ربيع عامر الغيواني أديب مميز
عدد الرسائل : 1461 تاريخ التسجيل : 27/12/2007
| موضوع: تابعوا معنا الشاعر محمد اللغافي الجمعة يناير 25, 2008 10:24 pm | |
| الشاعر المغربي محمد اللغافي: 1-2 2006/05/05
|
<table border=0 ="500"><tr><td> </TD></TR> <tr><td lang=AR-SA dir=rtl bgColor=#fffef0> الشاعر المغربي محمد اللغافي: 1-2 الإنتكاسة ان يكتب المبدع لنفسه عبد الهادي روضي كاتب من المغرب يعـد الشاعر المغربي محمد اللغافي من الشعراء القلائل، الـذين مازالوا يصــرون علي الانكتاب في فسيفساء القصيدة، واختزال غربته داخل مناخاتها، مؤمنا بقدرة القصيدة علي بلورة خياراته وقناعاته ورؤاه، بعيدا عن بهرجة المواعيد المفتعلة. في دكانه، حيث يشتغل إسكافيا، تكتب القصيدة مختزلة فداحة اليومي، وراسمة محمد اللغافي الإنسان المرتكن إلي جراحاته، وتراكمات الزمن القاسي، والنازح صوب استعادة بريق وجهه الطفولي. ويأتي هذا الحوار لينصت إلي أغوار ذات هذا الشاعر العصامي مستجليا ما يعتمل بتلك الذات النابضة بالوفاء للقصيدة، ولبسطاء الوطن. û هل مازلت محمد اللغافي تحمل الوجه ذاته وحيدا ؟ - الوجه هو وجهي ووجهك، ووجه الآخر، ووجه الثقافة، ووجه الشعر بالخصوص ، فحينما يكون الإنسان يحمل هم الوجه، لابد له أن يحافظ علي ماء وجهه أولا، لكي يبقي وفيا لالتزامه بالرسالة التي يحملها عموما، لست وحدي الآن من يحمل هم هذا الوجه ، بل أري وجوها جديدة صارت تحمل هم الوجه ذاته، وإن جاءت في ظرف تعيش فيه الثقافة المغربية انتكاسة. û انتكاسة علي أي مستوي ؟ - انتكاسة علي المستوي الثقافي عموما، والراهن الشعري خصوصا، وهذه الانتكاسة ترسخت منذ صعود ما سمي بالتناوب السياسي، فمنذ هذا الصعود لم يبق ذلك التراكم الهائل من اللقاءات الأدبية في عدد من الفضاءات الثقافية، ونتيجة لهذا الوضع، غدت الثقافة محاصرة حول الشخص نفسه ، فالمبدع سواء أكان شاعرا ام روائيا، صار يكتب لنفسه، وهذه الانتكاسة لا تقتصر علي المغرب فحسب، بل تشمل بلدان أخري، لذلك لانندهش حين نلتقي بنفس الانتكاسة في جغرافيات هنا وهناك، ونلتقي بنفس الإرهاصات التي نحملها نحن المبدعون المغاربة، ونفس الإقصاء والتهميش، إنها انتكاسة تكاد تكون شبه عامة. ûارتياد فضاءات الكتابة يرتبط كثيرا بلحظة البداية، كيف تحققت بدايتك الشعرية؟ - إنه سؤال بديهي، فكثيرا ما يسأل المبدعون نفس السؤال، وهم غالبا ما يلتقون في نفس المعني، لذلك تكون إجاباتهم متقاربة ومتشابهة، فيبادر بعضهم، مثلا، إلي القول إن الكتابة جرفته، أو إن القصيدة داهمته خلسة، وهي الإحساسات نفسها التي لطالما عبرت عنها في حوارات سابقة ، لكنني بدأت الآن أغير نظري إلي الأفكار والأشياء بحكم تجربة الممارسة، فالكتابة في نظري، هي ابتلاء تلتصق بالشخص كما تلتصق به حرفة أو مهنة ما، أو أي شيء آخر ، فمحمد الغافي مثلا، هو الآن إسكافي لكن قبل ذلك لم يكن إسكافيا، ولم يكن له أستاذ في الخرازة، فقد حمل المطرقة والسندان، وخرج إلي السوق ، وانخرط في أجوائها، لذلك فالابتلاء بالشعر هو أشبه بالابتلاء بالخرازة. ûكنتم من مؤسسي تجربة الحواس الخمس للثقافة والإبداع بسيدي مومن، لكنها توقفت في منتصف الطريق، لماذا توقفت هذه التجربة برأيهم ؟ - مجموعة الحواس الخمس، في نظري، كأية جماعة أدبية في المغرب وخارجه، حاولت ان تخلق من نفسها مدرسة أو اتجاها إبداعيا، له تصوراته الخاصة للثقافة والإبداع، وتنطلق بمفهومها الخاص لهما نحو الآفاق المنشودة، إلا أنها لم تستطع مواصلة ما بدأته، فانتهت تجربتها علي منوال تجارب أخري، بعدما لم تستطع أن تتجاوب مع الوضع الثقافي الهجين السائد بالمغرب، ومن ثم، لم يعد يسمع لها أثر، وهو نفس المصير الذي آلت إليه تجارب مماثلة ، سواء داخل المغرب أم خارجه، كأبوللو، والديوان، وميكروب... إلخ لقد انطلقت تجربة الحواس الخمس، في وقت كانت الثقافة والإبداع فيه شبه مغيبتين بسيدي مومن، وقد عملت علي حمل مشعلها طيلة فترة حضورها ، أما الآن فالوضعية تحسنت بدليل احتضان المنطقة لزخم من المبدعين الشباب، الذين تكفلوا بمواصلة حمل نفس المشعل، أذكر هنا بعض الأسماء التي أنا أحيي فيها هذه الروح، كرشيد الخديري، خليفة الدرعي، زيادي عتيق، كبش عبد العزيز، وآخرين يكتبون لكنهم يكتبون لأنفسهم لحد الآن، لانعدام الدعم ممن يفترض فيهم القيام بهذا الدور، وأنا أخشي أن يكون المآل الذي صرنا إليه طيلة هذه المدة، من تهميش وإقصاء ، هو نفس مصيرهم. û لكن البعض يعزي أفول تجربة الحواس الخمس إلي إهمال المبدعين بالمنطقة، والاقتصار علي أسماء افتقدت إلي الحس الإبداعي، ما تعقيبك ؟ - ليقل كل واحد ما شاء، لكن المؤكد هو أن تجربة الحواس احتضنت ثلة من شباب المنطقة ، وبفضلهم عملت علي تفعيل رسالتها الثقافية والإبداعية، إلي أن انتهت نتيجة الوضع الثقافي والإبداعي الهش، من جهة، والتزامات أعضائها الذين فضل بعضهم الانسحاب نتيجة الملل من واقع ذلك الوضع، وبعضهم فضل العبور إلي الضفة الأخري، بحثا عن آفاق واعدة، فيما غادر آخرون الدار البيضاء باتجاه مدن أخري، بحكم التزامات العمل. هذه هي أسباب أفول المجموعة، وليس إهمال مبدعي المنطقة هو سبب أفولها، كما أن الحواس الخمس لم تهمل أحدا، رغم أن بعض الأسماء- لاأذكرها الآن حتي لا أخدش بعضها- شنت عصيانها ضد مجموعتنا، ووصل بها الحد إلي التصريح بأن الحواس الخمس يجب أن تحرق كتاباتها، وأن ترمي في المزابل، بالإضافة إلي آخرين كتبوا ضد المجموعة وضد كتاباتها وأفكارها بالجرائد، لكن ذلك كله كان حافزا لنا لننطلق بكل جرأة وعناد، ونقول نحن هنا في الزمن، وفي هذا المكان وسنبقي إلي آخر المطاف. û هل مازلت تحن علي تجربة الحواس الخمس ؟ - أحن فقط إلي اندفاعها وإلي شبابها، وإلي يفاعة منجزاتها، لا أحن إلي كتاباتها، أحن إليها لأنها اللبنة الأولي التي صنعت من محمد اللغافي شاعرا، وصنعت من حميد بركي شاعرا، وصنعت من أسماء أخري شعراء. û برغم قلة الإمكانات أصدرت عدة مجموعات شعرية علي نفقتك الخاصة، ماذا يمثل لك هذا العمل النوعي والاستثنائي ؟ - يمثل مغامرة فقط، اعدها مغامرة خارج هذه الروح والذات، فأن تكتب وتطبع علي نفقتك يعتبر مبالغة في المشهد الثقافي، لو كنت أذر نفسي بهذه الأشياء حين كنت أحمل إرهاصاتي، وأخرج بها إلي المطابع بحثا عن مطبعة ما لإصدار عمل، وأترك أشياء تنقص البيت، لما أقدمت علي فعل ذلك، لكني أحمد تلك الفترة، لأنها شكلت تحديا كبيرا، فأن يطبع اللغافي علي نفقته في وقت تطبع فيه أعمال أسماء لاينقصها أي شيء جاها ونفوذا جهات مسؤولة، فذلك قمة التهور، أتمني أن لا أعيد تكرار هذه التجربة. û لمـــــاذا ؟ - لأني، ربما سأرتكب ذنبا وخطأ في حق أبنائي، الذين هم الآن في أمس الحاجة إلي تلك النقود من المطابع، فولدي ربيع يدرس بالمستوي الإعدادي ، يحتاج إلي لوازم الدراسة من كتب وألبسة يتباهي بها أمام أقرانه، لذلك فأنا ملزم بمراجعة هذا التهور، حتي أوفر لأبنائي بإسراف في سبيل الثقافة والشعر، وقد حان الوقت لأقلب الآية وأنتبه أكثر لأبنائي وبيتي. أتمني ان تلتفت الجهات المسؤولة عن الثقافة والإبداع بهذا البلد، مثل اتحاد كتاب المغرب أو جمعيات أخري، إلي أعمال محمد اللغافي، وتعمل علي الأخذ بيدها، فأنا مستعد لأدفع لها تلك الأعمال، خاصة، وأنني مازلت أدمن فعل الكتابة، لكنني لن أغامر مجددا مثلما كنت أفعل في السابق. û الملاحظ علي امتداد أعمالك الشعرية ابتداء من ًوحيدا أحمل هم هذه الوجهً وصولا إلي ًحوافر في الرأسً ، اشتغالك الواضح علي المنسي والغابر في الذاكرة واللاوعي، وأيضا علي الأشياء التي تشكل واقعك اليومي، وهو ما يجرنا إلي استحضار تجربة سعدي يوسف الشعرية، التي تلتقي معها كثير من نصوصك، كيف تقرا هذا الالتقاء الشعري ؟ - سأكون صريحا إذا قلت لك بأنني أعرف سعدي يوسف من خلال وجهه، لكني لم أقرا له، قد يكون هذا قصورا مني، لدي كثير من الدواوين الشعرية إلا دواوين هذا الشاعر ، ربما يكون هذا الالتقاء الشعري من باب المصادفة، بحكم أننا نعيش في عصر واحد، وحياة واحدة، وأشياء أخري تجمعنا، كما جمعت شعراء آخرين قبلنا في الشعر العربي قديمه وحديثه، من ناحية أخري، لاتجدني ملتقيا فقط بسعدي يوسف، فقد تجدني ملتقيا بنزار قباني ، وبمحمود درويش، كما تجدني ألتقي بأدونيس، وببدر شاكر السياب، وتجدني ألتقي بعبد الله راجع، وبحسن نجمي، مثلما تجدني ملتقيا بعبد الدين حمروش. û من سمات تجربتك الشعرية مزاوجتك بين نمطين من النصوص، ففي دواوينك الاولي اشتغلت علر النصوص المركبة، ثم غيرت الوجهة اخيرا باشتغالك علر النصوص الشذرية ، بماذا تفسر هذا الانتقال؟ - أنا لا افسره انتقالا ، وإنما هي طفرة متأتية عن الممارسة لادخل لي فيها، فحين أحمل القلم بين يدي وأشرع في الكتابة، قد يحدث أن لايتوقف الكلام عن الانسياب ، لأن ثمة قوي لانستطيع كبح جموحها فينا، وقد يحدث أن يتوقف لأن الذاكرة لاتحمل إلا شذرات، إذن فأنا لاأتدخل في اختيار أنماط لما أكتبه، فقد يحدث أن أتوقف عند سطر أو عند سطرين ، ومن ثم تنتهي القصيدة ، هذا هو تفسيري.
Azzaman International Newspaper - Issue 2392 - Date 5/5/2006
جريدة (الزمان) الدولية - العدد 2392 - 5/5/2006
AZP09</B> </TD></TR></TABLE>
|
| |
|