الطير يرحل والأغصان تغترب.........
........والقلب يحزن والأجفان تنتحب
والشعر في خجل يتلو مواجعه.......
........والحرف ينزف والأشواق تضطرب
في كل نبض بقايا الحلم خائفة.......
.......وفي الرسائل خطو شفه التعب
تغتالني حلب في لون دمعتها.......
.......يا حبذا الموت في عينيك يا حلب
أنت المدى في تخوم الصمت نائمة........
.......أنت المشاعر والأنفاس والأدب
ناجيت طيفك في أسوار ذاكرتي........
.......يا ليت طيفك من مرآي يقترب
سألت عنك بريد العشق في وجل.......
.........فبين الصمت ما ضنت به الكتب
وسير البدر في الآفاق ما نطقت .......
........به المدامع والأشعار والخطب
شرقية المجد تمشي في وداعتها......
.......تاريخها في ظلال الود ينتصب
وعطرها في صباح النبع مبتسم......
.......وسحرها من خدود الغيم ينسكب
دمشق يا طفلة تحبو على غدها.......
......أضناك في ليلك النسيان و اللعب
إني لأخجل من عينيك شاعرتي.......
......ويخجل الدمع، والأخبار تنقلب
إن كان حزنك للأوطان عاصمة.....
......فجرحك الحر يا معشوقتي نسب
لم أدر أن رياحين الربى احترقت.......
......حتى عرفت بأن العشب مكتئب
يا شام عفوا فإن الظل معتقل.......
.......والشمس غائبة والبحر مغترب
لم يبق للشرق عنوان يسر به.....
.......لم يبق رسم ولا شكل ولا لقب
حتى الكلام انمحت ألوان سيرته.......
.......فاللفظ حبر ومعنى القول محتجب
لا يعرف الفعل أن الاسم فاعله.......
.......وليس يعرف معتل من السبب
كذلك النار لا تدري متى اشتعلت......
.......وما الوقود؟ وما الدخان واللهب؟
رسمت حزنك يا قديستي وطنا.......
.......وصغت فجرك شعبا ضوؤه الغضب
المدني بورحيس: فبراير 2012م