القصيدة دون ماء هي قصيدة مشققة الملامح ... منذ الأزل كان الماء هو الحياة .. هو الشعر
حين اشتد وطيس شعرية النقائض بين الفرزدق وجرير ، قال الاخطل لابنه : انزل الى العراق
واتيني بخبرهما ... ولما عاد قال له: ماذا وجدت ، فرد عليه الابن : واحد ينحت من صخر
والثاني يغرف من بحر ..فقال : الثاني أشعرهما .. ويقصد بذلك جرير... ولعل هذه النظرة الذوقية
للشعر ما أكسبت جرير صبغة شاعر ينزل شعره كشلال ... وفي نصك الشعري هذا " كل هذا الماء"
محاولة لركوب الموج الشعري بزبده وملحه ... الا انه نسجل تشتتا في المنجز الشعري ... فبدا النص مهلهلا ومفككا .. على الرغم من الجهد الواضح ومحاولة الاشتغال على الماء سواء بلفظ صريح
أو عن طريق عناصر مكونة للماء المطر/ البحر/ الثلج / السماء / البلل..... نعم فمبدعتنا مشكورة
حاولت لملمة شتات الطفولة والعودة الى الذكريات عبر شريط نوستالجي ... لكن كما قلنا خيوط النص الشعري ظهر عليها بعض الفتور ...ناهيك عن السقوط في التقريرية من مثل " أي لون سيكسو الرحمة
دون ان يؤذيها؟
أي لباس سيغطي الماء
دون أن تخترق
السكين الخاصرة؟
هذه العبارة لم تضف الى النص اي جديد فكانت خبط عشواء... لماذا الرحمة ؟ ربما الماء يعتبر رحمة
والمبدعة الهام تتوسل السماء عساها ترحم ضعفها وطفولتها ... هذه فقط بعض الاشارات التي جاءت
في النص... نأمل ان نقرأ لك الكثير
محبتي