بحر تساوي بح زائد حر ،
هذا التفكيك جد وارد في فقه اللغة .
فهذا إبن فارس ( إمام النحث العربي ) ،
حاول جاهدا منذ قبل ألف سنة خلت ،
تأكيد على أنه من سنن العرب نحث كلمة من كلمات ،
في مقاييسه الشهير ،
بح تشبه من بين ما تشبه بح البوح .
و حر تشبه حر الحر و الحرارة .
كأن بكلمة بحر تقول لنا بأن الإقتراب من البحر يؤدي لرغبة كبيرة للبوح بحرارة ،
يبدو لي الطرح جد وارد ،
بل و مجربة .
تعيش مع البحر ليوم طويل ، و عند المساء تنتابك رغبة ملحة للبوح بحرارة .
و إلا لماذا سمي البحر بحر ؟
و لماذا يبتدئ ببح و ينتهي بحر ؟
دراسة الكلمة ستخول لنا إيجاد أسرار الكلمات ،
و أسرار الكلمة سيبدي لنا أسرار الأشياء .
كما أن كلمة بحر لها تقلبات ستة ،
و لقد حاول إبن جني في خصائصه الشهير تأكيد على .
أن التقلبات الستة للكلمة الثلاثية في علاقة .
الغريب هو أن تقلبات كلمة بحر في علاقة معه ، إذا كان الأمر
صحيح فسيعني هذا أن تركيبة الكلمة تتضمن هندسة عجيبة يبدو لي لم نمط عنها اللثام بعد . ( مثلا تقلبات كلمة فقر في علاقة مع الفقر ، منها القفر ، و التفرقة و القرف..إلخ )
و الإثارة الثانية في تركيبة كلمة بحر هو أنها بسهولة تصير بخر من البخار ،
إشارة إلى أنه يتبخر ليصير مطرا مغيثا .
....يتبع