رشيد الخديري شاعرنائب أمينة الصندوق للجمعية
عدد الرسائل : 193 تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| | الخطايا والمرآة : القلم المعمد بالألم | |
الشاعرة والصحفية اللبنانية تكتب في " الخطايا والمرآة"[center] http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=307798الحوار المتمدن الخطايا والمرآة: القلم المعمّد بالالم كامي بزيع
حس رهيف وثقافة عالية هي مايميز الشاعر رشيد الخديري في ديوانه "الخطايا والمرآة"، حيث تختزن القصيدة عنده اماكن الطفولة والوجع فيبدأ الديوان بقصيدة "تيموليلت"، وهي قرية صغيرة تقع نواحي بني ملال المغربية، وهي لفظة امازيغية تعني البياض، ففي هذه القرية الصغير يتحول المكان الى زمان يختصر الليل والحب فيقول:
في هذه الليلة الخرساء، أتذكر المرأة التي من أجلها ولدت وأسأل نفسي كي أتقدم في خطوي هل أنا أنتمي إليها؟ وتحتضر هذه القرية الجميلة في كل الاماكن الجميلة الاخرى التي يطاها الشاعر. لكن وجوده وولادته مرتبط بالمرأة التي يحب، التي من اجلها جاء الى الحياة، وهي مثله مثقفة ، ففي قصيدة "عطب ما ، في مكان ما" يقول:
تقرأ فصلاً من أشعار رامبو، وتخط بأصابع باردة رسائل الورد ، هي الآن تقرأُ مقالًا عن الأعطاب الجنسية: - عطب في الرأس - عطب في المخيلة -عطب ما ، في مكان ما تحوز المراة على مساحة كبيرة في قصيدته، ويصف اهتماماتها ومشاغلها، لتشكل عنده شريكا حقيقيا في الابداع والعيش، ومصدرا للسعادة والشقاء. فتحضر في ماوراء الكلمة احيانا وماوراء الفكرة في اكثر الاحيان. وتتكثف الفكرة لديه لتصبح ومضة او مشهد خاطف فهو يقول في قصيدة "بحيرة الدمع":
هابيل وقابيل يشربان من بحيرة الدمع ويخطان في الأفق: سيرة الإنسان حيث الانسان محكوم بالالم منذ تلك اللحظة الاولى التي سطرت خطيئته الوجود. ويستمر وميض قصيدته فيقول تحت عنوان "طباق":
أحيانا- يبدو الوطنْ مرادفا للشجنْ وكما استعان بهابيل وقابيل، فها هو ايضا يستعين بكرشنا ورادا، حيث يتتبع خطواتهما ومن خلالهما يجد نفسه وحبيبته فيقول:
مشيا كانهما قبس من حب، تآلفا وتهامسا، وحده الغيم يروض شهوة تجمح، وأنت أيها الوقت كم يحلو لك، هذا الشرر في عيون عاشقة توجها الورد وتعود الحبيبة لتكون هي الوطن التي تربطه بالمكان والزمان اي بالعصر فيقول في قصيدة "الامثولة":
.. ..... من أجل عينيك الشهلاوين من أجل هذا السر المكنون بين أهدابك من أجل أمثولة تنكتبُ حلمًا في دفتر أيامي من أجل وطن تشردت بين أحضانه من أجل الفرح المؤجل في عيون الفقراء من أجلك" نجاة" أعلن انتمائي لعصر الإنسانْ ولان الشاعر يحتفظ بالبراءة برغم مرور الزمن فهو يقول في قصيدة "محمد علي الرباوي": يكرزُ بالحلم هذا الشاعرُ / الطفل ويأوي إلى أقرب سروة تنبت في الظل ولا يجد الشاعر قوته الا في الشمس، حيث لا يهزمه الا الالم الذ ي يطلب اليه في قصيدة "الخطايا والمرآة": مر خفيفا، لا ثقل الخطايا ولا غموض المرايا هذا زمن الأفول- زمن التوجس فلترحمني يا إله ويعود الى الاسطورة الى "هيباتيا" النبية الشهيدة، التي كانت جريمتها الوحيدة انها احترفت العلم والفلسفة، فهو يقول في قصيدة "في النيل لا تموت هيباتيا": .....وأمشي مصغيا إلى دفق النيل في دمي، ..................... ..................... لاتخف، ففي النيل ،لاتموت هيباتيا لعل في الطريق ممرا سريا يربطني بأسرار الأبد ( مؤكد أن الحياة دوائر من ألم) هكذا تمسرحني ذاتي هو الواقع أشد مرارة من قهوة الصباح عل في صورتها ما يجعلني أحلم :عيناها نهر من أشجان ، تجرأت- أبحرت فيهما ذات قصيدةٍ ولان الامكنة لها وقعها الخاص في قصيدته، فنحن نعثر على الكثير منها هاهو يقول في قصيدة "الموسيقى": من نهر يامونا حتى نهر الروح تنساب الموسيقى هادئة كلحن إغريقي يتوحد العاشقان تحت ضوء نجمة والمرأة الحبيبة هي التي تشبه القصيدة وترتبط بها ارتباطا وثيقا فهو يقول في قصيدة "نجاة": دعيني أعشش في صدركْ قبل اكتمال هذه القصيدةْ تتغير نبرة الشاعر في الفصل الثاني من الكتاب فهو يميل الى التساؤل، منهمكا في اسئلة الوجود والحياة في ومضات سريعة لكنها عميقة مخاطبا الظل فهو يقول في "العاب الظل": ستفنى يوما، وسأحمل جسمك إلى حياة أخرى لا مكان هنا للكلام المرصع ، ولا مكان أيضا لرصد الخطايا ها أنت الآن حر، فلتعش حرا، وقل مع الريح: قاس هذا الوجودْ وما أمرك أيتها الأبدية ويعزف على انغام الوحدة، فيتأمل في الحياة والموت، لا شك انه الشاعر المجبول بالقلق، الممتلئ توترا، الذي يزهر بالالم لانه حبر الشعر، فهو يقول في قصيدة"بحبر الالم":
في الطريق إلى الجحيمْ ، تجرأتُ وسألت رعاة مروا يوماً في مخيلتي : كيف نموت كي نحيا؟ أسماءهم، أشياءهم الحميمة ، يكتبون على صفحة الرمل خطاياهم، ويرحلون في اتجاه اليباب نخاف من الموتْ لكن ، لماذا نلعن – في سرنا- موكب الحياةْ؟ ممتع السفر على اجنحة قصائد الشاعر رشيد الخديري، لعلنا جميعنا نختزن هذا الوجع والقلق، ولكن الشعراء وحدهم لديهم النبؤة، فيكتبون عنا جميعا. | |
|
الأربعاء مايو 16, 2012 2:21 pm من طرف ربيع عامر الغيواني