جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل أنت شاعر أو كاتب قصة أو روائي ؟
هل أنت مسرحي سنمائي فنان تشكيلي ؟
سجل باسمك الثنائي الحقيقي ،
مرحبا بزوارنا الكرام ،
جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب

جمعية ثقافية فنية تأسست بتاريخ 10_يوليوز-2010-بعد اشتغالها كمنتدى مند11 ابريل 2007 مبدأنا ضد التمييع والفساد الثقافي
 
الرئيسيةمجلة ..جامعة الالأحداثأحدث الصورالتسجيلدخول
اصدارات جامعة المبدعين المغاربة اصدارات جامعة المبدعين المغاربة

في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Mock_u10في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Thumbn11في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Mock_u11في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Mock_u12في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 81038210في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 81981210في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Mock_u13في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 87013610في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Thumbn12في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Mock_u14في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Thumbn13في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Thumbn15في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري K10في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Thumbn16في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Thumbn17في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 66299010في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 80024311في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 67498510في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 54008911في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 67403510في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 79937110في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 79508010في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 79444710في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 79148210في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 80642710في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 79242810في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 80065210في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 79268110في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 79023210في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 81345410في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 80249210في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 79017310
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
تصويت
Navigation
 
منشورات جامعة المبدعين المغاربة الفردية
منشورات جامعة المبدعين المغاربة
في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Mock_u10
في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Thumbn11

» تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار
تداعيات من زمن الحب والرصاص للشاعر نورالدين ضرار Emptyاليوم في 20:12 من



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    محمد داني
    شاعر وناقد
    شاعر وناقد
    محمد داني


    عدد الرسائل : 72
    تاريخ التسجيل : 07/06/2010

    في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري Empty
    15092010
    مُساهمةفي شاعرية الشاعرة رشيدة فقري

    صوت نسائي بدأ يشق طريقه في صمت في عالم القصيدة الحداثية... تبسط عوالمها الشعرية، وهي تعصر نبيذها الروحي لتقدمه شموسا ، وزهورا إلى هذا المتقي المتعطش للكلمة الجميلة...


    سفرها الجميل هذا أسفر عن أضمومة شعرية بعنوان(إكسير الروح) يعلها تتبوأ مكانة محترمة في الساحة الشعرية المغربية.

    ومن خلال القصائد التالية (سأبسط لك الغيم- مهب الحنين- رسالة مجهولة- أعنيك بالضبط- إيزيس- أغار- المسافر في دمي- صوتك- تشظي- جنون- زيف- الوقت- مدينتي- بطول صمتك ، يكبر موتي- ذكرى- سأراقص شياطين الهوى- )، تستلفتنا العنونة التي اعتمدت فيها الشاعرة رشيدة فقري..

    - فهل يمكن أن يكون العنوان ثريا النص؟...

    - هل يمكن للكلمة أو الجملة أن تختزل النص اشعري كله؟.. وتكون له عنوانا؟..

    - ما السحر العجيب الذي تمتلكه هذه الكلمات التي تجعل المتلقي ينجذب نحوها، ويفتح لها قلبه،وعقله، ونفسه؟..

    - كيف جاءت عناوين شاعرتنا فقري؟...

    يقو ابن سيدة: العُنوان و العِنوان: سمة الكتاب ،وعنون عنونة، وعنوانا: وسمه بالعنوان. وفي جبهته عنوان من كثرة السجود: أي أثره.

    وسمي بالعنوان لأنه يعلو النص. وبهذا فهو لم يعد عنصرا تابعا، بل صار عنصرا بنائيا بعد أن أولته المنهجيات الحديثة اهتمامها الكبير يوم حولته من عامل تفسير مهمته وضع المعنى أمام القارئ إلى مشروع للتأويل[1]..

    إن العنوان بنية صغرى، وأن:"أحدا لن يستطيع الإفلات من إيحاءاته التي يولدها، وعليه فإن العنوان لن يفهم منقطعا عن نصه، ولا تدرك إشاراته إلا عبر العلاقة بينهما"[2]...

    وقد أولى علم العلامات (السميولوجيا) أهمية كبرى للعنوان، إذ اعتبرته أساسيا في مقاربة النص الأدبي، وبوابة لدخول أغوار النص، واستنطاقه.. واعتبره روبرت شولز:"خالق النص الأدبي ، ومانحه الهوية"[3]...

    إن العنوان رسالة لغوية تعرف بتلك الهوية وتحدد مضمونها، وتجذب القارئ إليها، وتغريه بقراءتها[4]...

    ويراه البعض نصا صغيرا ، يهدف إلى تحقق وظائف شكلية ، وجمالية، ودلالية تعد مدخلا للنص..إذن فهو علامة لغوية ذات دور علامي مهم بالنسبة للنص الذي يتصدره[5]...

    وعندما نقف إلى هذه العناوين التي اعتمدتها الشاعرة رشيدة فقري مدخلا لقصائدها، نجد أنها قصدت بوعي اختيار هذه العناوين، لإيمانها بما يلعبه العنوان من إغراء على المتلقين واستدراجه إلى معانقة النص اشعري.

    وقد وردت هذه العناوين مركبة(10 منها مركبة)، و7 مفردة... ويمكن تقسيمها إلى عناوين بتركيب جملي اسمي، مثلفي شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 26174مهب الحنين- رسالة مجهولة- المسافر في دمي- - إيزيس- صوتك- تشظي- جنون- زيف- الوقت- مدينتي- ذكرى)، وتمثل نسبة 66.66%... وعناوين بتركيب جملي فعليفي شاعرية الشاعرة رشيدة فقري 26174 سأبسط لك الغيم- أعنيك بالضبط- بطول صمتك يكبر موتي- سأراقص شياطين الهوى- أغار)...وتمثل نسبة 33.34%...

    تقول الشاعرة رشيدة فقري في قصيدتها(سأبسط لك الغيم):
    سأبسط لك الغيم
    متكأ
    سأمطر ليل شعري
    حيث تغفو
    وأعصر نبيذ الروح
    في كفيك
    سأسرج قوس قزح
    أجمع النجوم
    وأنثرها
    على قدميك
    سأغير نواميس الطبيعة
    أصالح الليل مع الشمس
    والريح أجزئها
    نسيمات على وجنتيك
    سأراقص شياطين الهوى
    سآخذ حجم السماء
    وأحتويك
    سأكون رشة عطر
    في معصميك


    هكذا نجد أنفسنا أمام ذات شاعرة تفيض حبا ووجدا.. يجعلها لينة.. قاهرة لكل صعب.. تستطيع بقوتها العاطفية الدفينة أن تبسط الغيم، وتحول الشعر إلى مطر...والروح إلى نبيذ يغري الشاربين...كما تستطيع أن تجعل من قوس قزح مطية تسرجها لتطوف بها الآفاق..

    إنها تملك قوة هرقلية، تمكنها من تجميع النجوم ، ونشرها.. أمام قدمي هذا الرجل الذي تعلن له، وعليه الحب...ولا تقف عند هذا الحد، بل بهذا الحب تغير نواميس الطبيعة، وتجعل الليل نهارا... وتقوم بتجزيء الريح إلى نسيمات تنشرها على وجنة هذا المحبوب.. وتفتح ذراعيها ملء السماء لتحتويه.. بل تلازمه كظله.. إذ تصبح رشة عطر في معصميه.. يشتم أريجها كل مرة...

    لكن عندما يتجاهل هذا الآخر ، والذي تعلن عليه الذات الشاعرة الحب، إشاراتها، وحركاتها.. فإنها تتجه إلى المباشرية، وإلى التحديد المدقق.. فتخبره أنها تعنيه هو بالضبط، لا سواه...إنها في مقام العشق، مقام التفرد.. تدخل ذاتها فتدرك أنها تحمل في قلبها بذرة تساوي الإنسانية كلها.. حينها تتراءى الصورة.. وينبثق الاسم كالفينق من بين شفتيها ملتهبا كالجمر.. وهذا يبين مدى تعلقها ، ومدى الحب الذي يغمر قلبها... على شفاهها اسمه،وفي داخلها صورته.. وما بين القلب والشفاه نار حامية.. تخاطب محبوبها فتقول:
    اسمك نار على شفتي
    نار تتأجج في أعماقي
    محياك
    أشعة بلورية .. تخترق
    كياني..
    وفي رئتيك
    نسائم الغسق الواهج
    حبيبي
    حروفك
    حبات الدر
    وضحكك
    كل هذا الملاذ الذي يحملني
    إلى السحاب


    وعندما يشتد حنينها ن تناجيه في مساءاتها.. وتبوح في خلوتها بهذا الحب المشتعل في داخلها... فتنادي في سكون الليل معلنة أنه يسافر في دمها ليل نهار.. وأنه يمتلك كل شرايينها.. شوقها ثبته إليه مع النوارس، والفراشات.. ونور النهار....كل هذا من أجل أن يحيا هذا الحب.. وتبقى شعلة القلب لاهبة، ومنيرة:
    أيها المسافر في دمي
    المتشظي في شراييني
    أيها الجاثم
    على الصدر
    لا أريدك أن ترتاب
    اسأل النوارس التي تحمل
    شوقي إليك
    اسأل الفراشات
    اسأل الوجود الذي
    لا يحتمل بعثرتي
    اسأل رماد القلب
    اسأل غصة الحلق
    أيها المسافر في دمي
    اسمك
    اختزل كل الأسماء
    بسمتك
    اختزلت قوابيس الضياء


    إنها من فرط الحب تراه ديوان شعر.. لا يجمع إلا درر القول.. وسيمفونية تتعالى بأجمل لحن...إنها في ليليها وأمكنتها، وأزمنتها.. تتشظى.. لتتهاوى موسيقى وقصيدة...ونجمات.. إنها ترى فيه جمالا، يقارن الكون:
    أجمل ما فيك..
    عيناك
    ديوان شعر
    سمفونية عشق
    هرب مني
    المكان والزمان
    تساقط الليل
    موسيقى
    وتهاوت
    ملايين النجمات
    تشظيت
    بين يديه
    جزيئات
    جزيئات..
    ألعق الدفء
    المنسكب من راحتيه
    امتلأت به
    امتلأ بي
    امتلأنا ببعض
    وانصهرنا...
    في خيط من شعاع


    إن حبها في مضمونه هو نوع من الجنون.. نوع من الحلم الميتافيزيقي...حلم يتساوى فيه العشق والحلم، والحياة...

    الزمن فيه بلا هوية.. والمكان رحلة أبدية.. كل ما فيها نبض قلب، ووهم يبحث عن لحظة جنون يزيل بها غربة قديمة... فلا تجد أمام جنونية هذا الحلم إلا الانتظار عله يأتي.. ويقترب ذات مرة...
    حلمي
    خبز... سكر
    مكان بلا زمان
    حلمي سفر يداهمه طيفك الوارف
    طيفك...الخبز
    والسكر
    المكان...والأمان
    طيفك الأيام التي تمضي سريعة
    الأيام التي تمضي سريعة
    الأيام التي لا نهاية لها
    طيفك
    يغمرني بكل هذا التلهف
    بكل هذا الجنون
    طيفك
    سيمفونية عشقي
    العود الذي يعد نبضات القلب
    طيفك هو ذا الوهم
    الرابض على الحائط
    طيفك سيدي
    كل هذا الاغتراب


    في هذا الحلم تضيع الملامح.. وتتحول الذات على طيف .. هلامي لا تتحقق من رؤيته ولذا يتحول هذا التعلق تعلقا بيجمالونيا.. تعلقا بوهم جميل...

    وعندما تعييها الإشارات، والتلميح المقصود.. تلجأ إلى أسلوب ثالث وهو الرسالة... رسالة مجهولة العنوان، والمرسل..رسالة مجهولة من امرأة تعشق حد الجنون..

    في رسالتها هاته تكتب عن كل شيء، وتحكي كل شيء.. عن اسمها، وتاريخ ميلادها.. وإحساساتها .. واختياراتها...
    تحية عطرة
    سلاما زكيا
    سيدي الذي... لا يعرفني
    اسمي يشبه ملايين الأسماء
    تاريخ ميلادي
    عنف اصطدامي بك
    حين
    اختلت الشمس بعشيقها
    فأليل الكون سيدي
    أنت
    من أحلتني إلى هذا الملاذ
    إلى هذا الرماد
    أنت الهوية
    الهواية التي أقرأها بكل اللغات
    فإن حفظت أبجديتك
    لم أعد في حاجة إلى أية لغة
    تزاحمني فيك
    كل اللغات التي
    أمتلكها
    لا تساوي كلمة تغص في حلقي
    كل اللغات
    عقيمة
    ولغتك خصبة سيدي
    توزع الحياة في عروشي


    لكن ، عندما يطول صمته.. تكثر استفهاماتها.. وتتعالى وساوسها وتساؤلاتها.. وتستيقظ هواجسها.. فتدب الحيرة إليها.. تدكها جيوشها دكا.. فينمو في داخلها يأس قاتل، وقلق أسود يلقي بسترته على النفس... فتشعر بالخوف: الخوف من النهاية.. الخوف من الفراغ... والرحيل إلى الجنون.. وأمام حيرتها تتراءى أمامها صور نساء عانين مثلها حيرة قاتلة: كيلوبترة.. ونفرتيتي...فباسم الحب ضاع عرشهما.. وكان الحب رحلة إلى اليأس والجنون..وأمام هذا تستنطق ذاتها.. تستنطق مشاعرها فلا تجد جوابا، فتلجأ إلى الورق تستنطقه، علها تعرف أخباره...:
    يطول صمتك
    تتناسل
    في الغيم استفهاماتي
    تزحف جيوش الحيرة
    تدكني قلعة قلعة
    يكبر اليأس
    تينع شظايا القلق
    يهوي الليل على الروح
    أنا الخائفة
    الطفلة التي توشحت بالبياض
    هاجمتك
    جنوني المشرع
    رسائلك الحالمة
    لا تفيد الأرشيف
    استنطقت
    الورق
    استنطقت عمق الأماني
    التي توهمتها في عينيك
    فأجد
    كيلوبترا
    تميل عن عرشها؟..
    ونفرتيتي
    تبحث عن بريقها في عيني
    تبحث عن لذة
    أستحضرها
    في ابتسامتك
    في همس الحب الذي
    أرشفه من شفتيك
    ها مراره صمتك
    قسوتك
    تقطعني وصلات حزينة


    - إيقاع البياض والفراغ في شعرها:

    1- إيقاع البياض:

    اعتمدت الشاعرة رشيدة فقري على تقنية التفضية في هندسة قصائدها.. مع توظيف جدلية الامتداد والتقلص، أو التجاذب المكاني.. وبالتالي القراءة البصرية تشي بهذا التجاذب الذي يلعب فيه البياض والسواد دورا إيقاعيا كبيرا.

    " إن البياض ليس فعلا بريئا ، أو عملا محايدا أو فضاء مفروضا على النص من الخارج، بقدر ما هو عمل واع، ومظهر من مظاهر الإبداعية... وسبب لوجود النص وحياته..

    إن البياض لا يجد معناه .. وامتداده الطبيعي إلا في تعالقه مع السواد. إذ تفضح الصفحة بوصفها جسدا مرئيا لعبة البياض والسواد بوصفه إيقاعا بصريا"[6]...

    إن هذا التقطيع للمسافة المكانية للقصيدة عند الشاعرة رشيدة فقري:"يولد إيقاعا أو إحساسا بالتعادل المكاني ، الذي هو هنا في الوقت نفسه تعادل زماني.. هذا التعادل المتكرر هو تواتر يمنح الصوت المتلفظ إيقاعه المسافي الزمني"[7]..

    هذه السيمترية البصرية(فراغ البياض)، تتجلى في شعرها.. حيث تعطينا هندسة شعرية أو كتابية، يمتد فيها البياض أو السواد.. حسب الدفقة الشعرية.. والحالة النفسية التي عليها الذات الشاعرة أثناء كتابة القصيدة..

    وعندما نلاحظ الأسطر الشعرية نجد أنها تتفاوت طولا وقصرا في القصيدة الواحدة... فهناك أسطر تتكون من كلمة أو كلمتين أو ثلاث... وأطولها يتكون من سبع كلمات.. وهذا وفر لقصائدها نوعا من الإيقاعية.. إذ يصبح كل سطر عندها وقفة شعرية، وقائما بذاته...
    تحية عطرة
    تحية عطرة 2
    سلاما زكيا 2
    سيدي الذي... لا يعرفني 4
    اسمي يشبه ملايين الأسماء 4
    تاريخ ميلادي 2
    عنف اصطدامي بك 3
    حين 1
    اختلت الشمس بعشيقها 3
    فأليل الكون سيدي 3
    أنت 1
    من أحلتني إلى هذا الملاذ 5
    إلى هذا الرماد 3
    أنت الهوية 2
    الهواية التي أقرأها بكل اللغات 5
    فإن حفظت أبجديتك 3
    لم أعد في حاجة إلى أية لغة 7
    تزاحمني فيك 2
    كل اللغات التي 3
    أمتلكها 1
    لا تساوي كلمة تغص في حلقي 6
    كل اللغات 2
    عقيمة 1
    ولغتك خصبة سيدي 4
    توزع الحياة في عروشي 4


    2- الفراغ المنقط:

    إن التشكيل الهندسي للأسطر الشعرية أصبح دالا.. تتجلى من خلاله نفس الذات الشاعرة واصطراعاتها، وانفعالاتها.. انبساطاتها وتواتراتها...

    والإبداع الشعري يتأثر بكل هذه الحالات ويتفاعل معها.. وتصبح الكتابة ، والتفضية شكلا أو صورة له...

    لذا نجد الشاعرة رشيدة فقي تعتمد الفراغ المنقط للتعبير عن بعض الحالات النفسية واضطراباتها.. وتموجاتها... مدها وجزرها.. الشيء الذي يعطي للنص الشعري دلالات معبرة ، مصاحبة...

    - فهل الفراغ الذي نجده في بعض قصائدها يعبر عن المسكوت عنه؟.. ربما.

    - هل اعتمادها على هذا الفراغ المنقط، هي غاية منها لدفع القارئ/ المتلقي إلى استكماله، واللجوء إلى مخيلته لتصور الحالة الشعرية.. والعمل على استمرارها؟.

    - هل تريد منه المساهمة في خلق النص؟...والمشاركة في العملية الإبداعية؟...
    أجم ما فيك
    عيناك...
    ديوان شعر
    سمفونية عشق..
    هرب مني
    المكان والزمان
    تساقط الليل
    موسيقى..


    هكذا نجدها تجعل من الفراغ عنصرا أساسيا في إنتاج دلالية الخطاب، وإن " إيقاف البيت في نقطة ما من انطلاقه، أو انبثاقه في نقطة ما من فراغه يعضدان بلاغة المحو التي تناقض بلاغة الامتلاء في القصيدة التقليدية. ويطل البياض رحما تتجمهر فيه احتمالات كتابة منذورة لاسترسال المحو، حيث القارئ وحده يستطيع ملء الفراغ كل مرة يقرأ فيها النص . وبتعدد القراءة يتعدد فعل الكتابة أيضا"[8]...

    - بنية البناء في شعرها:

    1- بناء الأساليب الإنشائية في شعرها:

    الأساليب الإنشائية على ضربين:

    1- ما يقتضي مطلوبا غير حاصل وقت الطلب، كأساليب: الأمر، والنهي، والنداء،والاستفهام، والتمني...

    2- ما لا طلب فيه، كالتعجب، والقسم، وأساليب العقود، وأفعال المقاربة، وأفعال المدح، والذم.

    والأساليب الإنشائية الطلبية ذات دلالات متوهجة مضيئة، تتغذى من مسارب العاطفة الأدبية، ومن تموجات الانفعالات النفسية. فتنوع اللغة ، وتثري مادتها، وتدفع عن السامع الملل من تلقي أسلوب واحد.. وكلما كانت الأساليب الإنشائية مكثفة ، زادت شحنة التوهج في الأسلوب كله.

    وعندما نتمعن في قصائد الشاعرة رشيدة فقري، نجد أن الأساليب الإنشائية قليلة جدا في شعرها... فهي تعتمد الإخبار ، فالتحول إلى الإنشاء، ثم الرجوع إلى الإخبار...

    ومن الأساليب الإنشائية الموظفة في بعض قصائدها نجد أسلوب النداء، باعتماد أداتين(يا)، و(أيها)...واللتان من خلالهما تنادي البعيد وهو هذا المتفرد بصمته، وبتجاهله وبنأيه.. وبتفانيه عن الإحساس بحبها وعشقها.
    أيها المسافر في دمي
    المتشظي في شراييني
    أيها الجاثم
    على الصدر
    لا أريدك أن ترتاب


    وقولها أيضا:
    يا عابثا بشراييني
    يا ساكنا
    بين عيني
    وعيني
    كيف
    قل لي
    يا حرفا من دمي
    على جبيني


    كما نجدها تعتمد في بعض المقامات على أسلوب الأمر.. باعتماد فعل الأمر الصريح..
    اسأل النوارس التي تحمل
    شوقي إليك
    اسأل الفراشات
    اسأل الوجود الذي
    لا يحتمل بعثرتي
    اسأل رماد القلب
    اسأل غصة الحلق
    أيها المسافر في دمي


    كما نجدها توظف أسلوب النهي، وذلك في قولها:
    سيدي سلاما زكيا
    ولا تسألني
    عن اختياري
    فأنا الوالهة
    بين
    دفء صدرك
    ونار بعدك...


    ونجدها أيضا تعتمد بكثرة على الإخبار... والمتميز بالجمل الاسمية، التي تبين من خلالها حالتها النفسية، ومدى العمق النفسي الذي يميز الصورة التي تقدمها للمتلقي وهي في لحظة حنين وشوق وانتظار...
    اسمك.. نار على شفتي
    نار تتأجج في أعماقي
    محياك
    أشعة بلورية.. تخترق
    كياني
    وفي رئتيك
    نسائم الغسق الواهج
    حبيبي
    حروفك
    حبات الدر
    وضحكك
    كل هذا الملاذ الذي يحملني
    إلى السحاب
    صمتك.... جلال
    غضبك
    أعاصير
    زمهرير
    رضاك
    وطن للأغاريد
    وطن للزغاريد
    ملجأ الفراشات


    2- بناء الأساليب البلاغية في شعرها:

    إن الشاعرة رشيدة فقري، اهتمت بشعرها ن وحملته بعض المواد البلاغية.. خاصة إذا علمنا أنها تستحضر عند كتابتها شعرها قولة ابن طباطبا العلوي في كتابه "عيار الشعر":"الشعر متشابه الجملة، متفاوت التفصيل"... ولذا جاءت في قصائدها بجمل شعرية حافلة بالتشبيهات والصور.

    وكل التشبيهات التي أوردتها ووظفتها ، هي في أوصاف نفسية المرأة.. وتصوير حالتها النفسية.

    وتجدر الإشارة إلى أن التشبيه الموظف في شعرها أكثريته تشبيهات بليغة، انعدمت فيها أدوات التشبيه.

    تقول في قصيدتها(أغنيك بالضبط):
    اسمك .. نار على شفتي
    نار تتأجج في أعماقي
    محياك
    أشعة بلورية.. تخترق
    كياني
    وفي رئتيك
    نسائم الغسق الواهج
    حبيبي
    حروفك
    حبات الدر
    وضحكك
    كل هذا الملاذ الذي يحملني
    إلى السحاب
    صمتك.. جلال
    غضبك...
    أعاصير
    زمهرير
    رضاك...
    وطن للأغاريد
    وطن للزغاريد
    ملجأ للفراشات


    عندما نتملى هذه القصيدة ، نجدها حافلة بالتشبيهات البليغة التي انعدمت فيها أداة التشبيه. فالجملة الشعرية(اسمك نار على شفتي)، تتوفر على تشبيه يشتمل على ركني التشبيه: المشبه وهو (اسمك)، والمشبه به ، وهو(نار)..لكن تنعدم أداة التشبيه،ووجه الشبه...فتصبح الجملة بعد التأويل على الشكل التالي:
    اسمك كنار على شفتي
    كنار تتأجج في أعماقي
    محياك...كأشعة بلورية تخترق
    كياني
    وفي رئتيك
    نسائم كالغسق الواهج
    حبيبي
    حروفك
    حبات كالدر
    صمتك كجلال
    غضبك .. كأعاصير
    كزمهرير
    رضاك كوطن للأغاريد
    كوطن للزغاريد
    كملجأ الفراشات


    والسؤال المطروح هنا، هو: ما وجه الشبه في كل هذه التشبيهات البليغة...؟

    إن النار تمتاز بتوهجها،وبنورها وضوئها..كما تمتاز بحرارتها وحرقها...ولذا شبهت اسمه على شفتيها كالنار، إذ تسمع طرطقة الحريق. فكان لاسمه صوته ودويه وهو يخرج من بين شفتيها.. كما أنها تشعر بدفء ، ونور يشع في داخلها وهي تنطق بهذا الاسم..

    ووجهه يشبه الأشعة البلورية في اللمعان، والوضوح، والشفافية، والنقاوة..وهذه كلها دلالات على جمال محياه، والوسامة التي كان يتمتع بها..

    وعندما نجمع أوجه الشبه كلها، نجد أن الشاعرة رشيدة فقري، تتغيى منها شيئا واحدا، هو أن هذا الرجل الذي تكن له كل هذه المحبة.. وتشعر نحوه بكل هذا الحنين، يمتاز بدماثة خلقه، وصفاء سريرته..ونقاوة قلبه، ونور جنانه، ووسامة خلقته.. وبالتالي فهو عملة نادرة، وجوهرة قل نظيرها في العالم الواقعي.. وهذا ما يزيد الذات الشاعرة تعلقا ، وارتباطا به...

    3- البناء الموسيقي والإيقاعي في شعرها:







    يتبع-











    [1] - د. علاق، (فاتح)، مفهوم الشعر عند رواد الشعر العربي الحر، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، (د. ط)، 2005، ص: 24


    [2] - عبد الوهاب، (محمود)، ثريا النص: مدخل لدراسة العنوان القصصي، دار الشؤون الثقافية، سلسلة الموسوعة الصغيرة، بغداد، 1995،ص: 9


    [3] - الزميت،(بلقاسم)، السيميوطيقا وحدود التفضية في الشعر العربي، ومجلة فكر ونقد، العدد 18، 1999، ص: 96


    [4] - د. علاق، (فاتح)، المرجع نفسه، ص: 26


    [5] - د. المطوي، (محمد الهادي)، شعرية الكتاب الساق على الساق في ما هو التارياق، مجلة عالم الفكر، العدد 100، 1999، الكويت، ص: 455


    [6] - العيد، (يمنى)، في معرفة النص ، دراسات في النقد الأدبي، دار الآداب، بيروت، ط4، 1999، ص: 106


    [7] - يمنى العيد، المرجع نفسه، ص:107


    [8] - بنيس، (محمد)، الشعر العربي الحديث، بنياته وإبدالاتها ، ج3: الشعر المعاصر، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ص: 131
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري :: تعاليق

    محمد داني
    رد: في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري
    مُساهمة الجمعة سبتمبر 17, 2010 4:26 am من طرف محمد داني
    3- البناء الموسيقي والإيقاعي في شعرها:

    القصائد التي أمامنا (سأبسط لك الغيم- مهب الحنين- رسالة مجهولة- أعنيك بالضبط- إيزيس- أغار- المسافر في دمي- صوتك- تشظي- جنون- زيف- الوقت- مدينتي- يطول صمتك يكبر موتي( ذكرى) لا تخلو من إيقاعية... وموسيقى...

    والإيقاع في قصائد رشيدة فقري ينبني على:

    * الموسيقى الخارجية المعتمدة على الوزن والقافية.

    * الموسيقى الداخلية، والمعتمدة على التركيب اللغوي( التكرار وتوابعه)..

    والشاعرة رشيدة فقري، تعتمد على شعر التفعيلة،ولو أن القارئ لشعرها يتغلفه انطباع من أن الشاعرة غارقة في قصيدة النثر حتى أخمص قدميها... متمردة على القالب الشعري القديم.. لأنها تجد فيه قيودا هي ترفضها.. وتجد فيه سيميترية ضيقة... تحيل على الرتابة والملل... كما أنها تبتعد في شعرها عن القافية المتكررة ...

    إنها تؤمن بالدفقة الشعورية... والتجربة الانفعالية.. وتؤمن بما كان يتصوره إليوت حين رأى أن:"القصيدة ذات الطول يجب أن يكون فيها صعود وهبوط في درجتها من الحدة حتى تطابق ما يحدث فعلا للعاطفة الإنسانية من تراوح بين الصعود والهبوط... وبهذا التراوح تتم الوحدة الموسيقية الشاملة لبناء القصيدة ككل"[1]....

    ومن ثمة جاء السطر الشعري عندها خاضعا لعدد من التفعيلات التي تلعب فيها الدفقة الشعورية دورا هاما...كما أنها لا تخضع لقافية متكررة.. بل لقافية متحرترة، ولسيميترية معينة يلعب فيها الطول والقصر دورا كبيرا... يعطي للقصيدة عندها في شكلها الخارجي نسقا لا يخلو من إيقاعية... وهذا ناتج عن وعيها بأن الأسطر الشعرية :"ليست تطول وتقصر كيفما اتفق.. ولا لاستهام المعنى اللغوي وحده. بل مع تهدجات العاطفة ، وتلاعبها بالنفس الصادر من الرئتين"[2]..

    ولذا نجد القصائد السابقة ، قد صاغتها الشاعرة رشيدة فقري على تفعيلة المتقارب ( فعولن)، وما لحقها من قبض، وخرم، وقصر، وحذف،وبتر، وقطع....

    تقول في قصيدتها(إيزيس):
    قوافل شوقي
    //0// /0/0
    فعول فعولن
    تجتاح أبواب قلبك
    /0/0/ /0/0/ /0//
    فعْلن فعولن فعول ف
    تحمل إليك عطري
    /0////0//0/0
    عول فعَلن فعولن
    قبسا من ناري
    ///0 /0 /0 /0
    فعَلن فعْلن فعْ
    يقيني ... وجنوني
    //0/0 ///0/0
    فعولن فعلن فعْ
    إيزيس التحفت عريها
    //0/ /0///0 /0//0
    فعول فعْل فعولن فعلْ
    والتقت رداءها على كتفيك
    /0/ /0 / /0/ /0 / /0 / //0/0
    فعْل فعْل فعْل فعْل فعْل فعولن





    كما اعتمدت قافية مطلقة، متحررة في جميع قصائدها... تقول في قصيدتها ( مدينتي):
    مدينتي 1
    العالقة في القلب 2
    ها 3
    قد أحاط بك المساء 4
    الممر الهادئ لبحرك 5
    الممر الساكن لشوارعك5
    الممر الساكن إلى هوائك 5
    ها قد أحاط بك المساء 4
    المنتشي بذكرى الأحبة6
    بذكرى أشياء هاجرتني 7
    فتقاذفتني الأنواء 4
    والضحك 5
    حتى البكاء4
    لا شفاء4
    من هواك5
    مدينتي1
    لا شفاء4


    - الموسيقى الداخلية:

    - التكرار: تشير نازك الملائكة إلى ظاهرة التكرار في الشعر العربي ، على أنها ليست جمالا يضاف إلى القصيدة، وإنما هو كسائر الأساليب، يحتاج إلى أن يجيء في مكانه من القصيدة...وأن تلمسه يد الشاعر تلك اللمسة السحرية التي تبعث الحياة في الكلمات. لأنه يمتلك طبيعة خادعة. فهو على سهولته، وقدرته في إحداث الإيقاع ، يستطيع أن يضلل الشاعر ويوقعه في مزالق. فهو يحتوي على إمكانيات تعبيرية تغني المعنى، إذا استطاع الشاعر أن يسيطر عليه، ويستخدمه في موضعه، وإلا فإنه يتحول إلى مجرد تكرارات لفظية مبتذلة كما يقع لأولئك الشعراء الذين ينقصهم الحس اللغوي والموهبة، والأصالة[3]..

    أ- تكرار الاستفهام: ومن التكرار الموظف في شعر الشاعرة رشيدة فقري: تكرار الكلمة. كما في قولها ، حيث يتم تكرار اسم الاستفهام:
    كيف أداري عريه
    كيف لي الشفاء
    يا عابثا بشراييني
    يا ساكنا
    بين عيني
    وعيني...
    كيف
    قل لي..
    يا حرفا من دمي
    على جبيني..


    فنجد تكرارا لكلمة (كيف) والتي وردت في قصيدة (مهب الحنين) ثلاث مرات.

    ب- تكرار الاسم: كما في قولها:
    صمتك...جلال
    غضبك
    أعاصير
    زمهرير
    وطن للأغاريد
    وطن للزغاريد


    ج- تكرار الفعل: كما في قولها في قصيدة ( أغار):
    آه... أغار عليك
    أغار
    من الورد إذا سقيته
    ومن الكأس إذا رشفته
    أغار
    من الثوب
    إذا ارتديته
    ومن الورق إذا كلمته
    فكيف
    لا أموت
    إذا ما اقتربت من خد امرأة
    وقبلته...


    فنجد تكرارا لفعل (أغار)، والذي تكرر في القصيدة 3 مرات، حيث بلغت نسبة تكراره 8.82%...

    د- تكرار النداء: كما في قصيدتها (المسافر في دمي)، والتي تقول فيها:
    أيها المسافر في دمي
    المتشظي في شراييني
    أيها الجاثم
    على الصدر
    لا أريدك أن ترتاب


    ر- تكرار حرف الجر: كما في قصيدتها السابقة (أغار) حيث تكررت (من) أربع مرات. أو قصيدتها (المسافر في دمي) حيث تكرر حرف الجر (في)أربع مرات.أو في قصيدتها (مدينتي) حيث تكرر حرف الجر(الباء) أربع مرات.

    ك- تكرار الاسم: كما في قصيدتها (جنون)، والتي تقو فيها:
    طيفك .. سيدي
    كل هذا الاغتراب
    وانا ما زلت
    أنتظر الاقتراب
    الاقتراب
    الاقتراب
    حلمي
    خبز .. سكر
    مكان بلا زمان
    حلمي سفر يداهمه طيفك الوارف
    طيفك .. الخبز
    والسكر
    المكان والأمان
    طيفك الأيام التي تمضي سريعة
    الأيام التي تمضي سريعة
    الأيام التي لا نهاية لها
    طيفك
    يغمرني بكل هذا التلهف
    بكل هذا الجنون
    طيفك
    سيمفونية عشقي
    العود الذي يعد نبضات القلب
    طيفك هو ذا الوهم
    الرابض على الحائط


    ففي هذه القصيدة تكررت مجموعة من الأسماء، مثل(طيفك)، و(الخبز)، و(السكر)، و(الاقتراب)...

    ل- تكرار اسم الموصول:حيث نجد تكرارا لاسم الموصول الخاص بالمذكر(الذي)ن والخاص بالمؤنث التي، كما في قولها:
    طيفك الأيام التي تمضي سريعة
    الأيام التي تمضي سريعة
    الأيام التي لا نهاية لها


    م- تكرار اسم الإشارة: نجد تكرارا لاسم الإشارة (هذا)، والذي تكرر في قصيدتها(جنون)أربع مرات، كما في قولها:
    يغمرني بكل هذا التلهف
    بكل هذا الجنون
    طيفك
    سيمفونية عشقي
    العود الذي يعد نبضات القلب
    طيفك هو ذا الوهم
    الرابض على الحائط


    ن- تكرار الجملة: كما في قصيدتها (مدينتي) والتي تقول فيها:
    مدينتي
    العالقة في القلب
    ها
    قد أحاط بك المساء
    الممر الهادئ لبحرك
    ممر الساكن لشوارعك
    الممر الساكن إلى هوائك
    ها قد أحاط بك المساء
    المنتشي بذكرى الأحبة


    ه- تكرار الحرف:إن تكرار الحرف هو أقرب ما يكون بالصوت المعزول. فيرى (بالي) أن المادة الصوتية تكمن فيها إمكانيات تعبيرية هائلة...

    فالأصوات ، وتوافقها، والنغم، والإيقاع والكثافة، والاستمرار، والتكرار، والفواصل الصامتة.. كل هذا يتضمن بمادته طاقة تعبيرية[4]...

    وكما نعلم ، فإن تأثير الجرس الموسيقي لألفاظ الشعر على المتلقي يرتبط بالطبيعة الصوتية لحروف اللغة العربية، وطريقة تأليفها في إيقاع داخلي يناسب الحالة الشعورية للمبدع.إذ إن الحرف المجرد لا يعبر عن شيء. وليس له قيمة موسيقية بمفرده. وإنما يكتسب الحرف خصائصه الإيقاعية نتيجة ارتباطه بالكلمة داخل البنية الشعرية. وقد تتغير قيمته الصوتية تبعا لاختلاف موقعه من كلمة لأخرى.

    وتعد ظاهرة التكرار الصوتي لبعض الحروف في القصيدة الشعرية من الوسائل التي تثري الإيقاع الداخلي بواسطة ترديد حرف بعينيه، أو مزاوجة حرفين أو أكثر. وتكرار ذلك في مقطع شعري يعكس الحالة الشعورية للمبدع، وقدرته على تطويع الحرف ليؤدي وظيفة التنغيم، إضافة إلى المعنى.

    ومن هنا يمكن الحديث كما قال (جون كوهين) عن تماثل صوتي داخلي بالمقارنة مع التماثل الصوتي الخارجي ، الذي تكونه القافية[5]..

    وفي شعر رشيدة فقري، تتردد حروف دون أخرى.. فنجد تردد حرف التاء أفقيا ورأسيا ، كما في قصيدتها (جنون)، والتي تقول فيها:
    انتظر الاقتراب
    الاقتراب
    الاقتراب
    خلاياي
    ظامئة إليك
    أنت الوهم المصادر
    في دهاليز الغياب


    فنجد تكرارا لحرف (التاء)، والذي تكرر في هذه القصيدة (جنون) 20 مرة.. وهو صوت شديد مهموس مرقق...

    كما نجد في قصيدة(سأبسط لك الغيم) تكرار لحرف (السين) الذي تكرر 14 مرة.
    سأبسط لك الغيم
    متكأ
    سأمطر ليل شعري
    حيث تغفو
    وأعصر نبيذ الروح
    في كفيك
    سأسرج قوس قزح
    أجمع النجوم
    وانثرها
    على قدميك
    سأغير نواميس الطبيعة
    أصالح الليل مع الشمس
    والريح أجزئها
    نسيمات على وجنتيك
    سأراقص شياطين الهوى
    سآخذ حجم السماء
    وأحتويك
    سأكون رشة عطر
    في معصميك


    لقد نجحت الشاعرة في استغلال الدلالة الموسيقية لتكرار حرف السين، وهو حرف مهموس مرقق، فأنشأت من الترديد الصوتي له إيقاعا جزينا ، هادئا عبرت من خلاله عن القلق، والشوق والحنين.. والذي خيم على كل مفاصل القصيدة، مولدا فيها نوعا من التناسق والتوازن الصوتيين.

    4- التدوير







    [1] - النويهي، (محمد)، قضية الشعر الجديد، معهد الدراسات العربية، المطبعة العالمية، القاهرة، 1962،ص:22


    [2] - المرجع نفسه،ص: 104


    [3] - الملائكة، (نازك)،قضايا الشعر المعاصر، دار العلم للملايين، بيروت، ط14، 2007، ص: 264


    [4] - فضل، (صلاح)، علم الأسلوب ومبادئه وإجراءاته، مؤسسات مختار، القاهرة، 1992، ص: 27


    [5] - كوهين، (جون)، اللغة الشعرية، ترجمة: محمد الوالي، و محمد العمري، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، ط1، 1986،ص: 82









    يتبع
    رشيدة فقري
    رد: في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري
    مُساهمة السبت سبتمبر 18, 2010 1:07 am من طرف رشيدة فقري
    اخي الفاضل محمد داني

    قراءةو اعية وابحار عميق لا يجرؤ عليه الا متمكن من مادته النقدية واني اراك كذلك
    ولا اجد العبارة التي تفيك حقك من الشكر على هذا المجهود الكبير الذي بذلت لتخرج لنا بكل هذا
    فاقبل عميق شكري وامتناني
    ولا حرمنا منك ومن قلمك الصادق المميز
    اختك رشيدة فقري
    أسماء محمد
    رد: في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري
    مُساهمة السبت سبتمبر 18, 2010 1:33 am من طرف أسماء محمد
    مجهود يستحق التنويه

    ونتمنى من إدارة الجامعة أن تأخذ بعين الاعتبار مثل هذه الاجتهادات لتنشرها ورقيا في المستقبل القريب كما واعدت
    شكرا للناقد محمد داني
     

    في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري

    الرجوع الى أعلى الصفحة 

    صفحة 1 من اصل 1

     مواضيع مماثلة

    -
    » في شاعرية الشاعرة رشيدة فقري (2)
    » تعزية إلى الشاعرة رشيدة فقري
    » والد الشاعرة رشيدة فقري
    » دعواتكم لوالدة الشاعرة رشيدة فقري
    » الشاعرة رشيدة فقري في اذاعة أصوات

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    جامعة المبدعين المغاربة ..جامعة الادباء العرب :: جامعة أدبية :: قراءة في نصوص كتاب المنتدى-
    انتقل الى: