وأخيرا سلمتنا إدارة الجامعة شواهد الإجازة ،بعدما بذل كل طالب ما في وسعه،بل أكثرطيلة أربع سنوات من الغربة والمعاناة.تجمعنا أمام المدرج طلبة وطالبات،أي شعور هذا الذي ينتابنا؟كأننا لم نكن نعلم أن هذاالموقف سيقع في يوم ما.أحقا أن كل واحد منا سينحو منحى قد لا يلتقي فيه مع زميله بعد هذه اللقاءات التي كانت تتجدد يوميا؟حاولنا الانتصار على هذا الشعور الغريب فقال بعضنا لبعض:أملنا أن نلتقي غدا في الجنة إن شاء الله.
كنا نعلم مسبقا أن شهادة الإجازة ما هي إلاوصل رسمي للانخراط في طابور العاطلين عن العمل ،من أجل ذلك تواصينا بالصمود والتحدي،وعدم الاستسلام لليأس والرذيلة.
كنت أعبر هذا الشارع بين الفينة والأخرى،والحقيقةأنه ليس شارعا بالمعنى الدقيق للكلمة،أما وصفه بأنه للحب فتلك قصة أخرى،وهذا الاسم إنما أطلقه عليه بعض الفضلاء الذين لاحظوا ما يجري فيه ،فكتبوا ذلك بخط ردئ وبلون أحمر:"شارع الحب"
كان هذا الشارع معبرا للساقطين والساقطات،وغالبا ما يكون مرتعا لهؤلاء من أجل تبادل القبلات بل قد يمارس ما هو أفظع في حواشيه المغروسة أشجارا،ولعل هذا الشارع أخذ اسمه من هذه السلوكات المنحرفة واللاأخلاقية.
لم أصدق في البداية أنها هي،كانت طالبة مجدة لاهم لها سوى العلم والمعرفة،تعمدت الاقتراب منها وهي في أحضان هذا الشاب،وكم كانت صدمتي شديدة عندما تأكدت أنها هي،هي لاغير.يالها من نهاية مأساوية لطالبة كانت تحلم أن تساهم في نهضة وطنها ورقيه،ولكن الواقع الذي صدمها أفقدها وعيها فلم تجد بدا من هذا التحطم المدوي على جدران شارع الحب.