شهوة الضو: للزجال الكبير ادريس أمغار المسناوي

ورقة علي مفتاح حول قصيدة شهوة الضو

شهوة الضو
ميتافيزيقيا الصورة ، تتناسل الكلمات فيما بينها ، و على المتلقي مداعبة المعنى كي يتلمس تلك الشهوة التي تنبعث كالضوء ما بين الأسطر المشاكسة حينا و الصادمة حينا آخر ، نبش في الذات المفكرة ،استقراء مفاهيمي لكن بصيغة شعرية للذاكرة في علاقتها بكينونتها و وجودها المطلق و النسبي العابر ،الزمان يتخلص في تملص بديع من بعده الكرونولوجي ،تتداخل لحظاته و كأنه خط
مستقيم .
هذ اللحظه الفالتَه من عمر الزمان
يقول رولان بارت في مستهل كتابه متعة النص و هي عبارة لكاتبها هوبس : " ان الخوف هو هاجسي و شغفي الوحيد في الحياة "
فمتعة النص هنا في شهوة الضو في علاقته بالآخر |المتلقي هي علاقة تجاذب و قلق قد يصل احيانا الى مستويات الخوف ،أي الخوف من عدم تمكنه من ملامسة المعنى و مسايرة تمظهرات اللغة|الصورة ، و كل ما تطرحه من أسئلة و تصورات للانا الشاعرة ،حول مفهوم الزمن و الوجود و كذا من خلال طرحه الفلسفي للثنائيات المتضادة :الشهوة |الحرمان ،الضوء| الظلام ، الموت |الحياة
اذن فاننا هنا امام قلقين متباينين : قلق الانا او الذات الشاعرة ،ثم قلق المتلقي في علاقته بالاسئلة و الاشكالات التي يطرحها الأنا و مدى قدرة المتلقي على مسايرة اللغة شعرـ فلسفية .اذن فاللغة الشعرية في النص الذي بين ايدينا لغة قلقة و مقلقة ،خائفة و مخيفة ،
و تيمة القلق و الخوف هنا هو ما أعطى للنص قيمته لا اقول الشعرية فقط و انما الفلسفية و الفكرية كذلك .
بين الحياة والموت تايطوالوا رجلين خوفنا
لقد كان الشاعر هنا يبحث من خلال قصيدة شهوة الضو عن شهوة الكتابة التي لا يمكن ان تتحقق الا بمداعبة اللغة ،ملامسة الافكار
ثم تطويعهما معا كي تتحقق شهوة الكتابة .لقد تحايل الشاعر من خلال مرجعيته الفلسفية و الفكرية و يمكن ان نضيف الى ذلك المرجعية الصوفية ،على اللغة كي يحقق رغبته و شهوته النرجسية في الكتابة ،و هي رغبة ملحة لكل ذات مفكرة .
اولا من خلال العنوان: شهوة الضو
هذ اللحظه الطالع منها شهْوات
نعرَّس له بشهوتي
ثم تأتي صرخته من خلال كلمة "طلقوني" التي تفيد ضمنا وثوقه نحو الإنعتاق و التحرر ،فطلقوني تفيد الأسر و القيد الذي يحول بينه و بين ملامسة الحلم الذي و كما يقول فرويد يكون باللغة الام وبأفكار تمليها التركبة النفسية و الفكرية للذات الحالمة .
طلقوني نرجع لْ غدا نلحق بطير الحلمات
فالدافع الاول نحو دعوته لاطلاق سراحه "طلقوني " يكمن في جاهزية اللغة لديه و التي لا يملك شيئا آخر سواها "اللغة لمعني بها ف كبدتي خمرت "
بالاضافة الى "الثقة لمدصراني"
الثقَه لمدصراني ف خطوتي شعلت
و هنا تكمن نرجسية الأنا لكنها نرجسية غير مكتملة|قلقة من خلال الاسئلة التي تطرح ،و مُقلقة للمتلقي الذي يحاول اولا مسايرة اللغة|الصورة ثم إيجاد اجوبة لتلك الاسئلة ، و عبر تلك العلاقة التفاعلية بين الأنا الشاعرة الفاعلة و الآخر المتلقي المنفعل و المتفاعل تكمن شهوة الكتابة .
فمفهوم الزمان عند الشاعر يتخذ أشكالا متعددة و مختلفة ، بل أكثر من هذا فانه من خلال طرحه لهذا التساؤل حول دوران الزمان
و من بمقدوره القيام بذلك؟ :
شكون يدوَّر الزمان فالجهَه اللي بغينا نطلُّوا على اهدافنا ؟
شكون يدوَّر المغزل ف يد الشمس تعاود غزيل اوصافنا ؟
تساؤل فلسفي يحمل في طياته ميل الانا الشاعرة نحو اعادة صياغة هذا الزمان وفق تصورها الفكري و الوجداني ،انه تساؤل اقرب الى التمني نحو معانقة "اهدافنا" و اعادة تكوين ل "اوصافنا" .
ادريس امغار المسناوي ، زجالنا المقتدر ،مدرسة تملي علينا نحن تلامذتها أبجديات الكتابة الزجلية ،لكن بشهوة ممنهجة شعرا و فكرا و رؤى .صرح زجلي شامخ ، بحر امتزجت امواجه الشعرية بشاطئه الفلسفي ، و القادم للسباحة يجب ان يثقن فن العوم و الابحار
و في رأيي المتواضع جدا ، يمكن اعتبار هذا النص الشعري صدمة حداثة زجلية ، نموذج للقصيدة المنفتحة على أكثر من قراءة .
و الشكر كل الشكر لمدينة تيفلت الام التي سكبت في فم رضيعها المسناوي شهوة الكتابة .
شكر خاص لاخي سي احميدة بلبالي
تحياتي

مكنني الصديق الشاعر ادريس أمغار المسناوي من هذا الرد وهو تحية لكل مبدعي الجامعة وهي التالية:


أنا عاد غنقول باسم الله ف لكتابه. قبل ما تعطوني لمداد اعطوني الضو.

* * *

تفقَّسني الشمس : جوج كلمات ونبدا الَكْتابه .
نكـون ود : جوج حلمات ونبلغ سن الرشد .

* * *
النجمَه تاتموت باش تعطي الضو
الشمعه تاتعطي الضو باش تموت
والإنسان ؟
تايموت باش يعطي الضو ؟
و لاّ تايعطي الضو باش يموت ؟

* * *
أخرج من صمتي لأمارس صمتا من نوع آخر ، بعيدا .. قريبا من حضرة المبدعين الأوفياء والمنصفين للزجل.
هو الأستاذ احميدة بلبالي من فعلها وبتواطؤ مع الشاعر الرقيق عبد الحميد شوقي الذي نتقاسم معه "شهيوات الضو" في جلسات حميمية ينعشها غالبا الناقد الدكتور محمد رمصيص. يحضرها ثلة من المبدعين المتميزين والناشطين في الساحة الإبداعية الوطنية والعربية.
لم أخف يوما من أنني أستمد منهم جميعا الدفء والمحبة والطاقه للقراءة والكتابة، أذكر من بينهم على الخصوص الزجالين (على أمل أن أستحضر أسماء المبدعين الآخرين في مناسبات قريبة ). يحضرني شموخ إدريس الزاوي، الخدوم المخلص للزجل والناكر لذاته، هذا الإنسان الذي فتح عيون مدينة تيفلت على الزجل لتكون مزجالة بكل المقاييس؛ ويحضرني تحدي العياشي ميلودي الإنسان الطيب الودود ؛ ويحضرني التألق الملفت والمدهش لكل من أحمد بنزها ورضوان حجاج وإدريس فكري... هؤلاء وآخرون من قصاصين وشعراء عرفوا جميعهم كيف يفجرون صمتي إلى مداد كنت أختزنه ( فقط) إلى حين أن يختمر .
لكن، ها أنا أقرر ودون سابق إنذار انطلاقا من هذه النقطة الضوئية أن أبادر لمعانقة كل أسماء الذين تفاعلوا مع نصي الزجلي "شهوة الضو" بكلمة أمغارية أجدد من خلالها اعتزازي بهم وإعجابي بكل ما ينشرون.
أقول لكم : أتتبع خطواتكم بقلب عاشق وعين فاحصة متفحصة وبتقدير كبير ، وأنا أتعلم... أتعلم منكم سحر وصدق الكلمة. لذا ألتمس فضلكم الإبداعي أيها الآتون من أعماقي وانتم تسمون بالزجل إلى ما هو أجمل. كما ألتمس منكم بكل صدقي الطفولي " تخلوني نزيد نتعلم منكم ". لا تطالبونني بما هو فوق طاقتي. أنا لا أغني عنكم من الزجل شيئا.
ما اعطيت والو للزجل.. وما اعطيت والو لهذ لبلاد.

أتمنى أن أكون ذات شمس جديرا بزجال وبكل ما يحمله هذا اللقب من معنى راقي.
أنا المتعطش للمعرفة ، أحتاج لشموس أخرى من القراءات المتعددة والمتجددة لأحظى بمقام زجال قبل أن أصل لمقام الشيوخ .
ليتني أنال ، " ف حياتكم " وفي عز تألقكم ، مقام الرضا : رضاكم .
الشكر الموفور من قلب يغمره الحبور لكل الأحباء ....

شكرا للجميلين أبو الصفاء ومحمد العناز ، شكرا للمبدعين نورالدين بوصباع والدكتور عبدالسلام دخان دون أن أنسى اسما يفرض علي كل التبجيل، هو الأستاذ علي مفتاح .

أما عن (ما جمّع الشامي على المغربي ). حرت والله حرت! بأي لغة يتوجَّب علي أن أقدم شكري لهذا الدمشقي المبدع والإنسان ؟.
لن تكون إلا جميلا رائعا يا شاهر الخضرة ويا خضرة الشاهر!.
هكذا تراك روحي في مرآتها. يا من يعلمني المعنى الراقي للكرم .

شكرا خاص للصديقين القاص الوديع حسن البقالي وللزجالة والإعلامية نهاد بنعقيدا .

أما أنت يا صديقي وعزيزي احميدة بلبالي، لقد أعلنت لك في أكثر من مناسبة عن عشقي لأزجالك اليانعة. لا يمكن إلا أن تكون سعيدا وأنت تقدم خدماتك النبيلة لهذا الجنس الأدبي الذي تجمعنا به نفس الهموم والتطلعات. أتمنى أن أكون في الموعد عند مطلع ديوانك الثالث لأؤكد لك مدى عشقي لإبداعاتك بشهادة سأسعى جاهدا أن تكون هي الأخرى إبداعية.
فخور بما تقدمه أيها الصديق الحامد البلبالي. أعتز بك، ومن حقي أن أتباهى بما تحققه من خدمة إشعاعية للإبداع الإنساني عامة وللزجل المغربي خاصة.
طموحك وثقتك في نفسك يزيدان في إسرارك للمضي قدما نحوى الأسمى... لن يكون إلا ذلك. تقدم ...

طوبى لنا جميعا بمدينة تيفلت المزجالة كما سمتها الدكتورة لطيفة الأزرق والدكتورة نعيمة الواجدي وآخرون.

أغتنم الفرصة لأحيي من كل قلبي أهل الدار، أقصد جامعة المبدعين المغاربة على هذا المشروع الإبداعي...

* * *

إدريس أمغار مسناوي
تيفلت : 12 / 01 / 2010 م

الصديق
محمد الزتوني
في جعبة الزجال الكبير ما يستحق الإطلاع . والنص عميق جدا آمل أن نتمكن من سبر أغواره.
مودتي

ادريس المسناوي رقم زجلي مهم في الحقل الثقافي ويستحق أن نقف عنده.
شكرا على مرورك على النص آمل أن يكون أمتعك.
مودتي

تعلم أخي
نجيب
محظوظ من يعانق ويرافق هامة كهامة ابا ادريس.
بركان إبداعي، تواضع الكبار حين تجالسه. محترف للقلق الإبداعي، ملتهم الكتب ومستمع لدبيب النمل في كل الأمسيات وداعم لكل الأصوات الزجلية هكذا خبرت الرجل وآمل أن نفيه حقه في جامعتنا.
مودتي أيها الغالي.

المبدع
العلوي حسن
الغرض من تقديم النص هو الوقوف على ما آل إليه الزجل ولكن هذا لا يعني أنه يجب أن نكتب منذ البداية مثله فهو نتيجة مسار طويل للمبدع.
مودتي

المبدعة الجميلة
البتول العلوي
تحيتك للمبدعين ادريس المسناوي وعبد الرحيم أبو صفاء واصلة
وأنا "غ نبدل السمية وخلاص" ههههه
مودتي

الصديق العزيز
بنعيسى الحاجي
اشتقت لسماع صوتك وعتاباتك الجميلة.
سأفشي لك سرا جميلا وهو أن السي ادريس المسناوي يعتبر نفسه طفلا يريد أن يتعلم وغير ما مرة يزودنا بنصوصه ويطلب منا أن ندله على السلبيات ويتقبل الملاحظات حتى من مبتدئين في الكتابة.
مؤمن بالطاقات الواعدة ويعتريه فرح طفولي كلما عثر على نص أو تجربة ترسم طريقها في الزجل.
ولهذا أقترحت هذا النص. تقديرا له ودعوة للإطلاع على تجربته.
مودتي

الشاعرة البهية والرشيقة
رشيدة فقري
يكفيني منك هذا التقدير ويكفيني تجاوب المبدعين وتطوير التعليقات التي تصاحب الإبداعات في جامعتنا.
مسؤولية كل المبدعين هو جعل هذا الموقع متميزا بمساحات الحوار والتعليق الحر والبعيد عن المجاملة. جعله مدرسة للتكوين وليس فضاء استعراض ومعرض الكتابات. وهذه الرغبة معبر عليها في هذا الموقع الجميل. يكفي أن يباشر كل منا مسؤوليته هذه.
انا ناقل تجارب وأفكار نتداولها في لمة جميلة بمدينة تيفلت الصغيرة في حجمها والكبيرة بمبدعيها، في كل ألوان الإبداع.
كلماتك في حق الزجال الكبير ادريس أمغار المسناوي تركت فيه أثرا طيبا عندما أطلعته عليها. واعتبري نفسك ابنته " على حسابي" .
الدرس الذي علمني حين تعرفت عليه هو البساطة والطموح والقلق الدائم في الإبداع. وأن أي نص هو ناقص بطبيعته. فالنص المثالي لم نكتبه ولن نكتبه أبدا، إن كنا مبدعين حقيقيين مسؤولين .
بهذه الروح الطفولية سنتقدم.
مودتي وشكري لك بدعوتك التي كانت سببا لدخولي الجامعة والتعرف على مبدعين جميلين وعلى رأسهم سي محمد اللغافي الذي يذكرني بعدنان ياسين وملتقى أبي الجعد.

الصديق المبدع
علي مفتاح
غوص جميل هذا الذي قدمته في شأن القصيدة وهو غوص استكشافي أكيد لأن النص كما خلصت إليه:
"صرح زجلي شامخ ، بحر امتزجت امواجه الشعرية بشاطئه الفلسفي ، و القادم للسباحة يجب ان يتقن فن العوم و الابحار"
وعليه أرتأيت أن يصاحب غوصك هذا النص وقراءة الصديق عبد الرحيم أبو صفاء ونقلته إلى الصفحة الرئيسية.
مساهمتك صديقي في الرفع من صرح جامعة الزجالين المغاربة تلزمك أ، لا تغب علينا فنحن في حاجة لطاقة للتقدم أماما.
شكرا وإلى تدخل آخر.

المبدع الوديع
نور الدين بوصبع
عرفتك قاصا جميلا وشاعرا رقيقا وأحببت فيك الناقد الرصين وكم مرة قلت لا بد أن تكون وصنوك محمد رمصيص ضوءا ينير الطريق للمبدعين في مدينتي.
ادريس امغار المسناوي، حجر نفيس، لنا حظ مرافقته ورقم قياسي في الإبداع يجعلنا نكد لمحاولة الإلتحاق به.
وانت خير جليس في تلك الدارة الجميلة تدري أن بلوغ مراتب في الإبداع لا يتأتى إلا بالجدال والنقاش وعدم المجاملة فكن ذلك "المهماز" الذي يحفز على المزيد ولا تهادن.
مودتي
هذا الرابط يحيل على الدراسة القيمة التي كتبها الناقد نور الين بوصبع في ديوان " ا ل جسد" للشاعر ادريس امغار المسناوي
https://j-m-m.yoo7.com/montada-f39/topic-t1979.htm

الأخت المبدعة
البتول العلوي
أن يفتح الإنسان جهز الكومبيوتر وتستقبله ألوان ورود زاهية وعطر فواح مشفوعة بمودة ومحبة لعمري أجمل هدية هذا يومه.
شكرا على لطفك ووداعة وطيبة روحك.