1+1=1..3+3=1
فمهما كان العدد المراد منه غاية واحدة أي إثبات شخصية إنسانية في عالم إنساني ولا يمكن لمولود ما أن يكون دون أية مخاض ولهذا كل الإبداعات الإنسانية مجرد صورة أو صور كان انعكاسها من خلال الشبكات الذهنية لا الالكترونية لأن القصيدة أو النثر أو الرسم أو الفلسفة و ما يشبه ذلك حس و شعور مبنيا على قاعدة واحدة وهي فلسفة الحب ومن كثرة قواعده لا قاعدة له .
و عندما نتكلم بلغة الحوار نجد أنفسنا مضطرين إلى صناعة الكلم لعلنا نجد منهجية التواصل الذهني إذا كنا أدباء أو فلاسفة لكن إذا كنا شعراء لان القصيدة منطق عقلي قبل أن يكون شعورا و إحساسا والفلسفة والآداب في الشعر والشاعر فيلسوف أديب والأديب أديب والفيلسوف فيلسوف وإذا كانت الفلسفة والآداب نحوا ولغة فالكلام عند النحاة هو اللفظ المركب المفيد بالوضع كما جاء في الآجرومية وهو عند أهل اللغة هو كل ما أفاد عند التواصل لفظا أو إشارة وما دون ذلك ..
وهو كلم عند النحاة وهذه القاعدة في النص الأدبي والفلسفي إلا أن الشعر فوق كل المعتقدات اللغوية كأن جعل أداة (إذا) جازمة ولا يجوز جزمها في النثر الأدبي والفلسفي .
وبهذا المعتقد الروحي والاعتناء التعبدي عند القصيدة, استعمل الشعر في الجاهلية للرقي والصلاة ة التقرب به إلى الله ,بطواف الكعبة المشرفة وهو الرسول الرسالة مما يجعله فلسفة العرب وتاريخها الذي أرخ ما لم يؤرخه أديب أو فيلسوف وتكفيك المعلقات في التأريخ كما أرخه عمرو ابن كلثوم في قوله :
ألا هبي بصحنك واصحبينا *** ولا تبقي خمور الأنذرينا
فإنا نورد الرايات بيضــــا *** ونصدرهن حمرا قد روينا
وفي الفلسفة كحكمة طرفه بن العبد في قوله :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على المرء من وقع الحسام المهند.
فظلم ذوي القربى هو في الحقيقة شيء في غاية الضرر الذي يصيب المرء من غيره إذا كان من الغرباء وذكر طرفة على المرء ولم يذكر على النفس لأن المنطق يقول يمكن للنفس أن تتحمل الإهانة والهزيمة إن لم تكن من ذوي المروءة وقد تكون نفس بهيمة أو لطائر ولهذا نجد المرء في بيت طرفة يحدد لنا نوعية النفس.
إلا أن لدي رأيا في هذا إذ كان عليه أن يقول في النفس لا على النفس. فالظلم أثره في النفس لا عليها, وكذلك السيف المهند ينزل على الجسم وقد يقتله ولا يطول ألمه وقد يجرحه فيشفى جرحه وكلا الحالتين ظاهر على الذات والظلم باطن فيها وعلى العموم هي فلسفة مَنْطَقَ فيها طرفة قضية الظلم الذي يكون من ذوي القربى وفرق بين هذا الظلم وبين الظلم الآخر ..كذلك تكلم على الأثر النفسي لدى العاشق وما ترسمه محبوبته في قلبه وأثر الآثار وقيمتها لدى المحب في قوله لخولة :
لخولة أطلال ببرقة تهمد *** تلوح كباقي الوشم في اليد.
يتكلم الشاعر هنا على خولة, باعتبارها الفاعل المؤثر في ذلك الرسم الطللي ببرقة وهي ملوحة في قلبه ببرقة وهو ضرف مكان كالوشم في ظاهر اليد ولم يقل على ظاهر اليد لأن في ثابتة الوشم كثبوت الأطلال في المكان وقد تكون كناية لذاكرته وعلى العموم فالشعر مهما تميز عن النثر إلا أنه لا يصل كغيره من الأجناس الأخرى مكانة الوحي بما يسقط فيه من هفوات جائزة ما دام المبدع شاعرا كان أو فيلسوفا إنسانا ونأخذ مثلا امرؤ القيس وهو واحد من أمراء الشعر الجاهلي من أصحاب المعلقات وهو يقول
مكر مفر مقبل مدبر معا***كجلمود صخر حطه السيل من عل
فهذا البيت إذا أخذناه من باب التشبيه فقد نجد المشبه وهو صدر البيت لا يبث بصلة للمشبه به وهو عجز البيت رغم وجود أداة التشبيه وهي الكاف لأن إذا كان الكر والفر والإقبال والإدبار معا لا يتفاوت فعل عن غيره, تكون الحركة بين الطلوع والهبوط والمد والجزر, وهي رقصة تتجلى في كون الفرس فرس أسطوري في ثقافة الإغريق أو رقصة راقصة وهذه الصورة تتنافى مع جلمود الصخر إذ يحطه السيل من الأفق كالجبل مثلا فانه ينزل مباشرة دون رقصة أو كر أو فر وبهذا يكون المشبه مكر مفر مقبل مدبر معا ,والكاف أداة تشبيه وجلمود صخر حطه السيل من عل مشبه به وبهذا يكون وجه الشبه منعدما لا وجود له فإذا كانت قواعد التشبيه هي كالتالي :التشبيه المرسل, ماذكرت فيه الأداة , والتشبيه المؤكد ما حذفت منه الأداة, والتشبيه المجمل ما حذف منه وجه الشبه, والتشبيه المفصل ما ذكر فيه وجه الشبه , والتشبيه البليغ ما حذف منه الأداة ووجه الشبه, فأي مكان نضعه وإلى أي تشبيه ينتمي إلا إذا كان هذا الأخير نوعا آخر لم يتطرق إليه أهل اللغة بصفة حداثة البلاغة إذا لم يكن لها تنظير في الشعر الجاهلي إلا بعد مرور قرون من الزمن خصوصا في العصر العباسي علاوة على أن أهل هذا العلم كانوا أعاجم وليسوا عربا لذا عذر عليهم بعض المفاهيم العربية . وفي نظري إذا صح ما جئت به أن هذا التشبيه هو من نوع مضمر فسميته بتشبيه القفا وكأن الشاعر في وصفه:
مكر مفر مقبل مدبر معا ***كجلمود صخر حطه السيل من عل.
أبعده على وجه الشبه الحقيقي كلمة معا وكأنه قصد مصدر قوة الحركة التي استعملها الحصان ولا يقصد الرقصات المتوالية لديه وهذه القوة تماما كقوة الجلمود وهو ينزل بالسيل المنهار من الأفق.
وكذلك طرفة في البيت :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على المرء من وقع الحسام المهند.
لأن القصد بوقع الحسام المهند يكون الضرب من الخارج أي تأثير الغرباء على ذوي القربى ولا أظنه يقصد بذوي القربى أعمامه كما يقال وإنما يراد بالقبيلة أو العرب عامة وتأثير الروم والفرس ولهذا نسمي وجه الشبه الذي عدم في البيتين أي بيت امرئ القيس وطرفة تشبه قفا وجه الشبه
[/size]