[rtl]قراءة في ديوان[/rtl]
[rtl]عازف الليل للشاعر اليمني أمين العصري[/rtl]
[rtl]أمر الكلمة من الجملة يتعلق بمعنى القصد حسب ما عليه السياق من دلالة في الموضوع وإشارة إلى نسج لأجله البناء كعلاقة المُعنون بالعنوان مما يلزم المتلقي ذهنية الاعتقاد شعرا كان أو نثرا, كإشراقة تتلألأ قدر ما يتضمنه محتوى السرد البنيوي وما تكنه بنيوية السرد[/rtl]
[rtl]إذ أن السرد البنيوي هو ما تقدم به أسلوب النسج اللفظي من إيقاع وموسيقى الحرف , وهو ما يظهر من توضيبه للكلمات وتناسقها وأما بنيوية السرد هو الاعتماد على مضمونه ليكون الإيقاع الموسيقي دال على معناه وهو السبيل إلى استقراء عنوان الديوان " عازف الليل"[/rtl]
[rtl]للشاعر الفحل الكبير والكاتب القدير الفيلسوف النحرير حيث شعرية الفلسفة وفلسفة الشعر[/rtl]
[rtl]بما تحملة الكلمة من ثورية القصد إذ يمكن إحالتها إلى معنى العزوف المقصود به الملل[/rtl]
[rtl]من ظلامية الحال وقد تحال إلى معنى العزف على الوتر الليلي كالسهر مع الطرب[/rtl]
[rtl]وهو مضاف ومضاف إليه وعازف اسم فاعل العزوف المرغم عليه بظرفية الحدث[/rtl]
[rtl]وهو القصد الدال عليه مدخل الديوان بأول عنوان لأول قصيدة "خيبة أمل " ليكون التناسق[/rtl]
[rtl]الموضب من حيث الكناية الدالة على البؤس وظلامية الحاضر من خيبة أمل إذ أن فلسفة[/rtl]
[rtl]النص جزؤ ما يستنبط من العمق دون أن يمنح المقاربة إلا بما وعاه الفكر الحر ,وهي الصلة التي تجمع بين القصيدة والتجربة التي لا تقل على أن تكون محور أي فكرة يمكنها[/rtl]
[rtl]تفلسف السرد البنيوي لينقلب إلى بنيوية السرد عندما تصير الفكرة مضمنا ينسج عليه[/rtl]
[rtl]بدل غيره ليصير الأسلوب تابعا للمضمون كما في قولك "يدعّهم دعاّ[/rtl]
[rtl]وكأنك تسمع للمدعّين صوت "أع " أو تسمع لكلمة نبع الماء صوت ن ب ع " إنها قراء شبه سيميائية, لتقريب المعنى وتبين ما اشتغل عليه شاعرنا من بديع القول وبيان الكلمة[/rtl]
[rtl]حتى إذا استقرأت ما تبقى من المتعلق بالواجب فلا يمكنه أن يكون إلا ما تكنه الكلمة من مضامين لا تلبث أن تكون إلا مضمونا واحدا ألا هي الرغبة في الحرية كما أعلن عن معيقاتها بما هو مطلعها كقصيدة اختزلها في عنوانها "خيبة امل "[/rtl]
[rtl]" جاء الجــواب فخيب الآمـــال,,,وقطعت من حلم الوصال حبالا[/rtl]
[rtl]وأخذت أحس عبرتي في مقلتي,,,فأبى عـــليّ الدمع حتى ســــالا[/rtl]
[rtl]جاء فعل ماض مبني على الفتح ,[/rtl]
[rtl]الجواب فاعل مرفوع ,فخيب الفاء عطف زمني مدته أطول بقليل من مدة عطفية الواو الحينية , خيب فعل ماض الآمال مفعول به , لكن الأصل من جاء تفيد التأصيل أي كان المجيء مؤصلا فيه المجيء لأن الجواب مازال يُتلقى من حيث السيرورة الفعلية , ويعرب[/rtl]
[rtl]مبنيا للمجهول والأصل فيه " جيء " فتقلب الياء ألفا للتخفيف كما عليه فعل مات من " مات فلان" فلان لايمكنه الموت من تلقائيته فلزمه الفعل على صغة الذاتية الفعلية فقلب الياء الفا ليصير من ميت الى مات وكذلك جاء من جيء وهي لغة عند العرب لأن ال[/rtl]
[rtl]ذي مات لم يُر مميته تماما حكم الجواب الذي غيب مرسله كنائب الفاعل كما كتب عليه فعل خيبة الأمل إذ الدال على انتظار الأمل الجميل فخُيب بعد ذلك وهو مجاز بالنيابة بدل الاستعارة او الكناية ,كأن الذي قال المجاز بستر الحقيقة بالكناية فاته ذكر النيابة ,[/rtl]
[rtl]ويعتبر الشاعر هنا ممن أبدعوا في المجاز بما لم يسبق كاستعمال النيابة بدل الاستعارة أو الكناية , ثم يأتي بفعل قطعت بدل عبرت , وقطعت من القطع وهي تستعمل لعبور اليابسة[/rtl]
[rtl]وعبرت تخص الأنهار والبحار والأودية وتقال للصحراء لكناتها بالبحر الرملي كما كنيت الإبل بسفن الصحراء ,وكلفاهما أي قطعت وعبرت يحملان نفس المعني غير أن الفرق يتجلى في القصد من الحس الذهني وتعرب من حرف جر لامحل لها من الإعراب زائدة[/rtl]
[rtl]لأن الأصل " قطعت حلم الوصال حبالا " إلا أن ذكر من تفيد التبعيض مما يلزمها على الجملة وبه تكون أصلا معربا محلها بين بما أبانته من معناها وهي لا تفيد الكل , وإنما الإفادة منها للكلية وليس الكل, لأن الكل ما عليه الوصال والكلية جزؤ من حلم أما حبالا[/rtl]
[rtl]مفعول ’[/rtl]
[rtl]أخذت أحبس فعلان مضارعان ,وعبرتي مفعول معناها دمعتي وتقال للعابرة من الدموع وليس الراسية منها ولهذا هي نوع من الدمع مما يبرهن على تمكن الشاعر من آلياته فلو قال أحبس دمعتي لكان أقل بلاغة من عبرتي لأن حبس العابة ليس كحبس غيره ,كما أتار انتباهي ذكر مقلتي بدل عيني لأن المقل بياضها وحبس العبرات يظهر على المقل بل يؤتر عليها كتأثير الوضعية الراهنة عليه[/rtl]
[rtl]حميد بركي[/rtl]
[rtl]28/02/2017[/rtl]