عندما يصبح القديس شيطانا

إهداء : إلى روح الفنانة عائشة مناف رحمها الله .

جلس مفعما بحيوية منشولة بهوة سحيقة في شعاب النفس. وهو يحكي عن بطولاته المركونة،بقبس من نور في هواجسه القاتمة. أيامها كان الركح يسطع بخطواته الرهيبة. متقمصا لون الأحداث، فينهل من تلك الأدوار التي يذوب في نرجسيتها، منسلخا من جلده، ومستسيغا كنه أبدية الأب الأول.

عطيل أكذوبة تمتص الغضب، تروي دم النسيان. ولم يبق من جمال نيفرتيتي سوى الخدوش المحفورة على أبواق المسارح المهجورة. وانقلب سحر كيركا عليها، لتنكسر عصاها بعدما تجرعت كأس شرابها المسحور، فذبل عشب الفضيلة في ترياقه المنسي. واستوت شهرزاد نحيلة متسولة في أسواق يدبرها حفنة معتوهة تبجل الصكوك، وتلزم بثقل الخراج. وانزوى شهريار كسولا يقتنص كؤوس القرف في حانات ضامرة منتكسة. محتميا ببعض الأنذال، فيوهمونه بحب أجرب كحب الثعالب البغيضة. ليرتموا عليه كفريسة منهوشة على حافة الطرقات. وتلاشى حب ولادة لجنات العريف، فانكسر ابن زيدون على متاهات الشوق ظمآن، يرشف سراب الخرائط المصبوغ بالبكاء والرثاء.
اللعنة عليك أيها الشيطان الرجيم، الذي أخلدت القديس لنومه المبجل، في غياهب المحاريب المدججة بصلاة مستكانة بخشوع التزكيات المباركة.
أيها القديس، استفق على تهاليل الصوامع وأجراس الكنائس، وارحم الحفاة العراة، الذين يبيتون على الطوى في ليال السخف والأنين. أنسيت مهمتك إلى هذا الحد، أم التبست عليك الأمور. إذن ما جدوى المعابد، إذا كانت تأوي الثكنات والمليشيات ونوبات الاعتراف المبتزة.
اغسل وجهك بماء القمقم المنبعث من انهار الخلد. واحرص على واجبك. وفرق بين جشع الأرض ورحمة السماء. والق بعينيك إلى أسفل ثيابك، لتشم أريج فتاة، ألبستها ثوب العهر. فتبسط ذاتها على رصيف البغي، بين مهانة الجسد وتمرد أصم، لتملأ أفواه الجياع، وتعود والدتها المريضة في قبرها الموحش في المداشر. المدفون نورها في قباب أوليائها و ساداتها.

أيها القديس
كن إنسانا تمحو الصلف
تقبر الدهاليز
تضيء الذكرى
تحلى بالقداسة والشرف
ستمشي وحيدا إلى معتقلات الذات
لا قانون لا حرية
عندما تموت شيطانا.

مدد رجله اليسرى وهو لا يزال مستطردا في حكيه.بعد أن أمعن النظر في كل الوجوه، التي يحدجها بنظرة ذابلة منبعثة من جسم واهن مدحور، بعياء الحكي. فأوصى أن يكتب على قبره:

" لا تلبسوا الباروكات المستعارة،إنها لباس الخصيان."

هشام ناجح كتب:: إهداء : إلى روح الفنانة عائشة مناف رحمها الله .

جلس مفعما بحيوية منشولة بهوة سحيقة في شعاب النفس. وهو يحكي عن بطولاته المركونة،بقبس من نور في هواجسه القاتمة. أيامها كان الركح يسطع بخطواته الرهيبة. متقمصا لون الأحداث، فينهل من تلك الأدوار التي يذوب في نرجسيتها، منسلخا من جلده، ومستسيغا كنه أبدية الأب الأول.

عطيل أكذوبة تمتص الغضب، تروي دم النسيان. ولم يبق من جمال نيفرتيتي سوى الخدوش المحفورة على أبواق المسارح المهجورة. وانقلب سحر كيركا عليها، لتنكسر عصاها بعدما تجرعت كأس شرابها المسحور، فذبل عشب الفضيلة في ترياقه المنسي. واستوت شهرزاد نحيلة متسولة في أسواق يدبرها حفنة معتوهة تبجل الصكوك، وتلزم بثقل الخراج. وانزوى شهريار كسولا يقتنص كؤوس القرف في حانات ضامرة منتكسة. محتميا ببعض الأنذال، فيوهمونه بحب أجرب كحب الثعالب البغيضة. ليرتموا عليه كفريسة منهوشة على حافة الطرقات. وتلاشى حب ولادة لجنات العريف، فانكسر ابن زيدون على متاهات الشوق ظمآن، يرشف سراب الخرائط المصبوغ بالبكاء والرثاء.
اللعنة عليك أيها الشيطان الرجيم، الذي أخلدت القديس لنومه المبجل، في غياهب المحاريب المدججة بصلاة مستكانة بخشوع التزكيات المباركة.
أيها القديس، استفق على تهاليل الصوامع وأجراس الكنائس، وارحم الحفاة العراة، الذين يبيتون على الطوى في ليال السخف والأنين. أنسيت مهمتك إلى هذا الحد، أم التبست عليك الأمور. إذن ما جدوى المعابد، إذا كانت تأوي الثكنات والمليشيات ونوبات الاعتراف المبتزة.
اغسل وجهك بماء القمقم المنبعث من انهار الخلد. واحرص على واجبك. وفرق بين جشع الأرض ورحمة السماء. والق بعينيك إلى أسفل ثيابك، لتشم أريج فتاة، ألبستها ثوب العهر. فتبسط ذاتها على رصيف البغي، بين مهانة الجسد وتمرد أصم، لتملأ أفواه الجياع، وتعود والدتها المريضة في قبرها الموحش في المداشر. المدفون نورها في قباب أوليائها و ساداتها.

أيها القديس
كن إنسانا تمحو الصلف
تقبر الدهاليز
تضيء الذكرى
تحلى بالقداسة والشرف
ستمشي وحيدا إلى معتقلات الذات
لا قانون لا حرية
عندما تموت شيطانا.

مدد رجله اليسرى وهو لا يزال مستطردا في حكيه.بعد أن أمعن النظر في كل الوجوه، التي يحدجها بنظرة ذابلة منبعثة من جسم واهن مدحور، بعياء الحكي. فأوصى أن يكتب على قبره:

" لا تلبسوا الباروكات المستعارة،إنها لباس الخصيان."

السلام عليك اخي هشام
تسجيل تصفح واعجاب بالسردية الجميلة
تناص موفق
وعميق

مودتي
اختك مهدية

أختي مهدية السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مع ذلك أختي يبقى القلم مقصرا في التعبير عن المعاناة التي يعيشها الانسان والفنان في عالمنا العربي .
أشكرمرورك الجميل والتوغل في عمق النص الذي يعكس بعدا سيكولوجيا تعيشه معظم الأمة
التحية من أخيك على الدوام هشام ناجح

مررت من هنا ، فلفتت نظري هذه اللوحة الفنية / الادبية /التاريخية

غوص عميق ..وتعبير أقرب الى الايحاء منه الى التوضيح
منولوج جيد كاد يغيب معه الحدث ، لولا الخاتمة التي قامت بالواجب .

كل الود.

تحية طيبة أخي زيد
نعم اخي اكتسح المونولوج الركح حتى كدنا نقول أننانتابع مسرح المونودراما فالمناسبة هنا شرط مادمنا نجسد أصداح المكان والتاريخ بشكل عام
شكرا لملاحظتكم التي تبلور طريقنا نحو اتساع رقعة الحوار
محبة هشام ناجح لأخيه التيجاني

الصديق الجميل
هشام ناجح
شكرا على هذه الرحلة الجميلة عبر كل الأسماء التاريخية ودلالاتها الفنية
غبار كل المسارح أشمه
وستارات تفتح في كل اتجاه
لك مودتي

أخي احميدة تحية طيبة وكل عام وأنت بكامل الصحة
أشكرلك اهتمامك بالنص وقد زدته بسطة في الجمال بتعليقك الفواح ونحن ننتظر أن نرى أشعارك تمشي على الركح في يوم من الأيام ان شاء الله .

تحية هشام ناجح لابن بطوطة الزجل الذي لايتوانى بحضوره في كل أرجاء المغرب الى أخي أحميدة بلبالي

» ادريس ايها القديس
» شعاب الحلمة ..الى شيخ الضو و عريس الشمس الى حاتم و لالة سعاد
» عندما كنت طفلة
» عندما تبكي الرجال
» عندما فات الاوان‏