رائحة الموت
أشلاء هنا وهناك.
أصوات أنين و دماء خضبت الثرى .
فتسابقت الغربان الجائعة لتشارك الموت اُحتفاله .
يوم اُستفاق من سباته العميق متعطشا لرائحة الإزهاق .
فأخذ يرقب الأبدان والأرواح المفعمة بالحياة . كشر عن أنيابه الحادة .
في غفلة من فريسته. كانت وجبة دسمة سال لها لعابه ,عندما الُتقطت عينيه الحادتين جثة مثقلة بالحياة, جثة رجل سمين يسوق سيارة صغيرة تئن تحت سمنته.
كان أنينها سببا إضافيا لهرولته في اُتجاه السائق.
من سوء حظ هذا الأخير أنه كان يسير في طريق وعرة تحيطها حافة شديدة الانحدار.
كان يسوقها وهو هائم في بحر لجي من هموم الحياة .وكان بين الفينة والأخرى يشعر بقوة غريبة تنتزع يديه من المقود. فيعيدها مكانها .
اُستمرت المقاومة لمدة طويلة حتى دب في أوصاله الرعب والإجهاد. فكان يقول :
" رباه ألهمني الصبر لأتحمل هته المحنة". أصبح يتصبب عرقا واُستحضرت مخيلته في تلك اللحظة سنين الغفلة التي مرت بها حياته مر الغمام وتذكر بمرارة كيف فاته أن يغنم منها لغده.وعقد مقارنة بينها وبين لحظة الهلع هته التي يمر بها الآن وكيف أنها تمشي متثاقلة ترقص على أعصابه على نغمات روح عليل منازع.
لاحظ الموت أنه أمام خصم صعب المراس. لكنه أحب أسلوبه في التمسك بالحياة.
فعلى الرغم من أن الحبين متعارضين"حب الموت لإزهاق روح السائق وحب السائق للحياة" إلا أن الموت أحب أن يساير غريمه تماما كما يفعل القط مع الفأر.
حتى تنهار منه آخر وسيلة للمقاومة فيستسلم.كان الموت يحاول,والسائق يقاوم .
محاولة مقابل مقاومة...حتى أصبح الأمر وسيلة لعرض العضلات بين خصمين غير متكافئين.
كان البقاء للأقوى بالطبع
حيث تمكن الموت من اُنتزاع الأصابع من المقود ولف حبل الموت حول رقبة السائق .
وعندما علقت الشاحنة في الفضاء اُستعدادا للنزول في تلك الهوة السحيقة
أصبح السائق معلقا في سقفها وهو يشهد صعودا بروحه إلى السماء .
ربما ساعتها طفقت أعضائه تسأل النجاة من قضاء الغياب.
عزيزتي الفلس بإمكانك الآن أن تراجعي نصك وهو معدل بهذه الكيفية لتستوعبي جيدا مواطن الخلل التي أصابت كلماتك ..وعباراتك .فمثلا كلمة الإزهاق أشد تنسيقا من كلمة الفراق كم جاء في عبارتك
يوم اُستفاق من سباته العميق متعطشا لرائحة الفراق
كما أن كلمتي( سل. وغمد )فقط لهما علاقة مع كيفية تناول السيف من غلافه.لأن الأسنان لاتسل من غمدها .الأسنان تكشر من بين شفتيها.لهذا اضطررت لحدف العبارة .
بالإضافة الى أنني قمت بتعديل عبارة للموت عيون حادة ،بعينين حادتين ،فربما قد يكون للموت عينين اثنين فقط مثلنا .
أما في لحظات الإحتضار أو وقوعنا في مصيبة مثل هته، لايمكن للمرء أن يتذكر لحظات السعادة ، بل فقط يتذكر ماإنتابه من اسفهاميات هلع ..لعبوره الى الضفة الاخرى .عكس ماجاء في عبارتك
واُستحضرت مخيلته في تلك اللحظة لحظات السعادة التي مرت بحياته مر السحاب وتذكر بمرارة كيف فاته أن يسعد بها.
ثم أن الموت يلف حبل الموت وليس حبل الحياة حول رقابنا
___وأخيرا كان يجب أن تختمي القصة بهذه الكيفية __ربما ساعتها طفقت أعضائه تسأل النجاة من قضاء الغياب.فهي أبلغ ,وأضق دلالة من العبارة التي استعملتها.
والى هنا اتمنى منك أن تنتبهي لنصوصك في المرات القادمة وأن تتوفر لديك القناعة التامة على أنك وبالرغم من هذه المطبات التي ضبطت في نصك الا انك مبدعة قديرة فقط تنقصك القليل من التجربة والتمرين على محاورة كلما ت وعبارات نصوصك نقديا ،لانك اذا سلكت هذا النهج بين محاورة نصوصك نقديا اعلمي أنك ستسلكين الطريق الصحيح للتغلب على مثل هاذه الهنات ,وأنك ستنتصرين للأجود في ابداعاتك القادمة .
تقديري واحترامي