيهات من أصحاب الفتاوى بقولهم : غفرالله لك
عليك أن تتصدقي ، وتكتمي سرك على زوجك ،كي لا تضيع الأسرة ، مادمت
لم تكوني راغبة ، في إرتكاب المعصية ولا تدري كم ستصمد في إخفاء
الحقيقة عن زوزجها ، إن لم تصطدم بمناورات إستباقية ، منإحدى معارفها
وقت حصول أدنى سبب خلاف في أي شيء ، فمشكلتها قابلة للإنفجار ،
كقنبلة موقوتة .
الرّجل: الوحش : كتبها لكم : عدالعزيز النّضّام .
بروكسل : 22 /ماي/ 2013م س40 : 05 دقيقة ..صباحاً ..
أعتذرعلى عدم مراجعة النص .. لأني مرهق كتبها وأنشرها مباشرة.