بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله ،النبي الأمين،وأصحابه الميامين، وعلى آل بيته الطييبن.آمين.
قال تعالى في كتابه العزيز:" ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه"- سورة الأنعام،الآية 52.
هي والله لحظات من السمو وساعة من الحلاوة والاطمئنان النفسي يكرم بها الله تعالى عباده،وذلك فضل الله على الخلق،وعلى كل عبد يتعظ.هي هنيهات يحظى به العبد العابد بنفحات من ربنا العظيم.فنحن بالطبع كمسلمين نحيى بفضل الجواد الكريم في شكر لنعمه .عباد نشتاق كلنا وبلوعة لرؤية وجه الجليل الجميل.
أليس في كتاب الله تعالى قول الحق :" للذين أحسنوا الحسنى وزيادة"- سورة يونس،الآية 28؟-بلى والله فالاحسان جود وفضل من الله المولى وعمل وجهاد من العبد المطيع.هي اذن فترة زمنية قد تمتد الى ساعة أنس بالله في خضوع فتحلو أولذة قرب بها يتمتع بها المتذلل للرب الأعلى فبالله يعلو.قد يتفضل المولى على عباده بنعمة التفكرفي ساعة اللقاء.وهنا يكون اشتياق العباد المحبين الطائعين المنصاعين.
فكلنا نرجو ونأمل في أن نحظى بأكبر النعم،وهي نظرة من الله لعباده.ألا وهي النظر الى وجه الله العزيز،يوم لا ظل الا ظله،فنكون بذلك من أولائك الذين يختصهم الله المولى بفضله ورحمته حتى يتمتعوا يوم اللقاء.لحظة ربانية ليس كمثلها شيء البثة...أليس جود وعفو وفضل من الله ؟وربنا يقول :" ليس كمثله شيء وهو السميع العليم".فوربنا العظيم،الذي لا الاه الا هو،ليس كمثلها شيء في الدنيا والآخرة.قال تعالى :" وجوه ناضرة الى ربها ناظرة".انها والله لحظة تعجز كل أقلام الدنيا وعقول الراسخين في العلم وجميع خلق الله ،عن وصفها.فالملك لله الواحد القهار.انها النعمة الجليلة الجميلة من نور السماوات والارض وما نعلم وما لا نعلم وهو علام الغيوب،جل علاه وتقدست أسماؤه ،مولانا ،نعم المولى ونعم النصير.
انه السمو بالخلق بالعبد الصابر على العبادة ،يقول رب العرش العظيم :" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه"- سورة الكهف ،الآية 28.فيا عبد الله أكثر من السجود للالاه المعبود،فسجودك ساعة ،قرب من الله ،أنت في قرب بتذلل.ضع الرأس موضع السجود خاضعا في خشوع العبد المنقاد،في خضوع تام لمن لا يسهى ولا ينام.انك بانحنائك وافتقارك وانقيادك،عابدا متعبدا وعبدا طائعا تائبا ومنيبا قد تحظى بعفو الله تعالى،قد ينعم عليك وهو الجواد الكريم.هو الاه في السماء،عرشه على الماء،وسع كرسيه السماوات والارض.والعباد ما قدروا الله حق تقديره.ومع كل ذلك لازلنا ننعم في ملكه ونتمتع برزقه.ضع الرأس أرضا يرفعك العلي الأعلى بتمرغك في التراب ،فتحظى بالنظرفي عينان السماء.
أليس في الأمر - من تواضع لله رفعه-؟أنت قد خضعت بتذلل المشتاق وانصياع المحتاج.أنت في سجودك نعم العبد لنعم المولى قد اعتصمت بفرارك الى مولاك،فاهتديت بعملك المتواضع للخضوع وللافتقار،بحول الله وبعونه.لعلك قد تحظى بتفضل العزيز،جودا منه وكرما لك،ورحمة بك،فيكشف الحجاب لخلقه،يوم لا ظل الا ظله،فتكون من عباده الأتقياء الذين تلحقهم العناية الربانية وتشملهم النظرة والرحمة الالاهية،في تلك اللحظة الربانية العظمى التي ينتظرها أهل الله من المحبين والأولياء الخائفين والأتقياء العابدين وكل الصالحين والشهداء والصديقين وكل الأنبياء والرسل عليهم صلاة الله أجمعين.
يا أخي ،يا عبد الله لنخلص دينننا،لنتبع نبينا،لنستسلم " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله".فوجه الله تعالى مع استسلامك بوجهك .اسجد اسجد اسجد .فالرسول صلى الله عليه وسلم أمر ذلك العبد بكثرة السجود ليحظى بجوار النبي صلى الله عليه وسلم في جنة الفردوس الأعلى.لنتبع ما أنزل الله تعالى،وسيكون النصر أحب من أحب وكره من كره.فالعزة لله جميعا،والعزة لله وللرسول وللمؤمنين عند نصرة الدين،عند اتباع النبي طه الأمين صلى الله عليه وسلم.فالأعمال الصالحة مع الاخلاص في العبادة وطلب العلم مع العمل به والدعوة الى الله تعالى مع الصبر على الأذى والجهاد بالنفس وبالمال وبالقلم وبالوقت مع اتباع سنة سيد الخلق قد تؤهلك لنظرة من العي القدير،بفضل كل هذه الأعمال المتواضعة ،لكن شأنها عظيم عند الرحمان الرحيم،مع كثرة تلاوة القرآن الكريم بتدبر الحكماء،ذاكرا حامدا شاكرا،وفي التعبد المطلق صابرا،ومع كثرة السجود في الخلوة وفي العلن عند اقامة الصلاة وفي كل الأوقات والأمكنة والزمان،قد تكون ممن اختصهم الله تعالى بالخشوع في الصلاة وبالمناجاة أثناء السجود لتحظى بنعمة أولائك الذين لا خوف عليه ولا هم يحزنون.
فأبشر يا عبد الله بما عند الله من نعم.هو من أنعم عليك بنعمة الاسلام قبل نعمة الوجود.فأسلم تسلم،ترشد فتغنم.فيا من قد سمع فوعى،فانصاع في الدنيا وللآخرة عمل وسعى.فأبشر أبشر أبشر...هي اذن البشرأ وزيادة...هي اذن لحظة اللقاء التي عمل لها العارفون بالله ودعا اليها العلماء الربانيون.هي لحظة اللقاء التي يشتاق اليها عباد الرحمان الذين يبلغون رسالاته ويخشونه ولا يخشون أحدا أبدا.هم الذين لا يخافون في الله لومة لائم.هم عباد صدقوا الله ما عاهدوه عليه،عباد ما ضلوا وما استكانوا،فكانوا ممن لم ينشغل بالضلال عن الحق والحق هو الله" فذلكم الله ربكم الحق فما بعد بعد الحق الا الضلال".يا عبد الله فر الى الله يهديك صراطا مستقيما ،كن مجاهدا ذاكرا أوذاكرا مجاهدا أو هما معا.
أبشر يا عبد الله،يا من تجند باستعداد العبد المحارب ليجاهد النفس ويدع الهوى،مستعيدا بالله من ابليس ما وعى.يا من يجاهد ضد كل عدو غاشم ومنافق ظالم لتكون كلمة: لا الا الا الله هي العليا،فهي ثمن الجنة والغاية من بعث الله للرسل والأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.يا من سخر ماله أو علمه أو هما معا لدين الاسلام .ويا من سخر نفسه وجسده و ووقته وكل ما أتاه لله لنصرة دينه،فحظي باستعمال الله له عبدا لخدمة الدين والنصح وعون العباد كافة أجمعين أبشر أبشرأبشر...بنعمة الاسلام،هي أول نظرة من العي القدير اختصك بها:فتكن مسلما،ان الدين عند الله الاسلام،وخلق الرسول صلى الله عليه القرآن الكريم،بعثه الله ليعلمنا القرآن.فلا وجود الا بالقرآن الكريم ولا حول ولا قوة الا بالله منزل القرآن،هو المصدر الرباني،وكما جاء في كتاب -البرهان في علوم القرآن-:"نور الله بكتابه القلوب،فبعث الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم،معلم الحكمة وهادي الأمة.فسبحان من سلكه ينابيع في القلوب وصرفه بأبدع معنى وأغرب أسلوب"- الشيخ الزركشي- ويضيف رحمه الله تعالى عليه قائلا في نفس الكتاب:" الموفق من وفقه الله لتدبر القرآن الكريم واصطفاه للتذكير به".فهنيئا لعلمائنا الربانيين الذين وهبهم الله تعالى فهمه ووعيه،هنيئا للراسخين في علوم كتاب الله ونتمنى من العليم الحكيم أن يزيدنا من فضله،فنحن والله متعطشون لسماع أسراره ومشتاقون لمن يعمل فنعمل ونعمل حتي يعمل به،أنذاك يأتي الكون طوعا لأن كلمة الله هي العليا.والحق يعلو ولا يعلى عليه،والنصر والله آت آت آت...
بهذا القرآن يسمو العبد ليحظى بالنظر لوجه الرحمان بفضله وجوده وتزكيته،فأنت بالصلاة تتلو كتاب الله تعالى فتخشع وخشوعك مع السجود أوسع فبذلك تذللك المطلق للالاه الصمد يعينك على نيل القرب من الله،فأبشر أبشر أبشر...
والله الذي لا الاه الا هو فالحكمة فيما أنزل الله تعالى لعبده من الرحمة لاعمار الأرض وفيما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وما أضيف اليه صلى الله عليه وسلم من قول وفعل وتقرير أو صفة خلقية أو خلقية ثم ان التذلل لله مفتاح والتواضع مع عباد الله لله انصياع.فنرجو من الله أن يلهمنا الصبر والايمان والقدرة لنعرف بعونه بداية طريق الاستقامة،فنلتزم بثبات بحوله وقدرته على الطاعة والامثتال حتى نلقاه وهو راض عنا ،راض على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ،وما ذلك على الله بعزيز.آمين .والعزة والسؤدد لأمة سيد ولد آدم بكل فخر.
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين.
الحسن العبد.-فاس-المغرب.