جمال السيد
عدد الرسائل : 556 تاريخ التسجيل : 19/03/2008
| موضوع: قراءة في قصتين قصيرتين لعبد النور إدريس الإثنين أبريل 27, 2009 10:40 pm | |
| قراءة في قصتين قصيرتين لعبد النور إدريس عبد اللطيف الهدار كنت قد قلت للأخ حمادي أن لي رأيا حول نص " فكرون المهرجان " قد أبسطه في القريب ، وها أنا افعل وأبسط رأيي المتواضع ، لعله يساهم في فتح نقاش قد نستفيد منه جميعا ، ونبتعد عن مشاحنات وملاسنات لا تليق بنا ، وقد لا حظت أن البعض ــ للأسف ــ يعمل على تغذيتها ، و صب الزيت على نارها ، حتى تبقى هذه النار متقدة .. نص " فكرون المهرجان "لعبد النور إدريس يتكون من قصتين قصيرتين : " فكرون داخل المهرجان " و " فكرون خارج المهرجان ". 1 ــ فكرون داخل المهرجان : هذا النص ، مكتوب بلغة عربية فصيحة ، لا شيء يشوبها ، باستثناء كلمة ( فكرون ) التي جاءت عامية ، وما ذلك إلا إمعانا من الكاتب ــ مع احترامي له ــ في النكاية والقدح بمن أطلق عليه هذا الاسم : ( فكرون ) ، وإلا لكان استعمل مرادفه الفصيح .. يبتدئ النص بالجملة التالية : " نط خبيثا " وهو تعبير ، رغم المسحة الجمالية التي تبدو عليه ، جانب التوفيق ، فالسلاحف يضرب بها المثل في البطء .. ومعروف عنها أنها لا تقدر على النط .. ثم إنها كائنات شديدة الحذر ، وليست خبيثة . فكبف جعلها كاتبنا تنط ، وتتسم بالخبث الذي يجمع بين الدهاء والمكر والإقدام ؟؟ إن هذا التركيب لا يستقيم مع ما أراده الكاتب .. وكان عليه أن يبحث عن فعل آخر عوض ( نط ) ، وصفة أخرى عوض ( خبيثا ) ، كأن يقول مثلا : " دب حذرا " .. أو أن يجعل المسند إليه غير ( الفكرون ) ، كأن يجعله مثلا ( ثعلبا ) .. حينها سيستقيم التركيب اللغوي مع الحمولة الدلالية .. غير أن الكاتب أراد السخرية والاستهزاء ، ولو على حساب ملاءمة الدوال للمدلولات .. والأدهى أن هذا ( الفكرون الخبيث ) ، والذي ( ينط ) على غير عادة السلاحف ، وكأنه من ( سلاحف النينجا ) وليس من السلاحف التي نعرف ، قد نط بين المطرقة والسندان ، أي انه قد ألقى بنفسه وإرادته وعن وعي ، إلى التهلكة .. فهل يعقل أن ينط من كان خبيثا بيت المطرقة والسندان ؟؟ إن في الأمر خللا .. أو شيئا آخر لم أدرك كنهه .. ثم قال الكاتب : " فوصفوه " ( فعل ماض مبني للمعلوم ، والفاعل مجهوا ) .. من هم هؤلاء الذين وصفوه ؟ لا نعرف . فالنص لا يقدم أي مؤشر عنهم .. فالأجدر بالكاتب ، والحالة هذه ، أن يبنى الفعل للمجهول ، فيقول : " وُصِفَ بــ ..." . ويواصل الكاتب تهكمه بـ ( فكرونه ) ، فبقول عنه أنه ارتمى نصف عار .. كيف ؟؟ لست أدري ..فقبل ذلك ، جعله الكاتب ينط بين المطرقة والسندان ، والآن يجعله يرتمي نصف عار .. فمن أي للفكرون القدرة علىالارتماء ، بعد أن نط بين المطرقة والسندان ؟؟ وكيف يكون الفعرون نصف عار وهو الذي يحمل بيته أينما حل وارتحل ؟؟ لا أعرف ، والرجاء من الكاتب أن يوضح ذلك .. ورد في النص : " غرق في جمجمته طويلا " ، وهو في رأيي تعبير جميل حقا ، وعميق الدلالة أيضا ، إن كان الكاتب يقصد أن ( فكرونه ) غرق في التفكير .. لكني لا أعتقد أن ذلك ما ذهب إليه كاتبنا ، نظرا للانطباع العام الذي يخلفه النص ، وكذلك بدليل أنه ختم النص بقوله : " أغرقته حتمية الفيزياء .." وأعتقد أن حتمية الفيزياء اجازت للبحر أن يمارس فعل الإغراق ، في حين جعل الكاتب طبيعة البحر ، تحمل ( الفكرون ) عوض أن تغرقه .. ومرة أخرى ، يجانب التوفيقُ كاتبَنا .. مع العلم أن في السلاحف أنواعا برمائية .. 2 ــ فكرون خارج المهرجان " لا تعليق . فالنص كله مرموز ، ومغلق . ويتوجه لقراء معينين ، لا شك عندي أن الكاتب يعرفهم ، وهم وحدهم من يستطيعون قراءته لأنهم يمتلكون الشيفرة .. فقط ، أحب ان أذكّر الكاتب أن كلمة ( حداء ) تكتب بالذال المعجمة ، وليس بالدال المهملة . هذا ، وأحب أن أقول أننا كنا نعرف الهجاء غرضا شعريا صرفا ، ولم يصبح نثريا إلا مع الجاحظ ، وفي فن التراسل ، خاصة في ( رسالة التربيع والتدوير ) التي يهجو بها أحمد بن عبد الوهاب .. والآن قد أصبح الهجاء غرضا قصصيا مع الكاتب عبد النور إدريس ، ولا أعتقد أن القصة ، وخاصة القصة القصيرة جدا ، تصلح لهذا الغرض .. مع كل الحب ، لكل المطريين .. | |
|