داود محمد بن عمر
عدد الرسائل : 16 Localisation : الجزائر العاصمة تاريخ التسجيل : 02/06/2015
| موضوع: *أصول الفن و الشعر الشعبي في الجزائر الجمعة يونيو 05, 2015 8:27 pm | |
| [rtl] *أصول الفن و الشعر الشعبي في الجزائر [/rtl] [rtl] كيان ثقافي حي ...و ذاكرة اجتماعية يجب المحافظة عليها[/rtl] [rtl] لقد عرفت الساحة الفنية في الجزائر تحولا كبيرا في مجال * الطرب الفني و القصيد الشعبي الذي تكونت معالمه مع بروز إبداع جديد جاء مخالفا لكل ما هو موجود على الساحة الفنية آنذاك , و التي ظلت تتبنى عدة مناهج فنية : كالأندلسي و الكلاسيكي و ما شابههما .. , الى أن ظهرت الصيغة الفنية الجديدة المرموقة التي ساهمت في صقل الفن و الطرب الشعبي منه خاصة ببلدنا الجزائر , بميزات قلبت مفاهيمه رأس على عقب .[/rtl] [rtl] و يرجع الفضل في هذا , الى المرحوم الحاج أمحمد العنقا رحمه الله تعالى , عميد الأغنية الشعبية الحضرية في الجزائر, و أحد أكبر الملحنين الجزائريين في هذا الصنف من الطرب بدون منازع , بالإضافة الى اشرافه على تكوين أجيالا من الفنانين الجزائريين .[/rtl] [rtl] كان المرحوم الحاج محمد العنقا , عازفا بارعا على آلة العود في بداية مرحلته الفنية , و مؤلفا لكلمات أغانيه التي فاقت 350 أغنية , سجل منها ما يقارب 130 أغنية , التي لا زالت محبوبة و معتمدة في دواوين من جاء من بعده من شيوخ الشعبي الأصيل و حاضرة على مستوى التراب الوطني .[/rtl] [rtl] و نعني بالشعبي الحضري في الجزائر , النوع الموسيقي المعتمد في المدينة و انتشاره على امتداد مدن و قرى التراب الوطني , و هو يحمل مفهوما فلسفيا عميقا , يتضمن استحضارا قويا لذاكرة ثقافية اجتماعية جزائرية ليستخلص منها عبر تقوم على التعبير عن فكرة أو أفكار اجتماعية بإيحاء موسيقى و نوع من التدوين الشعري شعاره الكيان الحي للشعب .[/rtl] [rtl] جاء ظهور المدرسة الشعبية الحضرية العنقاوية , بمفاهيم فنية جديدة أحدثت , ثورة حقيقة في بلدنا الجزائر و أصبح الشيخ الحاج محمد العنقا رحمه الله , يحتل مكانة مرموقة بفضل اجتهاداته الغزيرة في تحسين أداء هذا النوع من الطرب الشعبي , و توظيف الرصيد الكامل و الثري للطبوع الموسيقية الجزائرية التي كان يحفظها حفظا ذكيا , و يحسن أداءها بامتياز.[/rtl] [rtl] لم تكن المدرسة الشعبية الحضرية العنقاوية , مجرد موضة نبتت وسط المدارس المعروفة في تلك الحقبة التاريخية , كالمدرسة الكلاسيكية , و الأندلسية , و لكنها و بلا ريب , فرضت نفسها , برغم الاعتراضات و الانتقادات التي كانت تحوم حولها , و أرست قواعد فنية أصيلة شديدة التأثير و كثيرة الحيوية , أعطت نفسا جديدا للتعابير الفنية الشعبية داخل الحيز الحضري الجزائري , بلغ صداها جل المدن و القرى في وطننا الحبيب فتأصلت و أصبحت قدوة في تحديد الأصول الفنية في قضايا الأداء , و اللحن , و الإيقاع و في اختيار النص أيضا الذي أصبح يسمى بالقصيد الشعبي لحنا و لغة .[/rtl] [rtl] أرست المدرسة الشعبية الحضرية العنقاوية أصولها التي يقوم عليها الغناء الشعبي و مادته الأساسية المتمثلة في نص و مضمون القصيدة و كيفية الاستفادة منها في بناء قواعد و قوانين مستدامة في نصوص موجزة تتضمن تحديد مضامين التعبير الفني الشعبي و أشكاله و مجموع العناصر الفاعلة المرتبطة بإنتشار هذا النوع من الطرب و انتاج قيمته الفنية كسلطة رمزية للرد على المحتجين و المعترضين.[/rtl] [rtl] تبنت المدرسة الشعبية الحضرية العنقاوية لغة واقعية ذات جودة جمالية و قيمة فنية مطلقة و مستقلة , ترجمت من خلالها التعابير الثقافية الشعبية كمتطلب حياتي رغم أن الفن عند بعض العلماء * يعتبر ضرورة حياتية للإنسان كالماء و الطعام أودعه الله تعالى نفس كل إنسان و لكن بدرجة تختلف بين هذا و ذاك. [/rtl] [rtl] لا مادية الفن في موسيقى و شعر قصائد الغناء الشعبي , هي مجموع المعارف و التصورات الاجتماعية و الكفاءات و المهارات التي تجسد القيم الثقافية الأصيلة للشعب الجزائري , و هي في نفس الوقت منهج يتضمن مقامات موسيقية و اوزان ايقاعية مطورة و مهذبة تتكون مادتها النظمية الأساسية من قصائد الشعر الشعبي و الموشحات و الأزجال أضيفت لها ألحان محلية و بعض الاستعارات من قوالب موسيقية اندلسية و عربية و غيرها.[/rtl] [rtl] ان الارتباط الحميمي للفن الشعبي الحضر العنقاوي بالقاعدة الشعبية في المجال الحضري بالمدن و القرى , أوجد تفاعلا قويا , ملفتا للانتباه , صيغت شهرته كنوع موسيقي شعبي جديد يوظف نصوصا شعرية تعبر عن معاناة الطبقات الاجتماعية المقهورة تحت ضغط الاستعمار الغاشم الذي كان يسعى باستمرار لمسخ الهوية الوطنية للشعب الجزائري , و مطرزة بشكل يخالف القصيدة العمودية بحيث تتميز نصوصه بقابلية وضع جملها الشعرية في وضعية تطابق النغم أي الوزن على اقاع النغم و حسب قواعد التلحين المتعارف عليها , و يسمح بتوظيف المقام الصوتي كطابع موسيقي , و ضبط موازينه طبقا لسلم الموسيقى و درجات ارتفاع الصوت أو انخفاضه , فكان الانتشار الكبير لهذا النوع الجديد من الطرب , بين أحضان المجتمع الجزائري الواسع.[/rtl] [rtl] إن إصرار عملاق اللأغنية الشعبية في الجزائر, المرحوم الحاج أمحمد العنقا على المضي قدما في تجسيد تصوراته من خلال نوع من الفن يصور الحياة اليومية بأسلوب فني في غاية البساطة والذي يعني في حقيقة الأمر , نشر الأغاني بمختلف مضامينها , لتحكي عن مواجع و مآسي المجتمع و ترسم في بعض الأحيان بهجتهم.[/rtl] [rtl] فكلمة * فن شعبي في هذا السياق لا علاقة لها ( بالشعبية * أو الشعبوية **) و انما هي نوع جديد من الموسيقى , الذي يعني كل ما اتصل بتنغيم الصوت في الجملة اللحنية , و هو أيضا , نوع جديد من الشعر الشعبي الذي أخذ تسميته من اللحن الذي تقاس عليه الكلمات عند وضعها في البيت الشعري , و للتوضيح أكثر فان الفن الشعبي يختص بمقامات فريدة من نوعها و هي عبارة عن أساليب لحنية تحاكي الحالــة المزاجية للإنســان فكل مقام له شخصيــة مستقلــة تعبر عن حالته ( حزن , فرح , حب , سعادة الخ...).[/rtl] [rtl] و سيبقى الفن و الشعر الشعبي موروث أدبي تتناقله الأجيال شفهيا رغم ما لهذا التناقل من سلبيات ( تعتبر نتيجة طبيعية) لنصوص فنية و أدبية شبه ثابتة , تتوفر على أقسام ثابتة و أخرى متحولة بحسب ظروف المستعمل و المكان و الزمان الذي يعيش فيه. غير أن التأكيد على ضرورة حماية الفن بصفة عامة و الشعر الشعبي بصفة خاصة , ليس ترفا , و انما هو واجب وطني , تؤسس له الأطر و التشريعات و الآليات المتطورة , و الغاية في ذلك , تنمية الانسان و تحسين مستوى حياته اليومية والارتقاء بمستواه و ضمان استقراره في حياة كريمة و معيشة ذات جودة و نوعية.[/rtl] [rtl] [/rtl] * شعبية: هي خصائص كل الأشياء الخاصة بالشعب وليس المقصود منها معنى دارج الإنجليزية popular بل هي تتطابق مع كلمة folksyالانجليزية فالأخيرة قريبة الدلالة... [rtl] ** الشعبوية : يمكن تعريفها كإيديولوجية،أو فلسفة سياسية، أو نوع من الخطاب السياسي الذي يستخدم الديماغوجية ودغدغة عواطف الجماهير بالحجاج الجماهيري لتحييد القوى العكسية.[/rtl] | |
|