وميض من الماضي

وهو منكب على ملف بين يديه .احس طيفا واقفا امامه فرفع عينيه اليه بهدوء
نعم سيدتي ماذا يمكنني ان اعمل من اجلك
الم تعرفني سيد عبد الحكيم؟؟؟
نظر اليها هذه المرة بتفرس
يخيل الي اني اعرفك انت زوجة......
لا لا عليك انس الامر...
دخل غرفة نومه واستلقى فوق فراشه وهو يحملق في السقف ولسان حاله يقول اتكون هي؟؟؟
ايكون الزمن قد فعل فيها كل التغيير
مضى على آخر عهد بهااكثر من عشرين سنة
وفي لحظة تحول سقف الغرفة الى شاشة كبيرة
خرج من الحصة الاولى في الساعة العاشرة وركب الحافلة متجها الى البيت الابوي
كانت الحافلة خالية الا من من بعض الركاب المتفرقين على المقاعد
اخذ مقعده قرب السائق في المقاعد المتقابلة المخصوصة للحوامل
جلست هي قبالته .لم يعرها أي اهتمام وانشغل بالنظر الى الخارج من خلال الباب المفتوح والنافذة الجانبية
عند انطلاق الحافلة تقدم شاب توحي هيئته بلامبالاته فقعد بجانبها واخد يهمس لها بكلمات غير مسموعة في باديء الامر ثم بدا صوته يرتفع شيئا فشيئا وهي لا تحرك ساكنا وكذلك الركاب وكان الامر صوت مدياع يشغله السائق كانتىالمسافة بين المحطة والاخرى حوالي كيلومترين ولكن الرتابة والسكون المشوب بصوت ذلك الشاب اضفى على جوالحافلة توترا وكان المسافة اطول
وقفت الحافلة في اول موقف فنزل صاحبنا وتنفس الركاب الصعداء اما هي فلم تتحرك وكانها حجر اصم
اثار انتباه عبد الحكيم هذا الموقف
بعد ذلك تكررت اللقاءات في موقف الحافلات وتبدلا النظرات. وصار يسرع كلما دق الجرس للخروج ليلحق بها عند الموقف من اجل ان يراها ويركبا معا كانت نظراتها في الاول عادية وهو ايضا ومرة تعمد ان يتاخر قليلا ليرى ماذا ستفعل لم تركب الحافلة الواقفة بل انتظرت الحافلة الموالية
تيقن انها تبادله نفس الشعور
اراد ان يفاتحها بالكلام ولكنه توجس خيفة من موقفها السابق مع ذلك الشخص .ولكن شتان بينه وبينه
فهي تعرف انه انسان متزن وقد لاحظت ذلك من حواره مع اصدقائه في الحافلة وهي على بعد خطوة منهم وهم تتجادبون اطراف الحديث كانت تشاركهم موضوعهم لكن بحركات من حواجبها وقسمات وجهها وكانت تقطب جبينها كلما اختلفت مع احدهم في الراي
انها من مجتمع راق وهو فقير يلبس ما تبقى عن اخوته اما هي فتيابها يوحي بمركز اسرتها ولعلها تسكن في الضواحي في حي من احياء الاثرياء
قرر مرة ان يبقى في الحافلة ليعرف اين تسكن توقفت الحافلة في آخر محطة ...نزلت ...نزل
وراءها دون ان تحس دخلت فيلا انيقة هذا ما كان يتوقع
كان يحس من نظراتها انها تشجعه على الكلام ولكنها كرامته تابى عليه ان يغامر
ركبا الحافلة في ذلك اليوم وعند منتصف الطريق توقفت فجاة وصاح السائق في الركاب من اراد ان ينتظر الحافلة اللاحقة يتفضل فلا امل في اكمال الرحلة
نزلت هي في الاول ونزل هو بعدهاوفضلت ان تكمل الطريق راجلة وهو ايضا
كانت نفسه تحدثه ان يكلمها ويمضيا سويا وكانت هي تتعمد المشي البطيء وتزداد بطء كلما احست بخطواته تقترب منها فيبطئ ويتسع الفارق بينهما
كانت تقول له ماذا تنتظر الحق بي وكلمني لا يعقل ان اكون البادئة بالحديث
وكان هو يصارع جبنه وخجله وفي داخله صوت يقول له قل لها أي شيء صباح الخير أي شيء
ماذا ستخسر الطريق مقفر
وفي الجانب الآخر من راسه حديث آخر يقول له لا تفعل ماذا ستظن بك ستقول انك اردت الاستفراد بها ووجدتها فرصة سانحة
وصلا الى اقرب محطة ونظرت اليه نظرة اسف وكانها خنجر شق صدره ركبت الحافلة ووقف هو ينظر اليها من خلال النافذة والحافلة ماضية ثم اكمل طريقه الى البيت ماشيا
انتهت السنة الدراسية وامضى العطلة الصيفية في احد الشواطيء الذي يعج بابناء مدينته لعله يجدها صدفة في احدى الامكنة التي يرتادها البنات والشباب في مثل سنه لا فائدة
لعلها دهبت في زيارة لاقاربها شمالا اوجنوبا او شرق اوغربا
سينتظر بداية الموسم الدراسي وسينتظرها في اول يوم عند اول محطة
و انتظر ولم تحضر وبدا يتساءل لا احد سيعلم بتغيبه الكل سيقول انها بداية السنة الدراسية اتراها كانت مريضة ذلك اليوم الاول من العام الدراسي لالالا
اكانت السنة المنقضية سنة تانوية عامةامضتها انتقلت بعدها الى الجامعة؟؟؟
كثرت تساؤلاته
فقرر ان يذهب الى بيتها لعله يراها ويكلمها استجمع كل قواه وقرر الذهاب
وصل الى المكان الذي كان بيتا لها فوجده قد دك دكا وصار ركاما فسال احدهم هناك عن الامر
اجابه بان المالك الاول قد باع الفيلا واشتراها آخر ليبني مكانها عمارة من عدة طوابق...
ابي ابي ان امي تناديك فالعشاء جاهز ....
طيب حبيبتي ساغير ملابسي واحضر.
.......عشرون سنة

اجدك ملم باجناس متعددة من الادب.،وهذه ارى فيها مطلع لرواية.اتمنى ان اكون صائبة
تقبل مروري وتطفلي

أسماء محمد كتب:: اجدك ملم باجناس متعددة من الادب.،وهذه ارى فيها مطلع لرواية.اتمنى ان اكون صائبة
تقبل مروري وتطفلي

اشكرك على لطفك اسماء
ان كنت ترين ان هده القصة القصيرة بداية رواية فسوف افكر في الامر
تحيتي اختي الكريمة

ممتع هذا النص القصصي كذلك
يرصد لنا حالة اجتماعية واقعية

» نهاية سيدة من الزمن الماضي محمد محضار
» شبه الماضي
» همسة من الماضي
» هاتف من الماضي
» عبير الماضي..................محمد محضار