يذكرني المطر بطفولتي التعيسة حيث كنا نسكن بيتا قديما في احدى القرى
التائهة النائيةالصغيرة وكات عمري لا يتجاوز السبعة اعوام اذكر انني كنت
اصحو على صوت حبات المطر ترتطم بالبيت واصوات المزاريب وهي تشخر المياه
رلا انسى وعاء الالمنيوم الذي كان ملاصقا حيث انام على فرشة رقيقة تسمى
الجنبية موضوعة على الحصير . كانت حبات المطر تتساقط طوال الليل في هذا
الاناء فتحدث صوتا حزينا كحزن ابي وامي كنت اسهر ساعات طوال على وقع هذا
الصوت . هذا الصوت كان بحجم طفولتي واحلامه لا تتجاوز احلامي فكان يحلم
بان يشتري دراجة هوائية كالتي يسوقها ابن الجيران او كرة قدم العب بها مع
الاولاد وهكذاحتى استسلم للنوم من جديد حتى اصحو على صوت امي وهي توقظني
للذهاب الى المدرسة وتستمر الحياة وتستمر الاحلام.
