قراءة حول الصحراء الشرقية المغتصبة <الجزء 1/5>
يقال أن بلدا بدون تاريخ وبدون ذاكرة شعبية كالجسد بدون روح.ومن أجلها وحتى لا تبخس جغرافيتها وتخلف موعدها مع التاريخ وحتي لايعاد نتاج أخطاء الماضي و لربح رهان المستقبل وجب التدكير والاعلام بحقيقة الصحراء الشرقيةعلى امتداد 900كلم من الحدود الشرقية المغربية الجزائرية.و من أجل اعادة قراءة حقبة من تاريخ المغرب وجزء من جغرافيته ظلت منسية,خلت منها مقرراته التعليمبة وباتت مغيبة عن أذهان التلاميد لعدة عقود.فادا سالت أحدهم عن استقلال المغرب أجابك على الفور "حصل المغرب على الاستقلال سنة 1956م "وكفي.
‘ن اي استقلال يتحدثوه وهده صحراءه الشرقية وثغريه سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وصخرة ليلى و.غيرها من الجزر لازالت أوصالا مقطوعة من الوطن الأم.وما مرد ذلك الا اقصاء الشعب المغربي من بلورة مفهوم الاستقلال التي انفردت به السلطة المخزنية والحركة الوطنية اللذان انفردا بتحرير وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11يناير 1944م وشاركا في مفاوضات "ايكس ليبان "مع فرنسا والتي تمخض عنها الاعلان عن استقلال المغرب 1956م .اعتبره المغاربة خداجا ومبتورا واعتبره المخزن و أهل الحضوة من ساسة اهل فاس خطوة أولي تتبعها خطوات اخري لاستكمال الوحدة الترابية للدولة المغربية الحديثة.هكدا اختلفت الرؤي بين القصر والرعية كبار الساسة في تقدير الامور وللحسابات السياسية بمنطق الربح والخسارة. من أجل هذا كله. اضع بين أيديكم هذا الموضوع لتنويرالرأي العام والرد على أعداء وخصوم وحدتنا الترابية.ولللأمانة العلمية لم يتسن لي جمع مقاطع هدا الموضوع المتشعب ومترامي الاطراف في "الزمنكانية" ولم يتأت لي ذلك الا بفضل الاخبار الصحيحة والمتواترة التي تناستها وأقبرتها الجهات الرسمية و تناقلتها فعاليات صحافية مستقلة وأقلام حرة جميعها ساهمت في كشف غورهده الحقائق والمعلومات التي ظلت لعقود عدة حكرا على دار المخزن و نخبة النخبة من الساسة المغاربة .ان العسكر والنخب الحاكمة في الجزائر يعلمون علم اليقين أن لا الصحراء الجنوبية الغربية ولا الشرقية هي جزء لا يتجزأ من التراب المغربي وفق معايير التاريخ والجغرافيا. هدا هو الواقع والوضع الصحيح الذي ينبغي أن يؤمن به حكام قصر "مرادية "غير أن السياسة والاطماع الذاتية والبحث عن الزعامة الاقليمية في زمن الصراعات الباردة بين الشرق والغرب دفعت حكام الجزائر للتعنت والتقاعس عن رسم الحدود الشرقية مع المغرب يصفة نهائية.مما دفعهم الى افتعال مشكل الصحراء المغربية الغربية وتبني أطروحة حركة انفصالي البوليساريو الليبية الولادة ومن بناث افكار شيطان العقيد معمر القدافي راع الارهاب في المنطقة قبل تصفيته.وهكذا وبرعاية جزائرية استطاعت "جبهة البوليساريو" بمعية صانعيها وراعيها تقويض حهود المغرب في التنمية وحتي النظر بجدية لاستكمال وحدته الترابية ومن ضمنها أيضا سبة ومليلية والجزر الجعفرية ولا التفكير حتى في مراجعة الحدود الشرقية مع الجزائر والمطالبة بصحرائه الشرقية المغتصبة الغنية بالبترول ومعادن أخري .لعل هدا ما يتخوف منه حكام الجزائر ولب النزاع المغربي الجزائري.وهذا ما أسر به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للصحفية "جزيل خوري "في احدى اللقاءات التلفزية لموسم2002على قناة العربية أفشتها مصادر قريبة طليعة وهي حقيقة يعلمها الجزائريون أنفسهم أكثر من غيرهم .يتبع
الصحراء الشرقية المغتصبة <الجزء 2/5>
وحتي تبقى الذاكرة الشعبية يقظة ووفية لتراث
الأجداد وغير مكثرتة بتركة حدود تصفية الاستعمار التي فصلت وحيكت وفق املاءات الدول
المستعمرة. كان لزاما علي وعلى كل وطني غيور علىبلده الغور في صفحات التاريخ اللامكتوب واللامقروء ربما لأسباب تفوق حجم تقديرنا
للأمور أو لأسباب أخرى مغيبة عنوة لتبقى الحقيقة في غياهب العلم اللدني المخزني وحبيسة
كواليس نخبتة السياسية المخزنية.
و بدافع
الغيرة وواقع الحال في زمن الانفتاح وحقوق الانسان وتحرير اللسان من فكي المطرقة والسندان
وللبيان والتبيين وكشف المستور عما كان في الماضي من المحظور لا بد من النظر عن قرب
لكشف حجاب الرؤيا والمعرفة أكثر بحقيقة الحدود والمناطق الشرقية للمملكة المغربية الشريفة
التي تعرضت للتقليص من طرف الاتراك العثمان تارة ومرة أخرى مع الاستعمار الاستطاني
الفرنسي في الجزائر.وهنا أستشهد بكلام الكاتب والضابط الفرنسي جورج سانب وكاتب آخر
يدعى ستارس الاول في مدوناته والثاني في كتاب له صدر سنة 1956 "أن أقاليما مغربية
على الحدودية الشرقية من الشمال الى الجنوب الحق جزء كبير منها بتراب الجزائر بقرارات
فرنسية شأنها شأن الاراضي الصحراوية لبقية المستعمرات الفرنسية في افريقيا المتخامة
لصحراء الوسطي ذات الصلة بباقي البلدان موريطانيا /مالي /النيجر /ليبيا /تونس ".فلا
عجب ولا تعجب اذا فاقت مساحة الجزائر كل خيال وهي الدولة المستحدثة ومن تركات الاستعماروبدعه
في افريقيا اذ بين عشية وضحاها صارت ثاني أكبر دولة في افريقيا من حيث المساحة.شهادة
لاتنتقص من الشعب الجزائري الأبي ولكنها الحقيقة وللامانة التاريخية التي لا يحق لأي
أحد كان تناسيها أو التنكرلها.ليعلم اخواننا في الجزائرذلك ولكي لا يحمدوا بما لم يفعلوا,
فمساحة الجزائرالهائلة كانت على حساب دول الجوارومن بينها المغرب طبعا. لتبقي هده الحدود
قابلة للانفجارفي أي وقت ما دامت غير مرسومة بصفة نهائية.علما أنه مند سيطرة الاتراك
على الجزائرحاليا كانت هذه الحدود محط نقاش ومحادثات متعددة بين المملكة المغربية و
السلطات العثمانية.وللتاريخ فترة ما بين القرنين 16 و17 تميزت بثلاث أحداث هامة من
المفاوضات بين الترك والدولة المغربية.الاولي تتمثل في مهمة الامام ابو عبد الله الخروبي
سنة 1540م موافق 961ه ممثل السلطان مولاي محمد السعدي الدولة السعدية لدى الترك العثمان
والثانية الاتفاقية المبرمة بين الاتراك العثمان
والسلطان مولاي محمد من الأسرة العلوية سنة 1647وهي الاتفاقية التي أكدتها اتفاقية
مبرمة مع السلطان المولي اسماعيل سنة 1691م والثالثة اتفاقية للامغنية 18مارس سنة
1845م وهي المعاهدة التي وقعها المغرب مع فرنسا بعد هزيمته بمعركة ايسلي في 14 اغسطس
1844ملدعمه لثورة الامير عبد القادر الجزائري
وفي تلك المعاهدة تم النص على استمرارية الحدود التي كانت بين المغرب وتركيا لتصبح
هي الحدود بين المغرب والجزائر. والخرائط التي وضعت في تلك الفترة تضبط الاقاليم الواقعة
جنوب الرسفانة وواحة غوارة وتوات وتيدكلت وهي محفوظة لدى سلطتي البلدين الى الآن وتؤكد
على مغربية تلك المناطق الشمالية الشرقية الحدودية مع الجزائر وكونها جزء لا يتجزا
من أراضي وتراب المملكة المغربية الشريفة.الا أن الاتفاقية أبقت منطقة الصحراء الشرقية
في الجنوب تندوف ولاعتبارات جيوسياسية وتفاوضية في وضعية غامضة.وقد تلت هذه الاتفاقية
عدة اتفاقيات أخري في 1901م و1902م كانت ترتبط دوما بدرجة تقدم التوغل الاستعماري لفرنسا
في التراب المغربي والانتقاص من أراضيه تدريجيا لفائذة الجزائر التي اعتبرها الفرنسيون
محافظة فرنسية<دوزيام فرنسيس>.وبعد استقلال المغرب1956م كان المغفور له محمد
الخامس يرفض العروض الفرنسية للتوافق على هذه الحدود التي اعتبرها المغرب انتزعت منه
نزعا. لكن رحمه الله كان يؤجل ويرجئ التطرق الى مشكلة الحدود مع الجارة الجزائر الى
ما بعد استقلالها اذ أعتبرالمطالبة بتلك الاراضي من فرنسا خيانة في حق جيرانا و طعنا
للثورة الجزائرية الفتيةالتبريرات التي تفهمها البعض واستهجن كثيرون من المناضلين المغاربة .
يتبع.