قصص قصيرة جدا
محمد المنصور الشقحاء
بكاء
اكتشف أن حرصه على مشاركتها لقاء الأصدقاء كزوجة افقدها خصوصيتها؛ ولما اكتشفت ذاتها أخذت تركض مغادرة القفص الزجاجي لتنتقل من الأنموذج إلى وجود، فتجاوزته متخلية عن كل شيء لتبدءا بتأسيس بيتها؛ فكان الفقد الذي جاء معه البكاء.&
النسناس
فقد توازنه لما اختارت صديقه ولما أصبحت أرملة، أخذ يكتب خواطر رومنتيكية قد تعيدها لذاكرته؛ وفي حفل خاص بمناسبة زواج ابنتها شعر أن انكساره أكبر من حلمه.
وهي غارقة في حديث مع صديق غادر خلوته؛ أثناء مناسبة حرصت "إحداهن" أن تعيد لقاء توقف منذ ربع قرن كانت ترعاه.&
البتول
تجاوزتِ الأربعين، يعرفها الجميع أخصائية نفسية بمستشفى خاص،
رشيقة الجسد والعبارة في عيد ميلادها التاسع والأربعين، اختارتني من بين
ملفاتها لأكون الشاهد الوحيد على إطفاء شمعة كعكة المناسبة.
وهي تغادر قالت: لا تنسَ موعد العيادة القادم. تذكرت أني تجاوزت حالتي
التي كانت بسبب موت خطيبتي وإصابة والدتها، عند اصطدام سيارتي بعمود
إنارة بعد شراء بعض أثاث الشقة التي سوف تجمعنا.&
خديعة
نزح: وراء الأحلام التي تشاركه مجلسه بالمقهى، مع دخان الجراك وهو
يحصي عتبات صعوده ودرجات تدحرجه إلى هاوية العمر وقد أغلق الواقع منافذ
الإحساس، فلم يحضر حفل تكريم المتقاعدين من العمل فهو منهم في إدارته
الحكومية.
همهم: وصديق عمره يشاركه هذه الليلة الشتائية الصاخبة بالرياح والمطر،
مز دخان الجراك: كنت فراشة جذبها النور الحارق فاحترقت، ولما كنست الريح
ما تبقى من يباس تناثرت في الفضاء.&
نحت
شيء ما حجب الضوء، ومعه توقف خرير الماء وحفيف الشجر، تنبهت على
اسمي سمعته مرات عديدة؛ ولما وصلت عجزت عن الكلام.&.