حميد بركي
معادلة الحرف بين المعجم و الصرف
تقديــم
الأستاذة: مينة ناجي
المؤلـــــف : حميد بركي
الناشــــــر : المؤلف
الطبعة الأولــى : 2009
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف
الإيداع القانوني : 2009
المطبعـــة : بلـــوكام
هاتف المؤلف: 06.42.12.97.96
تقديـــم
عندما سلمني أستاذي الجليل، الشاعر الكبير حميد بركي الذي أكن له كل الاحترام والتقدير، نسخة من مؤلفه اللغوي:"معادلة الحرف بيـن المعجم و الصرف" و حضيت بشرف التقديم لهذا العمل الهام و المتميز بكل المقاييس. تملكني إحساس غريب يختلف عن كل المشاعر التي عشتها و أنا أمنح قلمي تأشيرة ولوج موطن الكتابة و الإبداع، لسببين رئيسيين :
ـ أولهما، حجم مسؤولية التوطئة التي يجب أن أصوغها فـي حلة تليق بثقل هذا العمل، ومستوى تركيبته.
ـ ثانيهما، معرفتي الكبيرة لهذا المفكر، و درايتي لحجم ضلاعته اللغوية، و فحولته الأدبية التي تتلألأ أقمارا، ونجوما تزيد لغة الضاد بهاء و اشراقة تتوقد لها مشاعري كلما أخذتني الرغبة وحملتني بين ثناياها للتجوال وسط مؤلفاته التي تهيئ لقارئيها ومتتبعيها جو الاستغوار بدواخلها، ومتعة اصطياد كنوزها الخفية، والتملي بأنوارها الفضية و كذا النهل من منابعها الصافية التي ترحل بالمرتوين من سيلها دون جواز سفر إلى عالم الجمال و السحر الذي تتفرد به لغتنا العربية عن باقي لغات العالم منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى هذا الكون وأوجدنا بربوعه نتحاور لهجات ونتحدث لغات تختلف باختلاف ألسننا و انتماءاتنا.
و حاصل القول، لا يمكنني إلا أن أبدي إعجابي بهذا الكتاب الذي جمع فيه صاحبه محاسن اللغة العربية، و أبرز مفاتنها القاعدية و القواعدية من نحو و صرف وإعراب في تحفة ناذرة، تستمد قوتها وقيمتها من معادلة مبرهنة بشواهد من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وإبداعات أدبية :شعرا ونثرا لمبدعين قدامى و جدد أرجوا الحقل الأدبي بنفحات زكية، ونكهات طيبة لا يمكن إلا أن تعتمد متنا و سندا لبحوث و أعمال من مثل هذا الحجم.
وليرتدي هذا العمل حلته الزاهية، و يتأنق بجوهرته الغالية كان لا بد له من أن يعرج على علامات الترقيم والوقف في موكب مميز تميز هذا المؤلف الذي راح يفصل الحروف و يفكك العبر بمهارة بالغة، و بساطة متمكنة تعمق وضوح الرؤيا، وتسهل الإحاطة الكاملة بهذا الكتاب وإدراك محتواه بكيفية ستقرب القارئ الكريم من هذا الباحث الجليل الذي كرس نفسه قلبا و قالبا لخدمة اللغة العربية .
و حتى لا أطيل أدعوك أختي، أخي القارئ على الرحب و السعة للتطيب بأريج الأنسام التي تفوح من كل حرف أصاب موقعا وأدرك مكانا بين دفتي هذا الكتاب.
بقلـم : مينة ناجي
مدار الحرف بين صروف الإعراب
وثوابت النحو و الصرف
أعتقد أن الحرف رقم تساوت به معادلة الكلمة ولا أظنه إلا كما سبق أن كان الألف يدل على الرقم 1 والباء تدل على الرقم 2 والتاء تدل على الرقم 3، حتى قيل أن الفاء تدل على المائة (حسب ما قيل عنه في العصر الجاهلي) .
والألف والهمزة بدء أساسي في تضارب الكلم، إذ الخصوصية عندهما تكمن في كونهما مكملان لما يهدف إليه الحرف الآخر لكن هل هما حرفان أم صوتان؟ هذا ما وقع عليه الخلاف غير أني أرى أنهما صوتان في حالة و حرفان في حالة أخرى غير ملزمين بما يلزم به غيرهما من القيد والتبعية لسياق معين نحو...استثمارـ انفعال، و به يدرج الألف ملزما بالهمزة عند البدء و ينسلخ عنها في نهاية الكلم، و إذا ذكرت الهمزة في آخر الكلم فذلك أن القصد همزة لا ألفا. نحو...لألأ فالصوت يعود إلى الهمزة وما الألف هنا إلا كرسي للهمزة و يستقل بذاته دون الهمزة في المثنى نحو...هما فعلا ـ دخلا .
أما النكرة المنصوبة فيقرن بالتنوين ولهذا يكون الألف والهمزة هي المحرك لإحياء الكلم كالصفر في مستخلص الأرقام، ولولا الصفر ما كانت المعادلة صحيحة .
لكن هل يكون الباء هو العدد 1 إذا نظرنا إلى الألف 0 أم الألف 1 في البدء، و صفر في المعادلة، أم كما جاءنا عـن الأزهري عـن الليث بن المظفر قال لما أراد الخليل بن أحمد الابتداء في كتاب العين، أعمد فكره فيه، فلم يمكنه أن يبتدئ من أول. ب.ت.ث:لأن الألف حرف معتل فلما فاته أول الحروف كره أن يجعل الثاني أولا و هو الباء إلا بحجة.
وبعد استقصاءه، تدبر و نظر إلى الحروف كلها وأذاقها فوجد مخرج الكلام كله من الحلق قصير..أولا بالابتداء به أدخلها في الحلق وكان إذا أراد أن يذوق الحرف، فتح فاه بألف ثم أظهر الحرف : أب. أت . أح. أع...فوجد العين أقصاها في الحلق و أدخلها فجعل أول الكتاب "العين" ثم ما قرب مخرجه منها بعد العين، إلا رفع فالرفع، حتى أتى على آخرالحروف و أقصى الحروف كلها العين، وأرفع منها الحاء و لولا لهجة في الحاء لأشبهت العين ثم الهاء و لولا هتــة لأشبهت الحاء لقرب مخرج الهاء من الحاء، و هذه الحروف الثلاثة في حيز واحد (العين و الحاء و الهاء) .
و إذا دلت تراتبية الحرف على رقميته في مستوى العدد فمعجمه مستقلا يتغير معناه حسب موقعه في الجملة التامة و يرفعه إلى مستوى الإحصاء بما يجعل اللغة أكثر ما يدل عليه مجاز اللغة و ضوابط النحو...وكنموذج بليغ نعرض لقارئنا معجم بعض الحروف لفتح مجال البحث و الحث على اعتماد المنهج العلمي عند الاستقراء الأدبي.
* الحروف ثمانية وعشرون، أولها همزة وآخرها ياء، ومنهم من اعتبرها سبعة وعشرون.
* و الحروف منها شمسية و قمرية.
الحروف الشمسية الحروف القمرية
ت . تبر . التبر أ . أرنب . الأرنب
ث . ثلج . الثلج ب . بارك . البارك
ظ . ظاهر. الظاهر ج . جـو . الجو
د . دجاج . الدجاج ح . حائر . الحائر
ذ . ذهب . الذهب خ . خروف. الخروف
ر . رب . الرب غ . غي . الغي
ز . زينة . الزينة ع . عيب . العيب
س .ساحر. الساحر ف. فأر . الفأر
ش . شاعر. الشاعر ق. قهر . القهر
ص.صبر . الصبر ك. كلب . الكلب
ن . نمر . النمر ل . لعبة . اللعبة
ض.ضمير. الضمير م . مولد . المولد
ط . طاهر. الطاهر و . ورد . الورد
ي. يائس . اليائس
* البــــاء
ب : من الحروف المجهورة و من الحروف الشفوية لأنها تخـرج من بين الشفتين، و الحروف الشفوية هي : الباء- الفاء- الميم و قال الخليل بن أحمد، حروف الذلق و الشفوية ستة و هي : ر- ل- ن- ف – ب – م و سميت حروف الذلق، ذلقا لأن الذلاقة في المنطق بطرف آسلة اللسان.
وذلق اللسان كذلق السنان، ولما ذلقت الحروف كثرت في أبنية الكلام، فلا يعرى منها خماسي تام أو من بعضها.
و المعرى من حروف الذلق و الشفوية يعتبر مولد لأنه ليس من صحيح كلام العرب. و البناء الرباعي المنبسط لا يعرى أكثرها من بعض حروف الذلق إلا كلمات قليلة .
و مهما جاء من اسم رباعي منبسط معرى من حروف الذلق و الشفوية فانه لا يعرى من احد ظرفي الطلاقة أو كليهما ومن السين و الدال أو إحداهما و لا يضره ما حاطه من سائر الحروف الصنم.
ب : حرف في الحال متى نفي عاملها نحو : ما عاد بخائب .
فخائب : مجرور بالباء لفظا في محل نصب حال من عاد .
ب : حرف جر لا متعلق له بعد إذا الفجائية نحو: خرجت فإذا يزيد عند الباب.............. فيزيد : مجرور لفظا مرفوع على الابتداء.
ب : حرف جر في فاعل التعجب نحو : أكرم بوجهك من قاض أكرم به، فوجه و الهاء مجروران لفظا في محل رفع فاعل أكرم لأن أكرم هنا للعجب و ليس أمرا و التقدير، كرم وجهك : و كرم به، فوجه و الهاء في كلا الحالتين فاعل و الياء نسبة إلى التعجب حرف جر.
ب: حرف جر يفيد التوكيد نحو : جاء زيد بنفسه. فنفسه توكيد، زيد مجرور لفظا بالياء في محل رفع توكيد زيد، جاء بعينه جاء: فعل ماض...ب : حرف جر...عينه : مجرور لفظا بالباء في محل رفع توكيد ضمير مستثير تقديره هو.
حب بها مقتولة.....حين تقتل ( الأخطل )
حب : فعل ماض و الباء حرف جر و الهاء ضمير متصل بالباء في محل رفع فاعل .
حب مقتولة : تمييز أفعل المدح .
ب : حرف في خبر كان نحو : ما كان زيد بكافر.
كافر : مجرور لفظا بالباء في محل نصب خبر كان
ب : حرف جر في اسم كأن نحو : كأنك بها مغرم
الكاف : حرف خطاب و الهاء اسم كأن مجرور معنى في محل نصب بقوة الباء الدالة على تأثر المغرم بالمغرمة و مغرم خبرها ب : حرف جر لا متعلق له بين فعل كفى و التمييز في الفاعل و المفعول نحو : "كفى بالله شهيدا" "كفى بجسمي نحولا أنني رجل"
فاسم الجلالة مجرور لفظا مرفوع محلا على انه فاعل كفى، و جسمي مجرور لفظا منصوب محلا على انه مفعول به لكفى و أن ما بعدها في تأويل مصدر فاعل كفى، و شهيدا و نحولا تمييز ووجود الباء في اسم الجلالة نحو : بالله تدل على أنها أداة فعل الشاهد الذي هو الله، و الباء في جسمي يدل على الحجة و البرهان المدلى بها...صاحب الجسم على انه رجل و البرهان و الحجة بينة في نحولا وبهذا الباء في كفى بالله شهيدا تفيد الشاهد بالكفاية، وفي كفى بجسمي نحولا أنني رجل تفيد الحجة و البرهان.
ب : حرف بعد كيف الاستفهامية نحو : كيف بك إذا هاجم العدو ؟
كيف : استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم .
بك : جار و مجرور لا متعلق لهما لأن الباء حرف جر و الكاف ضمير متصل مبني مجرور في محل رفع مبتدأ مؤخر على تقدير محذوف، هو كيف حالك إذا هاجم العدو: جملة استفهامية .
إذا : حرف فجائي لا محل له من الإعراب .
هاجم : فعل ماض و العدو فاعل على احتمال .
ب : حرف جر لا متعلق له في خبر ليس نحو : الله ليس بظلام للعبيد.
ب : حرف جر و ابتداء نحو : بحسبك درهم .
حسبك : مبتدأ و درهم : خبر و الباء حرف جر وابتداء .
ب : حرف جر في المفعول به نحو: أمر بزيد وعرفت بزيد أي عرفته.
ب : حرف قسم نحو : بالله و يجوز ذكر فعل القسم أو حذفه.
ب : تفيد التبعيض نحو : أخذت بثوبة على قول الكوفيين، بمعنى أخذت ببعض ثوبة.
ب : مؤكدة في قوله تعالى" تنبت بالذهن" على قراءة من قرأ بضم التاء وكسر الباء من أنبت .
ب : حرف توحيد الربوبية في قوله بسم الله آمنت بالله لأن الهداية بالله ولأن اللام هي ما تفيد الألوهية في قوله"صليت له لا لغير، ولا اله إلا هو"
ب : حرف جر يفيد مكان نحو: قوله عز وجل "...بأعيننا"أي أمام أعيننا.
* التــاء
ت : حرف المضارعة للمخاطب نحو : تأكل – تأكلين تقرأ - تقرئين .
ت : حرف الغائب في الماضي، إذا بني فعله على الفتحة نحو: تخرج - تعلم .
ت : حرف المضارعة للغائب نحو : هي تأكل – هي تقرأ .
ت : للتأنيث نحو : قالت – تكلمت .
ت : حرف قسم مختص باسم الجلالة نحو : تالله .
ت : حرف تظاهر بالفعل نحو : افتعال - ابتدع .
ت : إذا التقت بالسين تفيد الطلب نحو : استغفر – استنجد .
ت : تكون مبسوطة و مربوطة للتمييز بين الذكر و الأنثى و للجمع في القرآن نحو : الصلواة و الصلوات .
* الميم : فرق جمع الذكور نحو : أيهم
م : حرف إبهام لا محل له من الإعراب نحو : لأمر ما جدع قيصر أنفه.
م : ظرف مكان إذا كان مفتوحا في مفعله نحو : مقبرة .و حرف الآلة إذا كان مكسورا نحو : مطرقة .
م : حرف التثنية نحو : رأيتهما – هما .
م : حرف نداء و دعاء مشدد في اسم الجلالة نحو : "اللهم انصرنا على القوم الكافرين "، و تأخر حرف النداء و تقدم المنادى لأن الله هو الميسر إلى الدعاء، وتقديم اسم الجلالة على العلماء في قوله "إنما يخشى الله من عباده العلماء" تقدم الله على العلماء لأنه من يسر لهم الخشية بناء على قوله عز وجل " إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتيكم خيرا "و كذلك قوله " و تلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه".
فالتلقي يكون بعد الإرسال أو الإلقاء والمرسل و الملقي هو الله الذي بين لآدم رحمة منه كيف يتوب، ولا يتوب المرء قبل أن يتوب الله عليه، لأنه يعلم ما كان وما يكون و ما سيكون و لهذا يتقدم اسم الجلالة على النداء في اللهم .
* الــــلام :
ل : حرف توكيد بعد كان المنفية لا محل لها من الإعراب نحو : "ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب و الحكم و النبوة ".
ل : حرف توكيد بين الفعل المتعدي و مفعول له نحو : عدت لأتذكرها...... أي لكي أتذكرها و تفيد السبب لأن سبب عودتي هو التذكر.
ل : حرف جر بعد هيهات نحو : هيهات هيهات لما تعودون .
ل : حرف جواب بعد القسم نحو : أقسم بالله لأذهبن إليها .
ل : حرف رابط لجواب لو نحو: لو قاومته صبرا لاستسلم .
ل : حرف ربط رابط لجواب لولا نحو : لولا الموت لملت الدنيا .
ل : حرف ربط رابط لجواب لوما نحو : لوما ذكرك لانتهينا.
ل : حرف ربط رابط لجواب لئن "انظر لئن" .
ل : المزحلقة، تدخل على خبران و سميت بذلك لتزحلقها بين اسم إن وخبرها نحو : إننا لمقربون من الأفئدة .
* الكــاف
ك : أداة تشبيه نحو : كالأسد .
ك : تؤكد نفي ليس إذا اتصلت ب مثل نحو : "ليس كمثله شيء".
وهي حرف جر و ليس من أخوات كان ، مثله اسم مجرور لفظ في محل نصب نعت لخبر محذوف لوجود الجلالة في العظمة.
شيء : اسم لا رفعة له في رفعه أمام قدرة الرافع بأمره .
ك : حرف خطاب في اسم الفعل المنقول عن ظرف أو حرف الجر نحو: دونك نفسي يا وطني ، حسبك درهم .
ك : حرف خطاب في بعض الإشارة نحو : أولئك على هدى من ربهم .
ك : حرف خطاب في جملة استفهامية تستوفي الفاعل والمفعول به قبل المفعول به نحو : أرأيتك الحديقة ؟
ك : خطاب في ضمائر النصب المنفصلة لا محل لها من الإعراب نحو : " إياك نعبد و إياك نستعين".
ك : حرف المقاربة في توكيد الخطاب نحو : كأنك أسد والكاف هنا تفيد التشبيه المرسل وحذفها يجعل التشبيه مؤكدا نحو: أسد هذا الرجل.
ك : حرف خطاب في كأن نحو: كأنك بالحقيقة أدرى . لكأن و أدرى خبرها حيث الجار و المجرور به .
* الفـــاء
ف : توكيد الأمر نحو : فالزم الصدف .
ف : تفيد التعقيب نحو : ولد رضيعا فإذا به شيخ يحتضر، و تدخل على إذا و لم نحو : سألته فلم يجب فإذا أجاب أخطأ.
ف : الجزاء .
ف : جواب الشرط حيث لا يتسنى وجود فعل يكون جوابا للشرط نحو:فمن لم يجد في الابتسامة حوضه........فذلك يعني أنه يتألم.
ف : رب نحو : فقلب يشوى على فقد أي رب قلب .
ف : يفيد السبب ينصب الفعل المضارع على تقدير أن نحو : نم فنستريح أي نم فأن نستريح .
ف : يفيد الترتيب دون مهلة نحو : جاء أحمد فشعيب .
ف : قط........ نحو فقط.
الفاء حرف تزيين و قط ظرف زمان فيصبح و كنه جواب لسؤال محذوف فيسكن آخر بدخول الفاء .
***************
ملاحظة
***************
سنكتفي بهذا القدر من الشواهد في تبيان مدار الحروف بين صروف الإعراب و تواثب النحو والصرف بعدما اتضحت الرؤيا لدى القارئ الكريم، وتبين له أن فهم اللفظ و إدراك معناه الحقيقي يرتبط اساسا بتغير دلالات الحروف و معرفة نوعية إفادتها داخل الكلم .
الفــك و التمييـز
الفك من عضو الفم، و به يستقيم الحرف بعد اللسان و يعجم باعوجاجه، و قد يصاب المرء بالخرس إذا أصيب فكه رغم سلامة لسانه. والتمييز من الفك هو الفارق بين معنى و معنى والفك على العموم ظاهري و باطني .
* فالظاهري: ما يتعلق بظاهر النص .
* والباطني : ما يتعلق بباطنه نحو قوله تعالى " و إذا أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وانتم تشهدون ثم انتم هؤلاء تقتلون أنفسكم و تخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم و العدوان".
ظاهر الآية كأنه يأمرهم بقتل أنفسهم بقوله "فاقتلوا أنفسكم" و باطنها أن يقتل الطائع العاصي و لو كان أخاه أو ابن عمه أو شابه ذلك كأنه قتل نفسه.... و للتوضيح كان ضميرهم من الآية التالية تمييز لمـا سبق ذكره و إذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم و لا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم و أنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلـون أنفسكم و تخرجون فريقـا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم و العدوان".
"لا تسفكون دماءكم" أي لا تسفكون دماء أقاربكم و بصورة عامة دماء أدميتكم، وأعتقد والله أعلم أن وجود نون المضارعة رغم أن الفعل فعل أمر و نهي بعد لام الناهية يعود إلى الفعل خياري بدليل قوله تعالى "إنا هديناه النجدين" . و هم من ديارهم ضمير تمييز بين ما يتعلق بالذات وما يتعلق بالآخر فيتضح لنا وجود نون المضارعة و ضميرهم، هو و موعدنا الدار الآخرة حيث لم يعد لوجود نـون المضارعة إلا الحذف فيكون الأمر أمرا، و العاقبة للمتقين، و هـم فصل بين معنى الذات عن غيرها و بين المخاطب الحاضـــر والمخاطب الغائب .
كيفية الفك و الاكتشاف بالتمييز
1- تفكك الكلمة ثلاثا و فصلها تماما عن الجملة.
2- تفصل الحركات من الكلم و تسمى هذه العملية بالتعرية .
3- ثم تقرأ مصطلحا بعدة أوجه و يسمى هذا بالتجسيم .
4- تأخذ تفعيلتها بعد ميزان مدقق و يسمى هذا الهيكلة .
5- و بعد التفكك كحركة و حرف و التدقيق من النقط و التفعيلة من الكلم، تعاد الكلمة إلى موضعها من الجملة ثم يأتي دور التمييز بين التنقيط و الحركة و الحرف و الكلمة.
الهامش الأول
*********
فتمييز الفك ما عرف عند النحويين، و الذي عرفوه باسم جامد غير مشتق و لا متصرف و مفسر نوعية الاسم الذي سبقه نحو : اشتريت رطلا زيتا، و يقع عادة هذا النوع بعد التعجب نحو : يالك عبدا صالحا . أكرم به شاعرا و التفضيل نحو : أجمل منك وجها .
حسب نحو : حسبك في العالم شرفا.
- العدد من إحدى عشر إلى تسعة و تسعين كقوله تعالــى "و إذ استسقى موسى لقومه، فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منـه اثنا عشرة عينا"
- العقود من عشرين إلى تسعين نحو: عشرون فارسا، خمسون جنديا
- فعل......كفى بالموت واعضا .
- فعل المدح و الدم، نحو : حبذا بطرس رسولا....بئس الخرافة علما
- كم الاستفهامية نحو: كم كتابا لي؟ و يمكنك أن تقول في هذا كم كتاب ؟
أم كم كتابا ؟ لأن الأصل كم من كتاب ؟ و حذفت من و قرأت كم كتابا ؟
لأن حذف حرف الجر ينصب به الاسم المجرور و ما بني على ما حذف الجر جره.
- المكاييل و المساحة نحو : اشتريت رطلا قمحا...بعت خمسة عشرة ذراعا . ذراعا و رطلا مميز التمييز وحيث يمكث التقدير من ؟ و يكون الاسم بعدها تمييزا، فهذه مجرد ملاحظة كي لا يقـع الخلط بين النحاة و تمييز الفك.
و التمييز الذي اشرنا إليه يعتمد على أركان أساسية وهي كما سبق ذكره بين تمييز التنقيط و الحركة و الحرف و الكلمة بعد فكهــا بعملية الفك
ثم وزنها و هي التفعيلة وعلى الفكاك أن يعرف كــل الفوارق التي تميز بين هذا و ذاك و كذلك معرفة النواسخ و الفرق ما بين ناسخ وناسخ
************************
* الآداب شفوي و كتابي
الشفوي ما لفظ حرفه والكتابي، ما خط رسمه و هو بلوغ ما يسمو به النقل إلى مستوى العقل و لا يمكنه أن يسلك إلا احد المسلكيـن و إلا جمع بينهما فيكون ذلك أبلغ و أفضل، و مدرسة علي بن أبي طالـب رضي الله عنه في النثر و أصحاب المعلقات في الشعر يعتبرون المثالالأزكى لهذه القدرة و هذا التمكين البلاغي.
ـ علم الآداب: هو ما تواضع عليه علماء الأدب من قواعد تتجلــى شكلا في حرية متناهية الانسياق إلى محتوى المضمون .
ـ فن الآداب: هوعبارة على محسنات بديعية و شطحات تتراقص فيها الكلمات دون قيد بقاعدة أو رد شكل بمضمون متناهي الأنساق إلــى مستوى الشكل .
و النص الأدبي فنا كان أو علما ينقسم إلى ثلاثة أركان :
1- تاريخ النص: متى كتب وعلى أي زمن وكم مر عليه من الوقـت.
2- جغرافية النص: المكان الذي كتب فيه النص أو عليه مثلا: إذا كتب و لفظ في بلدة ساخنة ( ما يثلج صدري ) يراد به ما يطمئــن لأن الطمأنينة في الدفء أصدق صورة منه إلى إثلاجه فيقال ما يدفـــئ صدري بدلا مما يدفئه.
3- بين الناطق و الأخرس: و لأن لكل لغة مميزاتهـــــا لا يمكن استقراء نص عربي بمنهج عجمي أو عجمي بلسان عربي، حيــث الاستدراك الحسي بين اللفظ و المعنى مثلا : مات أحمد في إعرابهـا
مات : فعل ماض، و أحمد: فاعل وهذا يكون ظاهرا لكن باطنه يكون مات : فعل ماض مبني للمجهول استبدلت ياؤه ألفا للتخفيف وأحمد مفعول في محل فاعل مرفوع بالضمة النائبة عن الفتحة و في الحقيقة مات ليس مبنية للمجهول و إنما بناؤها للمعلوم لاستحضار اسم الجلالة فجاءت على صفة الفعل المبني للمجهول و لم يستبدل الألـف للتخفيف وإنما هو دلالة رمزية لوجود فاعل بفاعل و ذلك هو الفعـال لكونه صاحب كن فيكون، و الروح من أمره، فلا يمكن لأحد أن يموت من تلقاء نفسه، لأن الروح ملك خاص لله دون غيره و ما أحمــد إلا مفعول به على هيئة فاعل بغياب النظر إلى الفعال الذي يرانا ولا نراه.
كذلك ما استقرأه بين الناطق والأخرس في لغة النص (الفضل بن عيسى بن أبان ) سل الأرض، فقل من شق أنهارك وغرس أشجارك و جنـى ثمارك فان لم تجبك حوارا أجابتك اعتبارا. ص35 الحيوان للجاحظ.وفي الصفحة 34 يقول الجاحظ " فالأجسام الخرس الصامتة ناطقـة من جهة الدلالة، و معربة من جهة صحة الشهادة، على أن الذي فيهــا من التدبير و الحكمة، مخبر لمن استخبره و ناطق لمن استنطقه كما يخبــر الهزال، و كسوف اللون عن سوء الحال، و كما ينطق السمن و حســن النضرة عن حسن الحال.
وعندما يتمحور الشعر على هذا المخاض الأدبي العربي المغايـرعما عليه فلسفة الآراء المختلفة عند العجم، من أن الوحدة لهادفـة متجلية في الاندماج بين الروح و المقاربة الجنسية والفكرية لـدى الإنسان العربي من عادات و تقاليد و هو موروث ثقافي عرقـي رغم الاختلاف في المنهج، عكس ما عليه البناء العجمي علــى ماديـة الانتماء الإبداعي رغم ما يذهبون إليه من مثالية الصناعة الأدبيـة و هو تباعد شخصاني بين العرب و العجم ، غير أنهـم متفقون في أن المولود لا يمكنه أن يولد دون أي مخاض كذلـك لإبداعات الإنسانية تختلف حسب زمكانية النص وهي مجرد صوركل انعكاساتها تمر خلال شبكات ذهنية عبر فكرة مسبقة
و الشعر أو النثر أو الرسم أو الفلسفة وما شابه ذلك حس و شعور نتاج قاعدة واحدة هي فلسفة الحب ومن كثرت قواعده لا قاعدة له.
و بناء عليه نجد أنفسنا مضطرين إلى صناعة الكلم لعلنا نتواصـل ذهنيا إذا كنا أدباء أو فلاسفة لكن إذا كنا شعراء نتفاعل حيث يتفاعل الحس اللفظي مع الازدواجية بين الانسلاخ و الاندماج، و هو تناقض تساوت به المتناقضات كقول الشاعرة ليلى نسيمي:
أتدري سيدي
أتدري سيدي أني
أنا الموؤودة في كل الفصول
أسافر عبر الحقب
أجر أشجاني
ذيولا..... ذيولا
راحلة في الزمن الغائب
آتية إلى عوالم الغيب و المجهول
أتدري أني في ربوع الحلم
لا أملك حق اللجوء
و أني ممنوعة من التداول
خارج خارطتي
مهربة على هامش الأسبوع
أني امرأة مسكونة
بأفراح و جراح عصري
و أنت يا فارسي بسيفك
و بارودك و معلقاتك
تزيد الجراح.....جرحا
كم أخاف عليك من زمني المسلوب
أعفني سيدي
فالحب
مقصلتي
كيف أغني ؟
كيف أغني ؟
دعني راحلة في الزمن الغائب
أترنح وأكبو
الحب في زمني عبث
و العبث تعب مني
لن أقول
خذني
دعني
صاحبة
أو رفيقة
أو ما تشاء
ص 47 أتدري سيدي من ديوان هذا المساء
فهي تعتبر نفسها موؤودة في كل الفصول و في الوقت نفسه تسافر عبرالحقب تجر أشجانها ذيولا ....ذيولا، راحلة في الزمن الغائب، آتية إلى عوالم الغيب والمجهول رغم أنها لا تملك حق اللجوء وأنها ممنوعة منالتداول خارج خارطتها...انه تناقض تساوت به الكلمات و ترادفت خلفه بلاغة اللفظ وأما تهريبها على هامش الأسبوع إلا دلالة على الأزمة التي يعيشها الإنسان المعاصر حيث أتلفه ذلك التناقض الذي جعل الفرحة تقترن بجراح عصره خصوصا أن هذا الإنسان، امرأة مسكونة بكل هذه الأشياء
و أما فارسها بسيفه أي بمفهوم الرجولة التراتبية و باروده بمعنى الرجولة العصرية و الروابط بينهما تلك المعلقة المذكورة في النص ما زاد الجراح إلا جرحا، لأن الزمن إذا سلب من الإنسان، تعدم الجرأة و ينتحر الانتماء
و هكذا تسأله أن يعفيها وهي تعلن أن الحب مقصلتها : لاتريد الغناء فـي هذا الزمن المسلوب و الذي تلاعب به العبث وهي تترنح وتكبو و الحـب في زمن العبث يكون قاتلا، لأنها أصل العبث . و أصل الشيء فرعه لأن الفرع ميت بأصله أو حي به، لذا لا تقول خذني بل تسأله أن يدعهــا :
صاحبة أو رفيقة أو ما يشاء . وهو اختيار ألزمه ذلك التقيد بما تفرضـه ظروف الأزمنة الغائبة.
و أنا في هذه القصيدة أجدني مارا دون أي استقراء مكتفيا بالإشارة إلـى تناقضات و تضارب فكري جعلني أحس بتوازن لا يكون إلا بخلل و هذا لا يجوز إلا في لغة الشعر، لأن القصيدة شعور تمنطق حسه و عقـــل تحسس منطقه...و الفلسفة و الآداب في الشعر، والشاعر فيلسوف أديـب و الأديب أديب، و الفيلسوف فيلسوف. و إذا كانت الفلسفة و الآداب نحوا و لغة، فالشعر فوق كل المعتقدات و الالتزامات النحوية كاستعمالـــك إذا أداة شرطية جازمة في الشعر ولا يجوز ذلك في النثر الأدبـــي أو الفلسفي، بل هي تجوز في الشعر و لا تجوز في النثر لأن الحـروف لا تنوب عن بعضها إلا في الشعر.
* الكلام لغة : مثلث حركة الكاف، فالكلام بالفتح : ما يقع به التفاهم والتخاطب .
و الكلام بالكسر : الجراحة باللسان .
والكلام بالضم : الأرض الصلبة التي لا تنبت شيئا، جاء في الأثـر"كلمني كلاما فأورثني كلاما فوقعت على الكلام" أي سقطت على أرض صلبة .
*الكلام عند النحاة : اجتمع فيه أربعة أمور و دون واحدة منها لا يعتبر كلاما و هي كالتالي :
1- أن يكون لفظا
2- أن يكون مركبا
3- أن يكون مفيدا
4- أن يكون على ما تواضع عليه العرب
*اللفظ اصطلاحا : ما يرمى من الفم، كمن يأكل ثمرة و يلفظ النواة ولذا سمي منطق الحرف لفظا لخروجه من الفم كما يلفظ النواة منه، و لفظ زيد النواة أي طرحها و رماها و لفظ : طرح و رمى و يقال : لفظت الرحى الدقيق أي رمته و طرحته، و عند النحاة : صوت يشتمل على بعض الحروف الهجائية التي تبدأ بالألف و تنتهي بالياء مثل : "خالـد" و "يمضي" و "نشيط" و كل منها لفظ باشتماله على بعض الحــروف الهجائية.على ما جاء في كتاب "التحفة السنية بشرح المقدمة الأجرومية" ص 8 كما يقول المؤلف : " ولا يعتبر كلاما في اصطلاح النحويين إلا إذا كان لفظا، فالكتابة و الإشارة ليست كلاما عندهم و يقر في كتابــه بأنها كلام عن اللغويين".
المركب : هو ما تألف من كلمتين فأكثر نحو : تعلم زيد و شبع عمرو.
المفيد : هو ما تم معناه دون نقص و لا خروج عن قاعدة النحو.
الشعر فلسفة العرب ....الدنيا مقبرة عابد و سجادة ظالم .
*موضوعا بالوضع العربي : ما اتفق عليه العرب رمزا تاما باتفاق موحد الدلالة على معنى من معاني اللفظ نحو : استشهد حمزة عم الرسول(ص) فاستشهد كلمة لفظت للدلالة على معنى و هو حصول الشهادة في الزمـــن الماضي، و حمزة اسم دال على الشخص الذي نال الشهادة، و يشتـــــرط عند النحاة ليكون كلاما أن يكون عربي اللفظ و الكلمة و إذا كان الكــــلام عند النحويين بأربعة شروط اللفظ و التركيب و الإفادة و الوضع العربــي
و عند اللغويين كل ما لفظ و كتب و أشير كلاما فانه عند أهل الفـــك و التمييز يتعلق بمعنى الجملة نحو: أكل زيد، أكل عند النحاة ليس كلامـا لأنه يذكر المأكول، و أكل زيد كذا و كذا كلام، و أكل زيد عند اللغويين كلاما، لأن كل ما لفظ، أو كتب، عربيا كان أو عجميا فهو كلام عنــــد اللغويين و الفك إذا عرف المأكول كلاما وإذا كان الأمر يتعلق بالمأكول و إن لم يعرف وجب ذكره، و اذا كان الأمر يتعلق بالأكل فهو كلام و لا يعتبر المأكول شرطا.
و معنى النص في الفك هو ما يبين لنا الكلام من كلام النحو. " إن هذان لساحران " إن في نظر القارئ العادي حرف نصب و توكيد و لذا على هذان أن تكون هاذين إلا أن المعنى هو أن، "إن" هنا ليست حرف نصب و لا نسخ و إنما تفيد الاعتراف نحو : "نعم هذان لساحران" و بهذا يكون كلاما .
الكلام بين الحوار و الخطاب
- الحوار كلام له محور : و هو إما مفاوضة أو جدال فالمفاوضــات غالبا ما تكون لنزع الخلافات و الوقوف على نظام يمنهج التعامل بين طرفين أو أكثر لمنع الفوضى .
- الجدال : جدال الشكوى نحو قوله تعالى "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكي إلى الله و الله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير" فجدال الشكوى يكون حوارا بشهادة الله عز وجل "والله سمع تحاوركما " وحدد أدبيات هذا النوع من الجدال بأن يكون الجدال بين المشتكــي و القاضي أو الحاكم أو الفاصل بين الحق و الباطل بحجج و دلائل، إذ أن الشكوى تكون في الأصل إلى الله. و هي خولة وما أدراك ما خولة، أمام خير خلق الله بل أمام حبيب الله عز و جل تجادله في زوجها غير أنهـا تشتكي إلى الله . و الجدال حوار بين الرسول (ص) و قوله، وبهذا يكون جدال الشكوى .
- جدال الحجة : كقوله عز وجل على لسان إبراهيم عليه السلام "ألم تـر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن أتاه الله الملك، و قال إبراهيم ربي الذي يحيي و يميت، قال أنا احيي و أميت، قال إبراهيم فان الله يأتي بالشمـس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذي كفر و الله لا يهدي القــوم الظالمين" . سورة البقرة
و على هذا الابتكار الدلالي و البيان البديعي تحدث محسنات و مجاز فــي الحوار حتى انه سمي هذا النوع في بلدان المغرب الأقصى بالنقاش و هو نقش على الهواء بسلاسة اللفظ و قوة الحجة، وليكون مثيرا بني علــى التشويق و الاستئناس كما فعل أبو الفتح بن جني حين طلب منه أبو علي أن يفتح مجلسه ببيت من الشعر فانشد:
خلت دون المزار فاليوم لو زر ت لحال النحول دون العناق
فاستحسنه أبو علي فقال لمن هذا البيت فانه غريب المعنى، فقال بن جني للذي يقول :
أزورهم و سواد الليل يشفع لي وانثني و بياض الصبح يغري بي فقال و الله هذا أحسن بديع لمن هما قال للذي يقول :
أمضى أرادته فصوله قد و استقرب الأقصى فتم له هنا
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا
مضر كموضع السيف في موضع الندى
فقال هذا أحسن و الله لقد أطلت يا أبا الفتح فأخبرنا من القائل : فقال هو الذي لا يزال الشيخ يستقله و يستقبح زيه و فعله و ما علينا قشور إذا استقام اللب . فقال ابو علي: أظنه المتنبي، قال : قال نعم.
- الفصاحة : من الظهور و الإفصاح و يقال: أفصح النهار أي أبان و أظهر، و فصح النهار أي بان و ظهر.
و يقال للإفصاح إعراب، و الإعراب عند النحويين هو نفسه الإفصاح فقيل فصاحة و إعراب للتمييز بين فصاحة النحاة و فصاحة البلاغيين لأن طريقة الإعراب بالضوابط القاعدية في النحو والفصاحة تعتمد على الكلم و مميزاتها أنها تبين معنى النص، و كلاهما مصب واحد فأمسك الإعراب بالحركات و ضبطها و الفصاحة بالكلمة و رونقها و إذا اختل الإعراب لا تجدي فصاحة البلغاء و إذا عدمت الفصاحة هلك معنى الإعراب. والفصاحة و الإعراب بيان وهو كما عرفه رسول الله (ص) " و إن من البيان لسحر و إن من الشعر لحكمة".
و قد قسمه الجاحظ إلى أربعة أقسام في كتابه الحيوان: لفظ، خط، عقد، إشارة .
- الغموض : و المجاز غموض بستر الحقيقة بالكناية و الاستعارة، و العرب تقول منيت الشيء أي سترته و هي بخلاف الاستعارة يجوز حملها على الحقيقة والمجاز ولا يلغى معناها المجازي معناها الحقيقي
- *السرد و الحكي : السرد، سلسلة أسلوب و توضيب .
و الحكي، حدث و رواية، ويمكنه أن يكون سردا و لا يمكن للســرد أن يكون حكيا و دلالة الحكي دون سرد في الشعر تتجلى في وحدة البيت.
أما الحكي السردي فهو ما يكون في وحدة البنية الشعرية. و السرد أسلـوب بحكيه وحدة مضمون و بفصله عن الحكي مثلا لا مضمون له. و مـنالمجاز ما جعل الفقهاء يختلفون في بعض التفاسير كما ذهب لشافعــي "رحمة الله عليه" إلى أن اللمس في قوله "هو مصافحة الجسد فأوجــب الوضوء إذا لمس الرجل المرأة فهو حقيقة في اللمس....".
و ذهب غيره أن المراد باللمس الجماع وقد كني عنه باللمس، و أن جواز حمل الكناية على الحقيقة و المجاز دون أن يختل المعنى يجعلها تختلـف عن غيرها من أقسام المجاز الذي لا يجوز حمله إلا على جانب المجــاز خاصة . و يرى بن سنان أن الكناية في موضعها و التكنية و الشرط مـن شروط البلاغة و هذا امرؤ القيس يقول :
فسرنا إلى الحسن و رق كلامنا و رضت فدلت صعبة أي ادلال
بما يدل أن العرب تكني الأشياء خروجا من الضيق إلى سعة في المعنى و تكنيه ما ذكره امرؤ القيس بالحسن بدل أن يقول صاحبة الحسن أوصاحب الحسن يريد بها، أن يجعلك تحس بأن المعنى بالغ في الحسن حتى و كأنه هو الحسن بعينيه و لا يمكن إحداث تواصل إلا بربط بين المتكلم والمخاطب إشارة كانت أو لفظا، لأن الفائدة محور التواصل غير أن الإشارة تقتصر على الاتفاقية التي تواضع عليها المتكلمون مما يجعل الأخرس فصيحا بما يملكه من علم الإشارة و من ضبط التواصل و أهمها لفظا هوالإفصاح عن النقطة و الحركة و الحرف ووضع كل مكانه .
- التنقيط : مثلا في قول امرؤ القيس
ألا رب خصم فيك ألوي رددته نصيح على تعذاله غير مؤمل
ديوان امرؤ القيس ص 47
تعاذله من عذل، يعذل أي لام، يلوم .
التعذال : اللوم
فإذا جردت النقطة من الذال تغير المعنى فأصبح تعدال من عدل، يعدل و هي من العدالة و قولك أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فأعوذبمعنى أحتمي، لكن إذا حذفت نقطة الذال من أعوذ فتقول أعود يتقلب المعنى إلى الرجوع بمعنى أعود : أرجع .
والنقطة في أذله: بمعنى أهانه ودون نقطة في أدله أي أرشده و كذلك في موز إذا سقطت النقطة من الزاي لم يعد لها معنى فتقرأ مور .
- الحركات : والحركات في أول الكلم تميز نحو: أحمد بفتح الهمزة،فعل مضارع بفعل و اسم معلوم إذا قصدت ذلك و أحمد بضم الهمزة فعل مبني للمجهول مضارع، و للتخفيف في آخر الكلم نحو: أحمد في فعل مضارع بضم الدال فإذا أضفت قبلها لن نحو : لن أحمد يستثقلها اللسان لكن المعنى لا يتغير فتقرأ بفتح الدال بدل رفعه نحو: لن أحمد، و إذا أضيفت لم و هي حرف نفي و جزم فتقرأ لم أحمد بضمها فيستثقلها اللسان ثم تقرأ بالسكون فيستحسنها نحو: لم أحمد و كذلك أحمد في الاسم تنصب بحرف نصب نحو: إن احمد فينصب الدال للتخفيف و ليس للتمييز لأن المعنى هو رفع الدال أو جره أو نصبه فلا يتصرف الحرف من رفع و جر و نصب لوجود أدوات النصب و الجر إلا للتخفيف باستثناء الممنوعة من الصرف، فهي للتمييز لا للتخفيف نحو: من فضائل، فضائل تقرأ بالفتحة لأن جرها يخدع السامع حتى أنه إذا سمعها بالكسرة يسمعها من فضائلي فيظن أن لها ياء المتكلم التي تفيد ملكيته للفضائل و لذا تقرأ من فضائل للتمييز بتواضع عربي . و به تكون الحركات في أوائل الكلم تمييزا وفي آخره تخفيفا إلا في الممنوع من الصرف، فهي للتمييز بين الجر و النصب، و للتخفيف عند الرفع، و ينصب لنصبه و يجر لجره إذا كان معرفا أو مضافا.
والحرف إيقاع يكمن سره في تموجاته التي يحدثها التنقيط و الحركات وهو تواصل ذهني . و لكل حرف دوره حيث لا ينوب بعضه عن بعضو أي خلل لفظي يعني خطأ في اللغة إلى حد الجريمة إذا كان الأمر يتعلق بالتاريخ أو مصير، حتى أن إشارة من اللغة تحدث تنافرا في الحروف ولا يدركها إلا ذو حس عربي أصيل . و لهذا يلزم النحو لصناعة اللغة، ونهتم باللغة من أجل النحو وبه يكون الاتصال النحوي باللغة مصدر النص.
و إذا صح النحو وكان خلله في سلاسة اللفظ فاعلم أن المضمون و الأسلوب متناقضان لأن المضمون غاية وسيلتها الأسلوب اللفظي وهو السبيل الأول إلى المعنى الإجمالي.
قيل نزل القرآن على سبعة أحرف، و المراد بسبعة أحرف، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كما جاء في مضمون كلامه أن المراد به سبع لغات، و إن كان الحرف لغة فله السلطة على النص بقوة اللفظ التي تكمن فيه، و لهذا لا نيابة لحرف على حرف و اللام و الباء مثلا في بالله و لله إذ أن بالله ما يتعلق بربوبيته و لله ما يتعلق بألوهيته وما يتعلق بألوهيته أبلغ مما يتعلق بربوبيته .
و علامات الرفع على العموم هي : الضمة و الواو- الألف و النون
الضمة و الفتحة – الكسرة و السكون .
- أصول لها فروع : فالضمة علامة للرفع في أربعة حالات :
في الاسم المفرد و جمع التكسير...جمع المؤنث السالم و الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء كألف الاثنين و لا واو الجماعة و لا ياء المخاطبة و لا نون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة و لا نون النسوة و اذا كان الأمر يتعلق بالمذكر السالم و الأسماء الخمسة فيكون الفرع بدل الأصل وهو الواو بدل الضمة في هذه الحالة يكون الواو علامة للرفع و يكون الألف علامة للرفع في تثنية الأسماء خاصة، و حرف النون علامة للرفع في الفعل المضارع عند اتصاله بضمير التثنية أو ضمير جمع أو ضمير المؤنثة المخاطبة . و أما الفتحة أصل و فروعها: الألف و الكسرة و الياء و حذف النون . فالفتحة للنصب في ثلاث حالات
- الاسم المفرد
- جمع التكسير
- الفعل المضارع إذا دخل عليه ناصب دون اتصاله بشيء .
والألف نصب للأسماء الخمسة نحو: رأيت أباك و أخاك .
و الكسرة نصب في جمع المؤنث السالم و الياء نصب في التثنية و الجمع، و حرف النون علامة للنصب في الأسماء الخمسة و تبوثها علامة رفعها .
و للخفض ثلاث علامات : الكسرة و الياء و الفتحة . فالكسرة أصل و الياء و الفتحة فرع .
فالكسرة هنا علامة خفض في ثلاث حالات :
- الاسم المفرد المتصرف
- جمع التكسير المتصرف
- جمع المؤنث السالم
و الياء خفض في ثلاث حالات :
- الأسماء الخمسة
- التثنية و الجمع
و الفتحة خفض في الاسم الذي لا يتصرف .
و للجزم علامتان : الأصل و هو السكون وحذفه، فأما السكون جزم في الفعل المضارع الصحيح الآخر و الحذف جزم في الفعل المضارع المعتل الآخر وفي الأفعال الخمسة التي رفعها بتبوث النون.
و بناء على هذا يبدو أن الحركات تستعين بالحروف والقاسم المشترك هو التواصل اللغوي بين المتكلم و المخاطب .
- المعربات : المعربات ما عربت بالحركات ومنها ما عربت بالحروف و هي : الاسم المفرد – جمع المؤنث السالم – جمع المذكر السالم – جمع التكسير – الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء –
الأسماء الخمسة
الأفعال الخمسة .
و المعربات بالحركات أربعة و هي : الاسم المفرد – جمع التكسير – جمع المؤنث السالم – الفعل المضارع الذي لم يتصل بآخره شيء. و كلها ترفع بالضمة و تنصب بالفتحة و تخفض بالكسرة و تجزم بالسكون إلا ثلاثة أشياء :
- جمع المؤنث السالم تنصب بالكسرة .
- الاسم الذي لا يتصرف بخفض الفتحة و الفعل المضارع المعتل الآخر و يجزم بحذف آخره .
و المعربات بالحروف أربعة و هي : التثنية، جمع المذكر السالم، الأسماء الخمسة وهي : أبو – أخو – حمو – فو – ذو . و لا تعرب الأسماء الخمسة بالحروف إلا بشروط و إلا عربت بالحركات .
و هذه الشروط منها ما يشترط في كل أسمائها و منها ما يشترط في بعضها.
فالمشترطة في كل أسمائها: أن تكون مفردة، و تكون نكرة، و مضافة و أن تكون إضافتها لغير ياء المتكلم. و أما الشروط التي اختص بها بعضها منها "فوك"لا تعرب إعراب الأسماء الخمسة و إذا أدخلت عليها حرف الميم و إلا عربت بالحركات الظاهرة نحو: هذا فم قوم فمك بالذكر.
ذو: لا تعرب بإعراب الأسماء الخمسة إلا بشرطين هما:
- أن تكون بمعنى صاحب
- ما يضاف إليه اسم جنس ظاهر عبر وضعه.
و كذلك الأفعال الخمسة تعرب بالحروف وهي: يفعلان – تفعلان
يفعلون – تفعلون – تفعلين وهي أفعال مضارعة مبدوءة بالياء عند التذكير و بالتاء عند التأنيث و الياء و التاء في بداية الأفعال الخمسة عامة إلا في تفعلين فقد بدأت بالتاء لأنها مؤنثة، ولأن تذكيرها ليس من الأفعال الخمسة .
و لهذه المعربات عوامل تتحكم فيها منها ما يخص الأسماء ومنها ما يخص الأفعال، و ما يخصهما معا .
- حروف الخفض هي : من – إلى – عن – على – في – رب - الباء – الكاف – اللام – و حروف القسم وهي : الواو – الباء – التاء و ما يرفع الاسم و تنصب الخبر و هي : كان – أمسى – أصبح – أضحى – ظل – بات – صار – ليس – مازال – ماانفك – ما فتئ- ما برح – ما دام مثلا : ليس أحمد نائما – كان زيد شريفا .
و عوامل تنصب الاسم وترفع الخبر وهي : إن، أن، لكن، ليث، لعل نحو : لعل الباب يعود . و أخرى تنصبهما معا على أنهما مفعولان لها وهي : ظننت، حسبت، خلت، زعمت، رأيت، علمت، سمعت نحو: خلت الليل نهارا – ظننت الحمار أسدا و اعتقد أن الشاعر محمد كوبري بكل انفعالاته الحسية و شعوره الذهني حول قضية الحب و منهجية العشق و هو يتفنن في القضية دون أن يلزم نفسه علوم الآداب و مقاييس اللغة و التراتبية المتسايرة مع الحركة و الحرف دون اللجوء إلى فوضى و تسيب الكلمة الشعرية كما سماها شاعرنا محمد اللغافي فوضى الشعر.
و تفنن الشاعر في استعمال الحرف و توضيبه يبدو في طرح التساؤل هل هو خلاف جادت به طبيعته أم تجديد في الأسلوب .
فإذا كان كذلك فلا يمكنه أن يكون إلا فنا متناسقا في إيقاعه و لو على حساب مضمونه، و لغة يتواصل بها مع ذاته خلف الارتباط النفسي قبل الإدراك العقلي و بهذا يتميز علم الشعر عن فنه، إذ أن العلم فيه يسبق الإدراك العقلي نفسية الحس الذهني و به يكون الاعتقاد و أصلا بالعقلليتمنطق الحس الذهني حتى يتقيد الحرف بالمضمون ولا يمكنه الخروج عنه إذ أن المضمون هو العازف على وتر الحرف و يفرض إيقاعا معينا لا حياد له عن المضمون .
أما الفن في الشعر و هو الحس الذهني بغياب العقل و استحضاره عند تراتبية الحروف فيتحرر الإيقاع دون أي صلة بمضمونه لأنه الأصل و المضمون ثانويا في خدمة الشطحات إلى حد الارتقاء اللفظي في منتهى الأنشودة و القصيدة، إلا أن الشاعر محمد كوبري وضاح في لفظه، فنان في صناعته لذا تجد شعره واقعا فكريا على حالة مزدوجة بتجربته المرونقة عند الوحدة العضوية للقصيدة ومهما يكن فهي حالة نفسية و مؤثرات تنطوي على الشكل البنيوي و الايقاع الصوتي ليتم العزف في صورة متناغمة كما جاء في قصيدته "شمس الهوى"
أشرقت شمس الهوى
أشرقت شمس الهوى فيك منك
و انجلى ليل الدجى من سناك
و ارتدى من حسنك البدر حسنا
و اجتدى الريم البها من بهاك
فالحرف هو السياق التمهيدي لموسيقى الحرف بداية بالهمزة و هي من الحلق بعلوه دون التوغل في الحنجرة باتصاله بحرف السين الدالة على الشتات كالشجرة، الشظايا، الشجاع، الشروق .
و الراء و هو الرابط بين القلبين لينسل من الشين و الراء اللذين يخرجان من الفك العلوي للفم ليعود إلى الحلق ثانية بحرف القاف.
ز اتصال حروف الحلق ببعضها انتقال، و لذا فرق الشاعر بينها بحروف الفك، و هو إيقاع بالتاء التي حددت مدى قلقلة القاف و المقصود بها حاجته الفاعلة للإشراق و أشرقت فعل ماض و الماضي مخاض سابق لولادة شمس من ثلاثة أحرف .
- الشين شتات يتفرع من الشعاع، و الشروق من شرق و الانتهاء في غسق، و الميم بملتقى الشفتين، و هو دال على المنبع...و أنت تسمع إلى عين ينبع منها الماء تسمع حرف الميم من منبع .
- السين حدة في الكلام و دخول نفسي يقتحم كل الأمكنة كالسر و السرور و السهم في الجسد و بعد هي شتاتا يلثم الشعاع لينطلق من المصدر الشمسي نحو العالم، و هكذا هي الشمس كما هي الحروف المركبة بألم الحب، و الألف و اللام يعرفان انكسار القلب برقة الهاء والألف المكسورة في الهوى وفيك منك توضيح يؤكد مدى باطنية الإسكان و التوغل النفسي بتسلل المعشوق إلى أعماقه حيث أن الفاء دلالة و الياء للنداء متى انفردت و للملكية و المتكلم متى أضيفت، وتداخلها دخول بحرف التاء و الإسكان في الذات بها حيث هي الدالة على الحب و المدلولة بالعشق و الميم مصدرها. و النون إثبات تلك العلاقة بالتصاق اللسان مع الفك الأفقي، و يبقى الكاف للمخاطب و قدم في الصدر الأول فيك على منك لأنه انعكاس الرغبة الداخلة في ما هو خارج عن الذات بإرادة الحب والتشوق إليه لتكون منك في الرد المتبادل في الشعور و الإحساس، و يبين هذا في ذكره للبدر في الصدر من البيت الثاني إذ حسن البدر و لا استمد منها و كأنه أراد أن يقول أن الإشراق الذي اقتحمك من المحيط الذي تعيشه هو نفسه يشرق منك و المرء ابن بيئته على أن الشاعر يقصد الجانب الروحي و هذا من الباب الأول.
أما من الناحية الثانية فمثل قوة الشمس و حرارتها و قيل صاحبة القمر بدرا كان أو هلالا إلى الشمس، و لهذا الضعف قوة في الصورة و ضعف في البيان البلاغي و لهذا يلزم الحرف الإيقاع من حيث النبر والكم و المتجليات بين المدة الصوتية و التصاق اللسان على اللهاة و