بسم
الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
قراءة في قصة نثرات الفضة للكاتبة مهدية
العنوان العام٠ ٠٠لكل القصص القصيرة التي سأكتبها بعون الله هو نثرات الفضة
ارجو الثتبيت
فتَحَ باب سيارته ماركة المائتي و سبعة المتهالكة بعد جدب ودفع ، دلف اليها في مشقة لطول قامته ، انتهت محفظته المهترئة وسجائره الرخيصةً -الرياضيةـ عـلــــــى المقعد المجاور ، أدار المفتاح ،عشّق وعشّقَ وانطلق أخيراً٠٠مرددا في نبرة إعلانية اَووووْدِييي٠٠٠٠٠فِييييرَاررِيي٠٠٠٠سيارة الرجل الذي يتعـرققق ولا يستحققققق٠٠انتهت الوَصلة بكحّة صدرِنخره سخام العوادم ،وقِيرُ السجائر، وظلم العباد٠
**********************************************
النص الذي بين أيدينا نلاحظ أن الكاتبة قد اختارت عنوانا شاملا لكل قصصها القصيرة جدا؛ مما يجعلنا نفهم أن نصوصها سوف تكون مقطوعات قصصية.
وهذا النمط إن طال يوقع الكاتب في أخطاء عديدة، منها عدم انسجام العنوان مع النص، ثانيا عدم انسجام التسلسل، ثالثا عنوان واحد يتكرر في كل مرة يجعل القارئ يظن أنه سبق له أن قرأ النص فيمر دون فتح الموضوع.. لذلك الكاتب يختار للمقطوعات القصصية موضوعا واحدا وينشرها في صفحة واحدة، ويضع لها عنوانا شاملا، وعناوين أو أرقام لكل مقطوعة...
* العنوان
لقد اختارت الكاتبة عنوان "نثرات الفضة"، والفضة ترمز إلى أشياء كثيرة حسب التوظيف.. وهنا نجد الكاتبة استعملت هذا العنوان بين ما هو جوهري خفي، وما هو طوفاني أو غليان النفس..
ونلاحظ العنوان انزياحا، حيث يخال القارئ أن النص يدور حول نثرات الفضة، إلا أنه يجد شيئا آخرا.. وجاء هذا الانزياح ابتعادا عن النبرة الخطابية في النص ينحو منحى جوهرا خفيا يتجلى في ردة الفعل اتجاه فعل آخر الذي يعادل الرمز واللغة والسرد...
ونجد العنوان مقسم إلى قسمين: "نثرات" // "الفضة"، وهي تعني الجوهر الذي يكون في حوزة الإنسان فيرمي به متفرقا.. وجاءت "نثرات" خبر لمبتدإ محذوف أصله: [هذه نثرات الفضة]، أو تلك.. وما شابه ذلك.. والفضة مضاف إلى نثرات؛ وبما أن الكاتبة جعلت العنوان "معرفة"، فالعنوان لا يقبل تعدد التأويلات، عكس لو كان نكرة مثل: "نثرات فضة"...
كما نلاحظ أن العنوان يتألف من فعل يدل على التشتيت، ومادة تدل على طهارتها وقيمتها وجوهرها؛ لذلك جاء مفهوم النص يدور حول ضياع جوهر الإنسان الذي هو فطرته، ثقافته، عقيدته...
- [فتَحَ باب سيارته ماركة المائتي و سبعة المتهالكة بعد جدب ودفع ، دلف اليها في مشقة لطول قامته ، انتهت محفظته المهترئة وسجائره الرخيصةً -الرياضيةـ عـلــــــى المقعد المجاور،]، نلاحظ في بداية النص وصفا للسيارة، وقامة بطل القصة، ومحفظته..
هذا الوصف الذي يقترب من الوصف الدقيق غير محبذ في هذا النوع القصصي، لأن القصة القصيرة جدا يطبعها الوصف المكثف، وهو الوصف الذي لا يزيد عن كلمة، وأجمله الاستعارة.. لذلك كان من الأفضل تكثيف الجمل والاختزال والحذف والاضمار.. مثل: ركب سيارته المتهالكة.. فهذه ثلاث كلمات تغني عن السبع كلمات المذكورة..
- [أدار المفتاح ،عشّق وعشّقَ وانطلق أخيراً٠٠مرددا في نبرة إعلانية اَووووْدِييي٠٠٠٠٠فِييييرَاررِيي٠٠٠٠سيارة الرجل الذي يتعـرققق ولا يستحققققق٠٠]، حتى هذه الجمل تحتاج إلى اختزال وتكثيف وحذف.. لأن كل ما نفهم من هذه الجمل هو إقلاع السيارة الذي يجب الاستغناء عنه لأننا فهمنا مذ ركب السيارة وجب عليه الإقلاع، والتلعثم يكفي في "تلعثم" في المقصود برمزية وتكثيف...
- [٠٠انتهت الوَصلة بكحّة صدرِ نخره سخام العوادم، وقِيرُ السجائر، وظلم العباد٠]، جاءت هنا القفلة واضحة كأنه موضوع عادي أو مقالة.. لذلك يجب تغيير القفلة بجملة مكثفة تكون مفارقة؛ والمفارقة هي أسلوب بلاغي يُخفي المعنى الحقيقي في تضاد، أو سخرية مع المعنى الظاهري...
مودتي وتقديري
الأحد يناير 30, 2011 3:06 pm من طرف أسماء محمد